تضاربت الانباء أمس حول مسار عمليات القتال في ليبيا بين أنصار ومعارضي الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي.
ففيما اعلن التلفزيون الرسمي عن استعادة كتائب القذافي عدة مدن يسيطر عليها الثوار نفت تقارير صحة هذه الأنباء.
وقد استفاق سكان العاصمة طرابلس على إعلان التلفزيون الليبي عن سيطرة القوات المسلحة الموالية «سيطرة كاملة» على مدن طبرق ومصراتة والزاوية ورأس لانوف. لكن معارضين وشهود عيان كذبوا هذه المعلومات ونفوا سقوط تلك المدن.
ونقلت قناة «العربية» الفضائية عن شهود عيان ان مدن الزاوية ومصراتة وراس لانوف بقيت تحت سيطرة الثوار.
وقال شاهد عيان ان الثوار تمكنوا من صد هجوم شنته قوات القذافي على مدينة مصراتة شرق العاصمة طرابلس استخدمت فيه كتائب القذافي الدبابات وأشار الى ان مواجهات بين الجانبين دارت على مدخلي المدينة الغربي والجنوبي.
معارك برية
وذكرت «العربية» ان الثوار الليبيين اعلنوا انسحابهم من بلدة بن جواد الواقعة إلى الشرق من سرت بعد معارك عنيفة فيما أفادت مصادر الثوار «احتمال قيامهم بشن هجوم كاسح لاقتحام مدينة طرابلس وذلك بعد التحامهم مع عناصر من المنطقة الشرقية».
وبحسب مراسل محطة «سكاي نيوز» البريطانية فان المروحيات العسكرية الليبية اطلقت النار على «متمردين» يحاولون التقدم على الطريق الساحلي باتجاه طرابلس.
واشار الى معارك برية ضارية بين القوات الموالية للقذافي و«المتمردين» الذين يحاولون شق طريق لهم غربا باتجاه سرت ومن بعدها طرابلس معقل الزعيم الليبي.
واضافت «سكاي نيوز» ان المتمردين سيطروا على مرفأي بريقة ورأس لانوف النفطيين وكانوا يتقدمون عندما قصفتهم الطائرات الحربية وان معارك كبيرة على الخط الامامي بين رأس لانوف وبن جواد اللتين تفصلهما مسافة 48 كيلومترا أجبرتهم على التراجع وعلى التجمع في راس لانوف.
من جهته، أفاد مراسل يونايتد برس انترناشونال في طرابلس بأن العاصمة الليبية استيقظت أمس على دوي إطلاق الرصاص وتدفق بضعة آلاف من الليبيين إلى الساحة الخضراء وسط المدينة بعد إعلان التلفزيون الرسمي عن سيطرة القوات المسلحة سيطرة كاملة على مدن طبرق ومصراتة والزاوية ورأس لانوف.
ورغم تضارب الأنباء عن مدى صحة هذه المعلومات التي نقلها التلفزيون الرسمي ولم يرفقها بصور توضح ذلك تدفق الآلاف من المواطنين إلى وسط المدينة مطلقين العنان لأبواق سياراتهم في حين شهدت معظم الأحياء إطلاق نار كثيف احتفالا بهذا الإعلان.
وذكرت وكالة الأنباء الليبية الرسمية في خبر عاجل أنه «تم تحرير مدينة طبرق من العصابات» غير أنها لم تنسب خبرها إلى أي مصادر تابعة للقوات المسلحة فيما حين ذكر التلفزيون الرسمي أنه تم تحرير مدن رأس لانوف والزاوية ومصراتة.
وذكر شهود عيان أن العمليات العسكرية تكثفت في منطقة الزاوية بعد أن تمكن المحتجون من صد الكتائب المسلحة رغم سيطرتها على وسط المدينة فيما وصفت الأنباء الواردة من مصراتة التي تبعد 210 كيلومترات شرقا، الأوضاع بأنها هادئة وأنه لا يوجد أي اشتباكات مسلحة بين المسيطرين عليها والقوات التابعة للقذافي.
