- دول الثماني تقرر إجراءات جديدة للضغط على العقيدد وتتجنب تبني الحظر الجوي
- كلينتون رفضت الوعد بتقديم مساعدات عسكرية للمعارضة الليبية
رغم كل ما يقال عن معارك الكر والفر وادعاء كل طرف سيطرته على معظم المناطق، أعلن الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي أمس انتصاره على الثوار المعارضين لاستمراره في الحكم وان الشعب الليبي يقف الى جانبه، معربا عن شعوره بالتعرض «للخيانة» من حليفه السابق رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلسكوني.
وقال القذافي لصحيفة «ايل جورنالي» الايطالية ان الثوار «فقدوا الأمل، وقضيتهم باتت خاسرة»، وذلك ردا على سؤال حول الوقت الذي قد تستغرقه استعادة القوات الحكومية للسيطرة على شرق ليبيا.
وأضاف العقيد الليبي ان الثوار لديهم «خيارين: الاستسلام أو الهرب»، مؤكدا ان «هؤلاء الإرهابيين يستخدمون المدنيين دروعا بشرية بما في ذلك النساء».
وقد هدد الزعيم الليبي الغرب بالتحالف مع تنظيم القاعدة حال تم تنفيذ هجوم عسكري ضد ليبيا كما حدث في العراق.
وقال القذافي في مقابلة مع صحيفة «الجورنال» الإيطالية اليومية انه يخوض حربا ضد القاعدة ولكن بلاده ستترك التحالف الدولي ضد الارهاب، حال تصرف الغرب معه بشكل مشابه لما حدث مع الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، وهدد القذافي بأن طرابلس ستتحالف عندئذ مع القاعدة وتعلن الجهاد.
وشدد على عدم وجود فرصة للحوار مع الثوار وقال انه من غير الممكن التفاوض مع ارهابيين لهم صلة بزعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن.
وجدد الزعيم الليبي قوله ان الغرب لا يعرف حقيقة الامور في ليبيا ودعا لجانا دولية لإلقاء نظرة عن كثب في بلاده.
وحمل بشدة على الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ووصفه بأنه يعاني من خلل عقلي، وقال ان ليبيا ربما تفكر في إقامة علاقات جديدة مع الغرب مستقبلا حال تغيرت الحكومات الحالية في اوروبا.
مدينة زوارة
ميدانيا، أعلنت مصادر متطابقة ان قوات موالية للزعيم الليبي تمركزت مساء أمس الأول في وسط مدينة زوارة (غرب) بعد مواجهات مع متمردين ما أدى الى سقوط قتيل على الاقل.
وقال مواطن في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس ان «الميليشيات وقوات القذافي دخلت اليوم الى المدينة»، مضيفا ان «شبانا رددوا شعارات سلمية مثل «الشبان لا يريدون المعركة» ولكنهم تعرضوا لإطلاق نار».
وأضاف هذا المواطن الذي شارك في تظاهرة الشبان وفضل عدم الكشف عن هويته «حصل تبادل إطلاق نار بعد ذلك. وقد قتل شاب في الثلاثينيات من العمر وفقد آخر رجله. كما سقط عدد آخر من الجرحى».
وأوضح «الآن لم نعد نسمع إطلاق نار. ولكن الوضع خطير. المدينة مشلولة تماما».
وأكد مصدر مقرب من القذافي وقوع قتيل.
وقال المصدر ان «القوات المسلحة تسيطر الآن على المدينة، وهي تعمل على مطاردة العناصر المسلحة في المدينة» التي تبعد 120 كلم الى غرب طرابلس.
على صعيد الموقف الدولي من الاوضاع في ليبيا، أعلن وزير الخارجية الفرنسي ألان جوبيه أمس أن وزراء خارجية دول مجموعة الثماني لم يتوصلوا إلى اتفاق حول تدخل عسكري في ليبيا.
وقال جوبيه في مقابلة مع إذاعة «أوروبا 1» إن الوزراء لم يتوصلوا إلى أي اتفاق حول تدخل عسكري في ليبيا وأعرب عن أسفه لذلك.
وأضاف «لو استخدمنا القوة العسكرية الأسبوع الماضي لتمكنا من القضاء على عدد من مدرجات الطيران وبعض عشرات الطائرات التي يستخدمها القذافي»، مشيرا إلى أن ذلك كان يمكن أن يعكس تقدم قوات القذافي على المعارضة.
