وسط استمرار عمليات الكر والفر بين قوات الزعيم الليبي معمر القذافي وقوات المعارضة، قال اللواء عبدالفتاح يونس رئيس المجلس العسكري بالمجلس الانتقالي المناهض للعقيد معمر القذافي إنه لم تعد هناك أي خيارات أمام الأخير سوى الانتحار أو الاستسلام، مؤكدا أن الثوار سيستعيدون مجددا السيطرة على المدن الليبية التي زعم النظام أمس الأول أنه دخلها واستعاد زمام الأمور عليها.
واعتبر يونس في حوار عبر الهاتف مع صحيفة «الشرق الأوسط» من مقره في مدينة بنغازي أن القذافي «بات بين شقي الرحى وأن فرض الحظر الجوي على نظامه وطائراته سيجعل موازين القوى تتساوى مع الثوار».
وكشف يونس وهو أحد الأعضاء البارزين فيما كان يسمى «مجلس قيادة الثورة التاريخية في ليبيا» النقاب لـ «الشرق الأوسط» عن أن اللواء أبوبكر جابر يونس وزير الدفاع الليبي الذي لم يظهر على الملأ مطلقا منذ اندلاع الاحتجاجات الشعبية ضد نظام القذافي في السابع عشر من الشهر الماضي قد يكون معتقلا وقال إنه «رجل وطني ومتدين لا يمكن أن يقتل شعبه».
إرسال أسلحة
من جهة أخرى طالب الثوار في مدن شمال شرق ليبيا المجتمع العالمي أمس بإرسال أسلحة لمساعدتهم في قتالهم ضد قوات معمر القذافي.
وقال اللواء محمد عبدالرحيم لوكالة الأنباء الألمانية «إننا نريد أسلحة من المجتمع الدولي لمقاتلة هذا المجرم، بدلا من أن يتفرج العالم على القذافي وهو يذبح شعبه».
وقال عبدالرحيم ان أكثر من 6 آلاف شخص قتلوا وان ما يصل إلى 14 ألفا أصيبوا في الأسابيع الماضية من القتال.
في المقابل، بث التلفزيون الحكومي الليبي أمس صورا قال انها مباشرة على الهواء من مدينة البريقة النفطية.
وقال المذيع بالتلفزيون الليبي إن الحياة عادت الى طبيعتها في المدينة بعد استعادتها من ايدي الثوار.
وعلى الأرض قصفت طائرات حربية تابعة للقذافي مدينة أجدابيا الواقعة شمال شرق ليبيا.
وذكر موقع صحيفة «ليبيا اليوم» المعارض أن القصف تركز بالقرب من الأحياء السكنية، دون معرفة تفاصيل عن حجم خسائر القصف.
على صعيد آخر قال موقع الصحيفة إن معارك ضارية دارت فجر أمس داخل مدينة الزاوية بين كتائب القذافي والثوار، واستطاع الثوار ان يجبروا الكتائب على الانسحاب إلى خارج الزاوية.
بينما قالت مصادر معارضة أخرى ان قواتها نجحت في نصب كمين لكتيبة الساعدي القذافي قرب المدينة وتمكنت من قتل نحو 25 من جنودها وأسر عدد مماثل.
من جهة اخرى، وفيما كانت مدينة اجدابيا تستعد أمس لهجوم محتمل تشنه قوات القذافي، سقطت 4 قذائف صباح أمس على مسافة 6 كلم غرب اجدابيا، على مقربة من مستديرة عند المدخل الجنوبي للمدينة، في حين فر العديد من المدنيين منها.
وأصبحت اجدابيا في اول خطوط الجبهة، وقال فتح الله وهو في العشرين من العمر «لم يعد هناك خط جبهة».
من جهتها، نددت منظمة هيومن رايتس ووتش أمس بقيام القوات الموالية للعقيد الليبي بقمع أي تحرك معارض في طرابلس «بوحشية» متحدثة عن اعتقالات تعسفية واخفاءات قسرية وتعذيب.
ونقلت المنظمة عن شهود من سكان طرابلس ان قوات الأمن اعتقلت عشرات المتظاهرين المعارضين وأشخاصا يشتبه في انهم ينتقدون الحكومة او يزودون وسائل الإعلام والمنظمات الحقوقية بالمعلومات.
تركيا تعارض
دوليا، أعلن رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان أمس أن قيام حلف شمال الأطلسي بأي عملية عسكرية في ليبيا لن يكون مفيدا وسيكون محاطا بالمخاطر. وقال ارودغان في مؤتمر صحافي في اسطنبول «شهدنا من نماذج اخرى ان التدخلات الأجنبية خاصة التدخلات العسكرية تعمق المشكلة».
من جهته، قال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ أمس ان المجتمع الدولي يقترب من اتخاذ قرار بشأن التدخل العسكري في ليبيا لحماية السكان من الهجمات التي تشنها الطائرات الحربية التابعة للعقيد معمر القذافي.
ونقلت هيئة الاذاعة البريطانية «بي بي سي» عن هيغ قوله انه يتعين على المجتمع الدولي الآن بحث مطالب المعارضة الليبية بالحصول على مساعدات بعد دعوات جامعة الدول العربية بدعم فرض منطقة حظر طيران عسكري على ليبيا.