وكان مراسلو فرانس برس افادوا عن سماع دوي قصف مدفعي كثيف ومشاهدة اعمدة دخان تتصاعد على مسافة اقل من عشرة كلم من قرية بن جواد التي تبعد ثلاثين دقيقة عن راس لانوف النفطية شرق ليبيا.
في غضون ذلك، أكد ناطق باسم المجلس الوطني الانتقالي الليبي في بنغازي، معقل الثوار في شرق ليبيا، ان عناصر الوحدة العسكرية البريطانية التي كانت ترافق ديبلوماسيا وافادت مصادر صحافية بأنها محتجزة في بنغازي «موجودون فعلا وهم بخير ونعتني بهم».
وصرح مصطفى الغرياني لفرانس برس في مقر اللجنة ببنغازي «انهم فعلا موجودون وهم سالمون». واوضح «لم نعرف اذا كانوا معنا او ضدنا» عندما احتجزوا، في تاريخ ومكان لم يذكرهما.
وفي لندن اكد وزير الدفاع البريطاني ليام فوكس الاحد ان «فريقا ديبلوماسيا صغيرا» بريطانيا موجود في بنغازي لكنه رفض التعليق على معلومات تفيد بأن الثوار يحتجزون بعض اعضائه.
القذافي يطلب..!
من جهته، دعا العقيد إلى ارسال لجنة تحقيق «من الامم المتحدة او الاتحاد الافريقي» للتحقيق في الاضطرابات التي تهز ليبيا ووعد بالسماح للمحققين بالتحرك بحرية.
وقال القذافي في مقابلة نشرتها الصحيفة الاسبوعية الفرنسية «لو جورنال دو ديمانش» أمس «اولا اريد ان تأتي لجنة تحقيق من الامم المتحدة او الاتحاد الافريقي الى ليبيا».
واضاف «سنسمح لهذه اللجنة بمعاينة الوضع ميدانيا من دون عقبات»، موضحا انه «اذا كانت فرنسا ترغب في تنسيق عمل لجنة التحقيق وقيادتها، فسأؤيد ذلك».
كما دعا معمر القذافي فرنسا الى ان «تستلم زمام الامور وتعطل قرار الامم المتحدة في مجلس الامن وتوقف التدخلات الاجنبية في منطقة بنغازي». من جهة اخرى، حذر القذافي من انعكاسات الوضع في ليبيا على اوروبا التي تواجه تدفقا للمهاجرين غير الشرعيين القادمين خصوصا من شمال افريقيا.
وقال ان «آلاف الناس سيجتاحون اوروبا انطلاقا من ليبيا ولن يستطيع احد ايقافهم». كما كرر تأكيده على جهود نظامه في مكافحة تنظيم القاعدة.
وقال «سيكون لديكم (اسامة) بن لادن على ابوابكم (...) سيكون لديكم جهاد اسلامي في وجهكم في المتوسط».
ورأى ان الاسلاميين المتطرفين «سيهاجمون الاسطول السادس الاميركي وستحصل اعمال قرصنة هنا على ابوابكم، على بعد 50 كلم عن حدودكم». وتابع ان «بن لادن سيطلب فدية من البر والبحر وستحدث ازمة دولية حقيقية».
وقال متسائلا «قدمنا الكثير من المساعدة خلال السنوات الاخيرة فلم، عندما دخلنا في معركة ضد الارهاب في ليبيا، لا تتم مساعدتنا في المقابل؟».
من جهة اخرى، قال الزعيم الليبي ان «السلطات العسكرية تقول لي انه من الممكن تطويق الزمر (المسلحة) لتركهم يغمى عليهم وينهكون شيئا فشيئا».
وردا على سؤال عن قرار تجميد الارصدة العائدة له وللمقربين منه، قال القذافي «لا أملك الا خيمتي وأنا مرتاح فيها».
واضاف «اتحدى العالم اجمع ان يثبت امتلاكي دينارا واحدا»، معتبرا «هذا التجميد للارصدة هو قرصنة اضافية مفروضة على اموال الدولة الليبية». وتابع «في هذا الموضوع ايضا، فليحصل تحقيق لاظهار من يملك هذا المال. انا مطمئن».