بعد ثلاثة اسابيع من اندلاع الثورة تسلك ليبيا طريق الحرب الاهلية، في مواجهة مسلحة مدمرة بالنسبة للمدنيين تشير الى ان ليبيا لن تتبع الدرب الذي خطه التونسيون والمصريون اثناء ثورتهم الشعبية. فاعتقال فتحي تربيل في 15 فبراير على ايدي عناصر في اجهزة الاستخبارات الليبية في بنغازي شكل الشرارة التي فجرت الثورة غير المسبوقة على الزعيم الليبي معمر القذافي.
وقد رأت وسائل الاعلام في البداية ان القذافي سيلحق بالرئيسين التونسي زين العابدين بن علي والمصري حسني مبارك.
لكن تشبث الزعيم الليبي فضلا عن القمع العنيف الذي يقوم به جيشه وميليشياته والمرتزقة الذين يعملون لحسابه، وكذلك تشكيل «جبهات»، لا تترك اي ظلال للشك في ان ليبيا لن تكون مثل تونس ولا مثل مصر.
وقال ارشين اديب مقدم الاخصائي في الشؤون الليبية في معهد الدراسات الشرقية والافريقية في لندن «ان حربا اهلية تدور حاليا» و«ان ايا من الطرفين لا يتراجع لذلك فإن الاحتمال كبير في ان تكون حرب استنزاف طويلة».
بدوره أوضح فرد ويهري الخبير في الشؤون الليبية «ان جزءا من الاستراتجية يكمن في اشاعة مناخ من الرعب لدى الشعب لمنع المعارضة من كسب دعمه».
واستطرد ويهري قائلا «انه حقا النظام ضد الشعب. انه نوع من النزاع سبق ان رأيناه».
ولفت اديب مقدم الى «ان المعارضة تفتقر الى التجهيز من حيث القوة النارية لكنها تقاتل بكل عزم.
هناك ثمة اشارات الى ان المعارضة باتت تنتهج تكتيكات حرب الشوارع والمناوشة».
ويرى الخبراء ان النزاع قد يدوم طويلا خصوصا ان جغرافية البلاد وكذلك وضع الجيش والانتفاضة لا يسمحان بشن هجمات كبيرة والتقدم.
واشار ويهيري الى «ان ايا من الفريقين غير قادر على الاستيلاء على ارض والاحتفاظ بها. عندما تستولون على ارض يجب ان تكونوا قادرين على ترسيخ مواقعكم والاحتفاظ بها بشكل دائم».
شاهد عيان: أبناء القذافي منقسمون وإطلاق النار في العزيزية لخلاف حاد بينهم
من جهة أخرى أكد شاهد عيان من العاصمة الليبية ما رددته مصادر ليبية عن أن أصوات الأعيرة النارية التي سمعها سكان طرابلس قبل يومين من داخل معقل العقيد الليبي معمر القذافي الحصين في ثكنة باب العزيزية ترجع إلى خلاف حاد اندلع بشكل مفاجئ بين أبناء القذافي.
وقال المواطن الليبي، لصحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية امس، إن «إطلاق النار بدأ في نحو الساعة الخامسة صباحا تقريبا بالتوقيت المحلي لطرابلس وكان كثيفا جدا». وأضاف المواطن الليبي الذي اكتفى باسمه الأول «فارس»، «هناك شائعات بأنها كانت بداية معركة تمت تغطيتها والادعاء أنها احتفالات».
وتابع «لدي أصدقاء ضباط في الجيش بعضهم برتبة عقيد وعميد ونقيب كلهم أخبروني بأنهم جاءتهم أوامر بإفراغ كل الذخيرة التي عندهم في الهواء».
وطبقا لمصادر ليبية، فقد اندلع شجار بين أبناء القذافي الذين انقسموا على أنفسهم بين مؤيد ومعارض لاستمرار النظام الليبي في قمع الثوار الذين يطالبون القذافي بالتخلي عن الحكم الذي يقوده منذ نحو 42 عاما. وأوضحت المصادر أنه في حين أيد الساعدي وسيف الإسلام والمعتصم وخميس خطة القذافي لإخماد الثورة الشعبية ضده بكل الوسائل العسكرية المتاحة عارضها أبناؤه الآخرون عائشة وهنيبعل ومحمد.
في هذه الاثناء يتضح من التقارير الجديدة حول علاقة الجامعات البريطانية بنظام القذافي ان نجله معتصم تلقى دروسا خاصة في كلية الدراسات الشرقية والافريقية في صيف 2006 في لندن. وبعد 4 سنوات أعلنت الكلية التابعة لجامعة لندن عقد صفقة مربحة مع إحدى الجامعات الليبية. كما أقامت جامعة بريطانية أخرى شراكة مع إحدى الوزارات الليبية لإصلاح السجون في ليبيا. ولكن الجامعة لم تتمكن من الوصول الى أسوأ سجنين صيتا في ليبيا.
وشارك معتصم في دورة نظمتها كلية الدراسات الشرقية والأفريقية لتعليم اللغة الانجليزية. وقالت سو ييتس مديرة تطوير الأعمال في الكلية وقتذاك انه حضر دروس الدورة مدة أقصاها 4 أسابيع. وأضافت ان عائلته او الجهة التي دبرت مشاركته في الدورة شعرت بحاجته الى تطوير استخدامه للغة الانجليزية، وأكدت انه أعطي دروس خاصة لكونه ابن رئيس دولة.