بينما يقصف الزعيم الليبي معمر القذافي بالقنابل معاقل الثوار قرب مراكز النفط الساحلية في البلاد تتزايد احتمالات إلحاق أضرار طويلة الامد بصناعة النفط بالدولة العضو بمنظمة أوپيك. وتتغير جبهات القتال في ليبيا كل يوم مع سيطرة هشة للثوار على الشرق لكن القتال يتزايد قرب البنية التحتية لقطاع النفط على الخط الساحلي.
ومنذ اندلاع الاضطرابات قبل أسبوعين في الدولة الواقعة شمال افريقيا والتي تنتج عادة نحو 1.6 مليون برميل يوميا تراجع انتاج البلاد بنحو 750 ألف برميل يوميا مع فرار العاملين بالقطاع.
وساهم تعثر الانتاج في ليبيا في ارتفاع أسعار خام برنت هذا الأسبوع لأعلى مستوياتها في 30 شهرا قرب 118 دولارا للبرميل.
لكن الصراع حتى الآن لم ينل من البنية التحتية النفطية الليبية التي تساوي مليارات الدولارات وتضم مرافئ تصدير مهمة وخطوط انابيب ومعدات آبار.
ومع تطور المواجهة لتتحول إلى ما يبدو بشكل متزايد انه حرب اهلية يرى خبراء ومحللون في قطاع النفط خطرا متزايدا لأن تلحق اضرار طويلة الأمد بقطاع النفط الليبي الذي يدير معظمه اجانب وهو ما قد يبقي أسعار النفط مرتفعة لفترة طويلة.
ومنح تراجع انتاج ليبيا من النفط إيران فرصة لبيع مخزونات خامها المتراكمة في ناقلات لكن خلال فترة زمنية قصيرة فقط قبل أن يبدأ تدفق الامدادات التي وعدت بها السعودية إلى المصافي الأوروبية التي يساورها القلق.
وتمثل الخامات السعودية الخفيفة كذلك بديلا أفضل للخام الليبي مقارنة بالخامات الايرانية الثقيلة التي تجاهد طهران لبيعها فيما تحد العقوبات الدولية من قدراتها على التجارة. ويقول المحلل جيمي ويبستر من بي.اف.سي انرجي «بينما أتوقع ان تغتنم ايران الفرصة لخفض مخزوناتها العائمة ـ 25 مليون برميل وفقا لتقديراتنا ـ فإن هذا لن يذهب بعيدا في تعويض الامدادات الليبية». وأضاف «ليست لديهم القدرة على الوفاء بالالتزامات الليبية لفترة طويلة وهو ما يترك الساحة مفتوحة أمام السعودية».
وذكرت مصادر سعودية أنه بإمكان المملكة شحن الخام عبر خط الأنابيب الذي يصل بين شرق المملكة وغربها ثم نقلها إلى البحر المتوسط فأوروبا.
ويعتبر انتهاز ايران فرصة حاجة المصافي الأوروبية لبيع نفطها مثالا آخر على استراتيجيات البقاء التي تنتهجها منذ سنوات. من جانبه، اعلن احد كبار المسؤولين في المصرف المركزي الاميركي دنيس لوكهارت اول من امس ان المخاوف من حصول «صدمة نفطية طويلة» قائمة بالفعل نتيجة الانتفاضات التي تعم عددا من الدول العربية النفطية، ما ادى الى ارتفاع كبير في سعر برميل النفط.
واضاف المسؤول المصرفي الاميركي «اذا كنا نريد ان نقيم بشكل واقعي فرص الاقتصاد الاميركي بمواصلة نموه، لابد ان نأخذ بعين الاعتبار ليس فقط خطر حصول صدمة نفطية طويلة الامد، بل ايضا المخاوف المرتبطة بالسياسات المتعلقة بالموازنات».
واضاف لوكهارت في كلمة ألقاها في فلوريدا انه يعتقد ان «المفاجآت السارة» تبقى واردة بالنسبة الى اداء الاقتصاد الاميركي خلال الفترة المقبلة.