شنت قوات تابعة لنظام الزعيم الليبي معمر القذافي هجوما جديدا على مدينة الزاوية واجتاحت دباباتها شوارع المدينة وأطلقت النار على منازل مما تسبب في سقوط عشرات القتلى والجرحى، وتحدث شهود عيان عن ارتكاب كتائب القذافي مجازر حقيقية بحق المدنيين.
وقال احد سكان المدينة «الدبابات في كل مكان من المدينة وتطلق النار على المنازل. رأيت 7 منها تعبر امام منزلي وإطلاق القذائف متواصل بدون توقف». واضاف قبل ان يقطع الاتصال بشكل مفاجئ «صلوا من أجلنا». من جهته قال طبيب ميداني تم الاتصال به هاتفيا «انني تحت النار لا يمكنني التكلم معكم الآن».
وأكد موقع «المنارة» الالكتروني التابع للإخوان المسلمين في ليبيا ان 40 دبابة دخلت الزاوية وأطلقت النار على منازل.
وفي السياق نفسه قالت مصادر: قتل ما لا يقل عن 70 شخصا من المسلحين والمتمردين والمدنيين في اشتباكات الزاوية أمس وأمس الأول.
وأضافت المصادر ان المدينة تحولت إلى ساحة معارك ضارية مع القوات الموالية للعقيد معمر القذافي.
ونقلت وكالة أنباء «آجي» الإيطالية عن محمد سالم موسى مدير مركز معلومات المعارضة في بني غازي، أن هناك 300 شخص آخرين أصيبوا في المدينة جراء الاشتباكات، وقال موسى: «إن الاشتباكات العنيفة لاتزال متواصلة».
الى ذلك، عقد المجلس الوطني الذي شكلته المعارضة الليبية لإسقاط العقيد معمر القذافي والإعداد لانتقال سياسي، اول اجتماع رسمي له امس في مكان لم يكشف عنه، حسبما ذكر ناطق باسمه لوكالة فرانس برس. وقال مصطفى غرياني ان «الاجتماع الرسمي الاول للمجلس الوطني عقد صباح امس»، دون ان يحدد موعده بدقة او مكانه.
واضاف «انها مسألة امنية»، مشيرا الى ان الزعيم الليبي «يواصل قتل الناس». وكان قادة الحركة الاحتجاجية في ليبيا شكلوا «مجلسا وطنيا» انتقاليا في المدن الواقعة شرق البلاد التي تسيطر عليها القوى المعارضة للنظام الليبي.
وعين مصطفى عبدالجليل وزير العدل السابق الذي كان من الشخصيات الاولى التي انضمت الى المعارضة في الأيام الأولى من الثورة، رئيسا لهذا المجلس الذي يضم 30 عضوا.
كما واصل الثوار التقدم غربا ووصلوا بعد ظهر امس الى بلدة بن جواد التي تبعد 30 كلم عن راس لانوف، وقال الضابط الذي انضم الى الثوار لدى بدء الانتفاضة «لقد صددناهم وتراجعوا وراء خط بلدة بن جواد وسنقصفهم حتى يعودوا الى سرت».
وقال مراسل لـ «فرانس برس» انه شاهد مجموعة ثوار في بن جواد الواقعة على بعد حوالي 90 كلم شرق سرت.
وأكد الثوار الذين يتقدمون غربا منذ ايام، امس الاول السيطرة على ميناء راس لانوف النفطي الاستراتيجي على بعد حوالي 100 كلم شرق سرت بعد معارك عنيفة مع القوات الحكومية.
الى ذلك، قتل 27 شخصا على الأقل واصيب عشرات آخرون بجروح مساء امس الأول في انفجارين وقعا في مستودع للأسلحة قرب بنغازي معقل حركة الثوار في شرق ليبيا بحسب حصيلة جديدة اعدتها وكالة فرانس برس امس استنادا الى مصادر استشفائية.
وقال د.عماد تلحمه جراح الأعصاب في المركز الطبي في بنغازي «لدينا 8 قتلى في انفجار قاعدة الرجمة العسكرية وكذلك اكثر من 20 جريحا». في المقابل، أعرب وزير خارجية ليبيا موسى محمد كوسا عن الأسف إزاء قرار مجلس الأمن الدولي فرض عدد من العقوبات على بلاده استنادا الى تقارير صحافية مطالبا برفعها الى ان يتم اظهار «الحقيقة» على حد تعبيره. وعلى صعيد ردود الفعل الدولية، قالت بريطانيا امس انها تأمل في ارسال فريق عمل ديبلوماسي إلى ليبيا قريبا لإجراء اتصالات مع قادة المعارضة وانها أعدت كتيبة من الجند لدعم جهود الإغاثة الإنسانية والإجلاء إذا اقتضى الأمر.
وقالت مصادر حكومية ان فريقا من الخبراء يضم مسؤولين من وزارة الخارجية سيتوجه إلى بنغازي بشرق ليبيا خلال فترة قصيرة ليستطلع احتياجات القوات المناوئة للزعيم الليبي معمر القذافي.
من جانبها، أعلنت الأمم المتحدة امس ان اكثر من 191 الف شخص فروا حتى امس من أعمال العنف في ليبيا فيما يتجه حوالي 10 آلاف نازح حاليا الى الحدود المصرية. وأفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في تقرير ان حوالي «191 الفا و754 شخصا معظمهم عمال أجانب غادروا ليبيا حتى اليوم»، استنادا الى ارقام المنظمة الدولية للهجرة. وأوضح مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في التقرير الذي يحمل تاريخ الجمعة ويحصي حركة الهجرة حتى الخميس ان 104 آلاف و275 شخصا لجأوا الى تونس و85 الفا وصلوا الى مصر و4 آلاف الى الجزائر. لكنه حذر من ان سيطرة القوات الموالية للزعيم الليبي معمر القذافي على المعابر الحدودية بين ليبيا وتونس أبطأت تدفق اللاجئين.
واشار الى ان حوالي 12500 شخص مازالوا ينتظرون إجلاءهم من تونس بينهم 10 آلاف مواطن من بنغلادش، استنادا الى ارقام المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة. كما حذر المكتب من ان 10 آلاف شخص داخل ليبيا يحاولون الوصول الى معبر السلوم على الحدود المصرية حيث يتوقع وصولهم «في غضون يومين او 3 ايام».