قال معارضون ليبيون في المنفى ان مفاوضات تجرى بعيدا عن الأضواء بين عواصم القرار الدولي والعقيد معمر القذافي بهدف نفي الأخير الى صربيا أو أبوظبي.
ونقل موقع «سويس إنفو» أمس الأول عن قيادات ليبية معارضة تقيم في الدوحة قولها ان القذافي لن يقتل «في قلعته المحصنة بباب العزيزية ولن ينتحر مثلما توقع محللون كثر قبل إلقاء القبض عليه وإنما سيأخذ عصا الترحال ليستقر في المنفى بعد استكمال المفاوضات الجارية بينه وبين واشنطن بالاشتراك مع عواصم أخرى من بينها برلين ولندن وباريس».
ونسب الموقع الى زعيم معارض رفض الكشف عن هويته قوله إن المفاوضات «ترمي لإعطاء الضمانات للقذافي وأفراد من عائلته ومعاونيه المقربين للانتقال إلى المنفى في صربيا التي أبدت حكومتها ترحيبا باستقباله أو أبوظبي».
وقال المصدر ان «الوسيطين اللذين يديران هذه المفاوضات هما وزير الخارجية الأسبق عبدالرحمن شلقم الذي تولى منصب مندوب ليبيا الدائم لدى الأمم المتحدة قبل أن ينشق أخيرا عن القذافي وأبوزيد عمر دوردة رئيس الاستخبارات الخارجية».
وأوضح المصدر أن الأميركيين تخلوا عن «خيار الضربة العسكرية الجوية للتخلص من القذافي» أمام «إصرار غالبية المعارضات الليبية في الداخل والخارج على عدم تلويث الثورة بأي تدخل من الخارج وإبقائها صفحة ناصعة تفضي إلى نصر يتحقق بقوة المقاومة الداخلية وحدها أسوة بالثورتين التونسية والمصرية».
وقال معارض ليبي مطلع على فحوى المفاوضات ان الأميركيين والغربيين عموما رفضوا أن تشمل الضمانات الامتناع عن الملاحقة القضائية لرئيس المخابرات الليبية عبدالله السنوسي وهو عديل القذافي بسبب فظاعة الجرائم المنسوبة إليه وفي مقدمتها إعدام 1200 من معارضي نظام القذافي في مجمع سجون أبو سليم القريب من العاصمة طرابلس في 1996.
وأضاف ان القذافي الذي وافق على استبعاد السنوسي من الصفقة خشي من رد فعل الأخير فعزله من رئاسة المخابرات وعين مكانه نصور ضو القحص الذي ينتمي إلى فخذ معمر القذافي في قبيلة القذاذفة. وقال مصدر مطلع ان السنوسي الذي يرفض أن يكون كبش فداء بدأ يحرك خيوطه في كل من سرت في الشرق وكذلك في الجنوب حيث يوجد مركز ثقل قبيلة المقارحة التي ينتمي إليها السنوسي نفسه لارتكاب مجازر ضد المحتجين على القذافي من أجل تعقيد ملف الأخير الجنائي وتعسير خروجه من ليبيا إلى المنفى.
وأوضح المصدر أن الرئيس الجديد للمخابرات لا يملك شبكة مماثلة من الولاءات وان مصدر قوته الوحيد هو ولاؤه للقذافي.