تنقل جهات قريبة من دمشق ان هناك حرصا على ان تتم زيارة النائب وليد جنبلاط لسورية قبل زيارة الرئيس سعد الحريري الثانية لدمشق. ويلاحظ زوار دمشق ان مسؤوليها بدأوا يهملون الكثير من الملاحظات السابقة التي كانوا يثيرونها مؤخرا امام كل شخص لبناني يطرح قضية استقبال الرئيس بشار الاسد لجنبلاط.
وكل الايضاحات التي طلبت من الزعيم الدرزي توافرت تباعا وكان آخرها مضمون الاطلالة التلفزيونية لجنبلاط على شاشة «الجزيرة» عشية الاحتفال بذكرى استشهاد والده الزعيم كمال جنبلاط في 16 مارس الجاري.
وافادت مصادر بان ما صدر عن جنبلاط منذ اعادة تموضعه قبيل الانتخابات النيابية، والخط الذي سلكه بعد الاستحقاق الانتخابي، والانفتاح اللامحدود على حلفاء سورية في لبنان، وداخل الطائفة الدرزية، سهلت في مجملها الزيارة الجنبلاطية الى العاصمة السورية، التي تشير المعلومات الى ان المسؤولين السوريين اعدوا لها برنامجا يعكس ترحيبا بالعودة الجنبلاطية الى الخيارات العربية والقومية التي تمثلها دمشق والتي كانت قبل اربع سنوات عناوين مضيئة للسياسة الجنبلاطية.
واذا كان سيد المختارة اشتكى خلال الاسابيع الماضية من التأخير الحاصل في تحديد موعد زيارته الى دمشق، وابدى تململا مما يسمعه عن «شروط» لم تتحقق بعد، فإن المطلعين على الملف المفتوح بين المختارة ودمشق يؤكدون ان ثمة مبالغة و«اجتهادات» تظهر من حين الى آخر لكنها لا تأتلف مع حقيقة الموقف السوري حيال الزيارة الجنبلاطية.
ونقل زوار جنبلاط عنه تمسكه بالخط الذي رسمه لنفسه منذ ما قبل الانتخابات النيابية الماضية لجهة السعي لافضل العلاقات مع سورية «عمقنا الاستراتيجي»، مشيرا الى ان وحدة المصير والمسار مع سورية هي اليوم مطلوبة اكثر من اي وقت مضى في ضوء التهديدات الاسرائيلية اليومية للبنان ودول المنطقة، مشيرا الى ان لبنان وسورية تجمعهما «اتفاقية دفاع مشترك». واذ يبدي جنبلاط تشاؤمه من مسار الامور في المنطقة نتيجة انسداد افق عملية التسوية، يعتبر ان السياسة الاميركية اصبحت «فرجة» في ظل ضعف الادارة الاميركية الحالية.