قال المعارض الليبي موسى أحمد حريم إنه من المستحيل أن يتنحى العقيد معمر القذافي عن السلطة فهو يعتقد أنه لا يوجد أفضل منه على وجه الأرض، مشيرا إلى أن القذافي مصاب بجنون العظمة.
وقال المعارض الليبي ذو الاتجاهات اليسارية موسى أحمد حريم، في اتصال هاتفي مع صحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية في عددها الصادر امس، إن القذافي قد ينتحر على طريقة هتلر ويستحيل أن يسلم نفسه.
وبشأن توقعه لموعد سقوط النظام، قال حريم إن العملية قد تدوم أشهرا ولكن الليبيين لديهم إرادة قوية لإنهاء الحكم الاستبدادي.
وذكر أن عدد الضحايا تجاوز، حسب ما ورد من أخبار، العشرة آلاف ولكن تلك هي طبيعة الثورة.
وأوضح أن نصف مدينة طرابلس محررة الآن، وقال إنه لا يمكن له أن يذكر المناطق لأن هناك خطرا يتمثل في تنفيذ عمليات إبادة ضد تلك المناطق.
وذكر أن سبها التي يقطنها عدد كبير من البدو والطوارق، أعلنت انضمامها إلى الثوار. كما أعلنت منطقة الكفرة انضمامها إلى الثورة.
في هذا الوقت، اعتبر مفكرون وناشطون عرب ان الزعيم الليبي معمر القذافي سيسقط قريبا كما حدث في تونس ومصر. وفند المثقفون، في تصريحات خاصة لـ «ايلاف»، اسباب السقوط التي تراوحت بين الديكتاتورية والفساد والتوريث والوسيلة الاهم في هذا العصر وهي الانترنت، ويقول نشطاء ان الشيء الوحيد المؤكد اليوم هو ان الديموقراطية هي المدخل الانسب للحكم، اذ بها تتحقق معادلات العدالة والمساواة والكرامة والتنمية والحق في اختيار الحاكم. من جانبه، اعتبر المفكر المغربي جمال بندحمان ان المخاطر الكبرى في ليبيا تكمن في ثلاثة سيناريوهات محتملة، كلها سلبية، اولها الدخول في حرب اهلية، ستكون انعكاساتها خطرة على المنطقة العربية، بل وعلى اوروبا كذلك، وثانيها تقسيم ليبيا الى دويلات كي يتحول جزء من العالم العربي الى دول من ورق وثالثها التدخل الدولي بتعليلات كثيرة لن تجد الدول الراغبة في ذلك صعوبة في تحديدها. ولفت الى ان هذه السيناريوهات الثلاثة يقابلها سيناريو واحد ايجابي، وهو سقوط الزعيم الليبي، ودخول ليبيا مرحلة التحول الديموقراطية بانتصار ثورتها، في المقابل قال انه لا داعي للتذكير بصعوبة ذلك، وبالثمن الباهظ الذي سيدفع، فكلنا نعرف أن ليبيا عاشت من دون مؤسسات، وأن جزءا كبيرا من نخبها المتنورة يعيش في المنفى، وأن لنظامها حلفاء ساعدهم مرارا في تحقيق أهدافهم، وحلفاء قد يكشفهم التاريخ إذا ما كتب لهذا النظام أن يتغير.
وقارن بندحمان بين ما حدث في تونس وما يحدث في ليبيا، موضحا ان الوضع في ليبيا يختلف كثيرا عن تونس، التي اتخذ الجيش فيها موقف المناصر للشعب، مما قوى فرص نجاحه، كما ان الثورة كانت في جزئها الأكبر غير داعية إلى المواجهة المسلحة، لكن في ليبيا تبقى الأوضاع مفتوحة على كل الاحتمالات.
وأكد بندحمان أنه في كل الأحوال «فإن ما يشهده العالم العربي اليوم يؤكد أن الديموقراطية هي المدخل الأنسب للحكم، إذ بها يتحقق العدل والمساواة والكرامة والتنمية، ويدار الاختلاف عن طريق المواطنين الذين لهم حق اختيار حاكميهم».
من جانبه، طلب الصحافي المصري حمدي عبدالعزيز أن نفتش عن كلمة واحدة لأسباب سقوط زين العابدين ومبارك واقتراب سقوط القذافي، وهذه الكلمة هي الحرية، وهي نعمة وضعها الخالق في خلقه في أعلى درجاتها وخلقهم، على ألا يتخذ بعضهم بعضا أربابا، لكن «الفراعنة» العرب وضعوا أنفسهم في مرتبة «الألوهية»، وحاولوا أن يشغلوا شعوبهم بكل وسائل الترغيب والترهيب، وظلت هذه الشعوب تقاوم وتدفع ضريبة الحرية، إلى أن حانت الفرصة وأطلق الشباب الزناد.
وأضاف ان الاستبداد في تعريفه المبسط هو احتكار الحقوق المشتركة، وقد أدى هذا الاحتكار إلى وصولنا إلى ما نحن فيه من مرتبة متأخرة في ذيل الأمم، فلا نهضة ولا تعليم ولا عمل، حتى إن الشباب رفضوا هذا الوضع، فهرب بعضهم إلى الواقع الافتراضي ليعيش فيه، ووقع بعضهم في فخ استخدام العنف والإرهاب كوسيلة للتغيير، فيما لجأ بعضهم إلى الانتحار المبرر، وهو الهجرة على قوارب متهالكة إلى أوروبا. وأكد عبدالعزيز أن الشباب أدركوا طريقهم، وأناروا الطريق لشعوبهم، وأسقطوا المستبدين، ولا ننسى أنهم عندما أطلقوا الزناد كانوا يبحثون عن نموذج حياة لهم ولشعوبهم مختلف تماما لما هو واقع، ونجحوا في الخطوة الصعبة وهي هدم الاستبداد والفساد والقمع، ويتطلعون إلى مرحلة جديدة من التعمير والبناء.