وفي اجتماعهم امس طلب وزراء خارجية مجموعة الثماني من الرئاسة الفرنسية العمل على إقرار اجراءات جديدة في الامم المتحدة لزيادة الضغط على القذافي وفق ما اعلن وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه، غير ان بيانهم الرسمي لا يأتي على ذكر فرض منطقة حظر جوي فوق ليبيا.
الموقف الأميركي
إلى ذلك ووسط الجدل الدائر في واشنطن حول طبيعة التدخل المطلوب في ليبيا، تقدم سيناتوران اميركيان بمشروع قرار أمس الأول يدعو ادارة الرئيس باراك اوباما الى الاعتراف بالمعارضة الليبية التي تشن معركة منذ عدة أسابيع ضد نظام العقيد.
ويطلب مشروع القرار الذي يكتسي طابعا رمزيا، من الادارة الاعتراف بالمعارضة الليبية ولكن أيضا اتخاذ إجراءات لفرض حظر جوي فوق ليبيا.
ويطلب مشروع القرار ايضا من الادارة وضع استراتيجية تهدف الى تحقيق الهدف الذي ترغب فيه واشنطن: نهاية نظام معمر القذافي.
وردا على سؤال حول خيار الاعتراف بالمعارضة، أجاب السيناتور جون ماكين الذي قدم مشروع القرار مع زميله المستقل جو ليبرمان «على غرار الفرنسيين» يجب ان تعترف واشنطن بالمعارضة.
ووصف ماكين العذر الذي رفعه بعض اعضاء الكونغرس بأن أعضاء المعارضة ليسوا معروفين تماما كي تعترف بهم القوى الاجنبية وتثق بهم بأنه «أحمق».
من جهته، طالب السيناتور الجمهوري ريتشارد لوغار العضو في لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشيوخ بأن تتحمل الجامعة العربية تكلفة فرض الحظر الجوي على ليبيا ودعا اوباما الى اعلان الحرب على ليبيا في حال أرادت فرض الحظر ليتمكن الكونغرس من مناقشة المسألة.
لكن الرئيس الأميركي اكتفى بتجديد تحذيره للزعيم الليبي وحثه مجددا على التنحي.
وقال أوباما خلال استقباله في المكتب البيضاوي رئيس الوزراء الدنماركي لارس لوكي راسموسن إن «القذافي فقد شرعيته وعليه أن يتنحى».
واعتبر الرئيس أوباما الذي سبق أن دعا الزعيم الليبي إلى مغادرة السلطة، أنه على المجتمع الدولي أن «يرد بحزم على أي عنف بحق المدنيين» في ليبيا، واعدا بتقديم مساعدات إنسانية إلى النازحين واللاجئين.
بموازاة ذلك، التقت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون بباريس مع محمود جبريل مسؤول العلاقات الدولية بالمجلس الوطني الانتقالي الليبي، حيث بحثت معه المساعدة السياسية والاقتصادية التي يمكن أن تقدمها واشنطن للمعارضة الليبية.
وأكد فيليب رينز مستشار وزيرة الخارجية الأميركية في تصريح عقب اللقاء، أن كلينتون رفضت خلال اللقاء الوعد بتقديم مساعدة عسكرية للمعارضة الليبية التي يمثلها المجلس الوطني الانتقالي.
وأضاف رينز أن اللقاء تناول السبل التي يمكن للولايات المتحدة أن تساعد بها الشعب الليبي في مواجهة نظام معمر القذافي.
وتشير مصادر أميركية إلى أن جبريل طلب من كلينتون خلال اللقاء إمدادات من السلاح تمكن الثوار من محاربة القوات التابعة للقذافي، وأنها ردت بأنها تدرك أهمية هذا الأمر إلا أنها لم تعد بشيء في هذا الصدد.
من جانبها، أكدت صحيفة «نيويورك تايمز» الاميركية في تقرير بثته على موقعها الالكتروني ان قوات العقيد معمر القذافي تمزج بين الضغوط العسكرية والنفسية وهي تندفع لتنقض على المعاقل الاخيرة للثوار.
وأوضحت «نيويورك تايمز» انه في الوقت الذي تتقدم فيه قوات القذافي نحو مدينة بنغازي عاصمة الشرق الليبي، فإنها تؤكد الالتزام بمنح العفو لكل ثائر يلقي سلاحه.