بيروت ـ زينة طبارة
رأى مسؤول العلاقات الدولية في حزب الله النائب السابق عمار الموسوي، ان الحوار بين اللبنانيين هو المطلوب كلغة تخاطب لإعادة بناء الثقة فيما بينهم وللمضي قدما في بناء الدولة القوية القادرة بجيشها ومقاومتها وشعبها على حماية نفسها ومواطنيها من كل عدوان اسرائيلي محتمل، مؤكدا عدم تحفظ حزب الله عليه، داعيا في المقابل الى ضرورة الإصغاء الى الأصوات المعترضة على تغييب بعض الفرقاء عنها، لافتا في رد على سؤال حول مطالبة البعض بحصر الحوار في عنوان الاستراتيجية الدفاعية فقط، الى ان تحديد العناوين الحوارية يعود الى اتفاق المتحاورين فيما بينهم، مرتئيا انه ليس ضروريا اختصار الطاولة بعنوان وحيد دون مناقشة باقي الملفات الأساسية التي يرى الأعضاء في مناقشتها ضرورة وطنية.
وردا على ما أشيع عن أن النائب سليمان فرنجية يمثل سورية على طاولة الحوار، وأن رئيس «كتلة الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد يمثل الجمهورية الإسلامية الإيرانية، أعرب الموسوي في تصريح لـ «الأنباء» عن استغرابه لمقولات لا شأن لها سوى زرع بذور الشقاق والحقد بين المواطنين، معتبرا ان التلاقي في وجهات النظر بين حزب الله والمردة وحلفائهما مع جهات إقليمية، لا يعني إطلاقا انهم باتوا يمثلون تلك الجهات المذكورة او غيرها ممن يتلاقى معهم سياسيا واستراتيجيا في مواجهة العدو الاسرائيلي، متسائلا ما إذا كان يصح بناء على المعادلة المذكورة أعلاه اتهام البعض بتمثيل الكيان الصهيوني ومشاريعه العدائية في المنطقة على طاولة الحوار، وذلك نسبة لما يطلقه من تصاريح شبه يومية تريح العدو الاسرائيلي وتعطيه مزيدا من الذرائع والحجج لاستمراره بتعنته، مؤكدا ان أحدا لا يستطيع المزايدة على لبنانية حزب الله وحلفائه في لبنان، خصوصا ان الحزب قدم التضحيات الجسام على مذبح الوطن لتحريره من براثن الاحتلال ولاستعادة سيادته وكرامة شعبه، معتبرا ان إشاعة الكلام أعلاه بات واضح الأهداف ولا يتعدى بأبعاده ومعالمه تشويه الدور الوطني للحزب وحلفائه والاستقطاب الرخيص لحفنة من الأصوات الانتخابية.
وعن امتلاك حزب الله لقرار الحرب والسلم، أعرب الموسوي عن رفضه لهذا الكلام، متسائلا ما إذا كان مطلقوه يدركون معايير قرار الحرب والسلم وكيفية اتخاذ قرار مماثل من شأنه إعلان حرب أو عدمه، مؤكدا ان لبنان سواء على مستوى المقاومة أو على مستوى الدولة اللبنانية ككل لا يمتلك أساسا قرار السلم والحرب، وذلك لاعتباره ان انطلاق شرارة الحرب متوقف على قرار من العدو الاسرائيلي لجهة اعتدائه عسكريا وأمنيا على الأراضي اللبنانية، مذكرا المتناسين بأن دور المقاومة هو الدفاع عن لبنان وذلك بدليل قبولها وقبول حزب الله الدعوة الى تنظيم استراتيجية وطنية للدفاع وليس للهجوم، مما يؤكد عدم صوابية تلك الفرضية وغيرها من الفرضيات المغرضة بحق قدسية أهداف الحزب والمقاومة.
على صعيد آخر، وعن لقاء القمة الذي انعقد في دمشق بين الرئيس السوري بشار الأسد ونظيره الإيراني محمود أحمدي نجاد الذي انضم اليه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، أكد الموسوي ان وجود الأمين العام لم يكن غير طبيعي كون هذا اللقاء ارتسم ردا على التهديدات الاسرائيلية المتكررة ضد لبنان ودول المنطقة، معتبرا ان هذا المشهد الدمشقي أكد على الوحدة في مواجهة الأخطار الناجمة عن المشاريع الصهيونية باتجاه المنطقة على المستويات كافة، وان الرهان على استفراد أي طرف من أطراف هذه الوحدة هو رهان خاطئ كون هذه الوحدة كلا لا يتجزأ.