طاولة الحوار في نسختها الجديدة للعام 2010 افتتحت جلساتها امس وسط متغيرات في الشكل والوجوه، وأيضا في الخارطة والمعادلة السياسية، وأبرز الملاحظات في مشهد الافتتاح:
- الحدث السياسي يتمثل في كلمة الرئيس ميشال سليمان التي كانت أقرب الى خطاب سياسي مكمل لخطاباته السابقة، وأقرب الى رسالة موجهة الى الشعب اللبناني عبر ممثليه على الطاولة، وحدد خلالها أهداف الحوار ورؤيته الواقعية للوضع وما حصل فيه من تقدم وانجازات، وما يعتريه من شوائب وأخطار، ولاسيما ما يتعلق بالتهديدات الاسرائيلية، ما يشكل حافزا لتعزيز الوحدة الوطنية والاسراع في وضع استراتيجية دفاعية.
- كان لافتا للانتباه ان الدعوة الموجهة من رئيس الجمهورية للمشاركين في «الحوار 3» لم تتضمن أي اشارة الى موضوع الاستراتيجية الدفاعية، فيما كانت المواقف عشية الجلسة تتضارب حول حصرية جدول الأعمال أو ان يضاف اليه بند السلاح أو مسألة اصلاح النظام السياسي، كما طرح النائب طلال ارسلان.
- تؤكد مصادر رئيس الجمهورية اقتناعه بطرح الرئيس بري بشأن الأمن الاقتصادي والاجتماعي، وتؤكد انه كان يسعى الى طرح هذا الأمر سابقا لكنه تريث حتى لا تفسر خطوته بأنها محاولة لمصادرة دور مجلس الوزراء.
- توقفت أوساط مراقبة عند الهجوم الذي تعرض له الرئيس سليمان من أطراف في 8 آذار، وهو هجوم تركز على توقيت الحوار ومضمونه وبعض المشاركين فيه، وترافق مع كلام عن «برودة» في العلاقة بين رئيس الجمهورية وسورية.
ولوحظ ان قوى معارضة انتقدت توقيت دعوة الرئيس سليمان الى طاولة الحوار مباشرة بعد قمة دمشق، وانتقدت توقيت زيارته الى السعودية مباشرة قبل انعقاد الحوار.
- كان لافتا للانتباه تركيز مسيحيي 14 آذار عشية انطلاق الحوار على استبدال عنوانه المعلن بنقطة سلاح حزب الله، الأمر الذي وضعته قوى المعارضة السابقة في إطار الرد المنسق خارجيا «تقرير الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون وموقف الادارة الأميركية» على رزمة التطورات الاقليمية الاخيرة بدءا من الكلام الشهير لوزير الخارجية السوري وليد المعلم حول الحرب الشاملة مرورا بخطاب السيد حسن نصر الله الذي أعاد صياغة معادلات الردع وصولا الى لقاء دمشق الثلاثي وما أطلقه من رسائل.
وفي اعتقاد هذه القوى أن طرح 14 آذار يخالف روحية البيان الوزاري الذي حسم معنى الاستراتيجية الدفاعية والمتمثل في شراكة المقاومة والجيش والشعب في الدفاع عن لبنان.
- المشاركة العربية على طاولة الحوار مستبعدة لسببين: الأول عربي يتعلق بعدم حماسة الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى للحضور أو لانتداب من يمثله لأن الوضع اللبناني واقع حاليا تحت مظلة التفاهم السوري السعودي التي تغني عن مظلة الجامعة العربية وتختزلها، والسبب الثاني لبناني يتعلق بعدم حماسة الرئيس ميشال سليمان لمشاركة خارجية في مسألة لبنانية داخلية.
لقطات
 جهزت الطاولة المستطيلة: في قاعة الاستقلال في القصر الجمهوري لاستضافة هيئة الحوار بصيغتها الجديدة الموسعة.
 عشرون مقعدا: وضعت حول الطاولة سبعة للمعارضة وسبعة للموالاة بالاضافة الى خمسة مقاعد للوسطين عدا مقعد رئيس الجمهورية الذي وضع على رأس الطاولة.
ترسيم الحدود: ركز سمير جعجع في جلسة الحوار على ترسيم الحدود مع سورية وتحديدها من مزارع شبعا وتقديم الوثائق إلى مجلس الأمن.
 لعبة المحاور: الرئيس الجميل سأل عن إبعاد لبنان عن لعبة المحاور وسأل هل لبنان دولة مواجهة أو مساندة وعن ورقة حزب الله للاستراتيجية الدفاعية.
 السلاح الفلسطيني: سليمان فرنجية ركز على السلاح الفلسطيني خارج المخيمات، واعتبر انه جزء من الاستراتيجية الدفاعية وسأل عن مستقبل السلاح داخل المخيمات ومسؤولية الدولة تجاه الفلسطينيين.
فرنجية لم يصافح جعجع: لم تحصل المصافحة التي انتظرها كثيرون بين جعجع وفرنجية.
الجوكر: تحلق أقطاب المعارضة حول الرئيس بري وأقطاب الموالاة حول الرئيس الحريري ولعب الرئيس نجيب ميقاتي والنائب الأرمني أغوب بقرادونيان دور «الجوكر» بين الفريقين.