بيروت ـ عمر حبنجر
يغادر الرئيس ميشال سليمان الى المملكة العربية السعودية اليوم، في الوقت الذي تقلع فيه طائرة رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري الى الكويت، ضمن اطار جولات تعزيز حضور لبنان في المحيطين العربي والدولي.
ويمضي سليمان يومين في السعودية، ومثله الحريري في الكويت، وسيكون الرئيسان في بيروت يوم الاثنين، حيث رئيس الحكومة على موعد مع لقاء قيادات 14 آذار، ومناقشة المواقف المفترض اعتمادها في جلسة الحوار الوطني المقررة الثلاثاء، ونفس الاهتمام سيكون لرئيس الجمهورية راعي الحوار الذي يتضاءل الأمل فيه كلما اقترب موعده، نتيجة استعصاء الظروف المحيطة، ومحاولة اطلاق سفينة الاستراتيجية الدفاعية، بعكس الرياح الإقليمية، المحملة بالتهديدات الإسرائيلية المعبر عنها بالكلام أو بالخروقات الجوية أو البرية.
وتقول مصادر عليمة لـ «الأنباء» ان قوى 8 آذار المشاركة في الحكومة وطاولة الحوار تعتبر ان أي كلام عن سلاح حزب الله وعن قرار الحرب والسلام غير ممكن في زمن الاستنفار الإسرائيلي ضد لبنان وسورية وإيران.
وفي هذه المعلومات ان المخرج من هذه الحلقة المقفلة المسماة استراتيجية دفاعية يكون الرئيس ميشال سليمان، بوصفه رأس الدولة وراعي طاولة الحوار الضامن شخصيا لهذه الاستراتيجية، من حيث المبدأ، ومن هنا ستتركز الاتصالات الحوارية على هذا المخرج، تبعا لاستحالة إقناع حزب الله وحلفائه بأي استراتيجية تؤول بإعارة «دفّة ليلة عرسه».
إشارة الى ان الاعتراضات على تشكيل هيئة الحوار الوطني، مازالت تدق أبواب القصر الجمهوري، ولا شك أن سفر الرئيس اليوم الى المملكة العربية السعودية سيريحه من ترداد القول لمراجعيه ان دافعه الى الاستعجال واصدار التشكيلة على هذا النحو هو الرغبة في إخراج هذا الموضوع من الدوامة.
البلديات إلى مجلس النواب
وعلى صعيد مشروع قانون الانتخابات الذي أقره مجلس الوزراء، رفض الوزير زياد بارود الكلام عن رمي الكرة على مجلس النواب، الذي يبقى في النهاية هو صاحب سلطة التشريع وسيد نفسه، في تقرير ما يراه مناسبا في موضوع قانون البلديات.
ويشار الى ان مشروع قانون البلديات لحظ اجراء الانتخابات البلدية على 4 مراحل أيام الاحاد.
يبقى السؤال هل ستجرى الانتخابات في موعدها، وهل سيأخذ مجلس النواب بالتعديلات المطروحة التي اقرت في مجلس الوزراء.
بري يأمل
رئيس مجلس النواب نبيه بري أكد فور الإعلان عن إقرار الحكومة مشروع قانون الانتخابات، انه حريص على اجراء هذه الانتخابات في موعدها وانه سيحيل المشروع فورا الى اللجان النيابية لدراسته، آملا ألا يكون مصير هذا المشروع كمشروع خفض سن الاقتراع الى 18 سنة، ويشار الى ان وزراء حركة أمل طلبوا في جلسة مجلس الوزراء اعتماد النسبية في الانتخابات البلدية والنيابية على حد سواء. وزير العمل بطرس حرب تحفظ وحده على بند تشكيل هيئة للإشراف على الانتخابات معتبرا ان اعتماده في الانتخابات البلدية لا مضمون له، وانه لن يقدم عنصرا مساعدا على الاصلاح وقال انه ليس لديه انطباع بأن الانتخابات ستكون سهلة وان مجلس النواب سيكون مسهلا لاجرائها، وقد يجد فيها المجلس صعوبة وقد لا يمشي فيها.
تشكيك في النسبية
النائب السابق صلاح حينين شكك في امكانية النجاح في التطبيق العملي لاعتماد النسبية، مقترحا ان يتم ترتيب الاسماء ضمن اللوائح للناخب.
وقال ان النسبية المطروحة معتمدة لبلدان تعيش حياة حزبية، حيث تصنف الاحزاب نفسها الاوائل في لوائحها، اما في لبنان حيث العائلات والمستقلون والاحزاب سيكون من الصعب عندنا والحال هكذا الاتفاق على تنظيم اللوائح، والافضل ان يترك للناخب حرية ترتيب الاسماء والا ستدور المعارك داخل اللوائح.
التصويت في مجلس الوزراء قاعدة
مصادر متابعة اكدت لـ «الأنباء» ان اللجوء الى التصويت في مجلس الوزراء كما حصل في موضوع التعيينات القضائية والادارية هو اسلوب سيستمر كلما دعت الحاجة لاسقاط الانطباعات الجاري تسويقها حول شلل الحكومة وعجزها عن الانطلاق وبالتصويت تنكشف الجهات العاملة على العرقلة، وقد مهد الرئيس الحريري لهذا بدعوة الوزراء او بعضهم الى وقف المزايدات وسيقود هذا الاسلوب المتجاوز لشروط التفاهم المسبق على القرارات والاجراءات الى تمكين رئيس الحكومة من ان يكون له رأيه في القرارات المصيرية كممثل للدولة بصفته رئيس مجلس الوزراء، كما قال لممثلي الصحف الكويتية في بيروت ومثله رئيس الجمهورية ميشال سليمان.
هذه الحركة التصويتية اعادت الانضباط الى البيت الحكومي، بدليل تجاوز الاشكالات التي حصلت في مجلس وزراء الاربعاء بالسراي الحكومي، ويمكن الاعتقاد ان هذا الانضباط ظهرت ترجمته بتصويت مجلس الوزراء على مشروع قانون البلديات المعدل دون نقاش، واحالته بصفة المعجل الى مجلس النواب لاقراره، اضافة الى انجاز ملف تعيين هيئة الرقابة على المصارف.
واقرأ ايضاً:
سلام لـ «الأنباء»: كلام الحريري عن آخر حكومات الوحدة نابع من تعرضه للضغوطات
أخبار وأسرار لبنانية
اجتماع قيادي لـ 14 آذار الاثنين لتحديد الموقف داخل «الهيئة»
«الإشارات السياسية» في التعيينات الإدارية
اتصالات عربية عاجلة لتدارك الأزمة بين لبنان وليبيا