السؤال الذي فرض نفسه مع التئام مجلس الامن امس في نيويورك لاستصدار قرار «الحظر الجوي» في اجواء ليبيا، هل سيفيد مع وصول المعارك الى حدود بنغازي معقل الثوار ما يعني فعليا سقوط معظم المدن بيد قوات العقيد معمر القذافي؟
وفيما أعلنت مصادر معارضة ان قوات القذافي حاولت شن غارة جوية ضد مواقع للثوار في بنغازي (شرق). أكد القذافي في رسالة موجهة عبر الراديو الى سكان بنغازي على انه «لا يمكن ان تستمر هذه المهزلة التي تحدث في ليبيا»، مؤكدا انه «لا يمكن السماح بسفك المزيد من الدماء، لافتا الى ان مسلحين جاءوا من مصر المهزومة وتونس المنكوبة لتدمير ليبيا».
وشدد على انه «بلدنا ما نفرط فيها»، داعيا أبناء بنغازي الى ان يجهزوا أنفسهم من الليلة (مساء امس) قائلا «نحن قادمون ولا شفقة ولا رحمة مع الخونة ولن نفرط بوحدة ليبيا».
واعتبر ان «الخونة يريدون ان تخضع ليبيا لاستعمار جديد»، لكنه لفت الى ان «هذه المهزلة ستنتهي وهذه آخر ساعاتها»، معلنا ان «من يسلم سلاحه ويقعد في بيته أو ينضم إلينا هذا معفي عنه»، لافتا الى انه «منحنا العفو لكل من ألقى السلاح في اجدابيا والمناطق الأخرى».
وتوعد الزعيم الليبي في كلمته كل من يحمل السلاح في بنغازي، مشيرا الى انه سيتم تفتيش كل المنازل في المدينة.
كما طالب القذافي الغرب بالاعتذار ورفع العقوبات عن بلاده.
وفي مقابلة سابقة أمس مع قناة «روسيا اليوم» قال: «ليس لدينا ثقة في الغرب، وبالتالي ستكون الصين وروسيا والهند حلفاءنا في البترول والإنشاءات والاستثمارات، إلا إذا غير الغرب موقفه واعترف بأنه مخطئ ويعتذر ويقول ان المواقف التي اتخذها كانت خاطئة، ورد مجلس الأمن كان خطأ، وأن مجلس الأمن غير مختص بما حصل والذي حصل لا يستحق كل هذه الضجة ويلغي القرار 1970 لمجلس الأمن».
الى ذلك ذكر موقع «برنيق» الالكتروني ان العقيد معمر القذافي يجبر رئيس الحكومة البغدادي المحمودي وكل الوزراء على الإقامة في باب العزيزية مقر إقامته في طرابلس منذ ثلاثة أسابيع.
ونقل الموقع عن مصدر في طرابلس وصفه بالموثوق قوله ان «القذافي يجبر أمين اللجنة الشعبية العامة البغدادي المحمودي وكل أمناء اللجان الشعبية (الوزراء) على الإقامة الجبرية في باب العزيزية منذ حوالي 3 أسابيع». وأضــــاف المـــصدر أن «اجتماعاتهم كانت تتم داخل أحد منازل القذافي داخل باب العزيزية» موضحا أن «العقيد يحاصر المنازل المقيمين فيها بعدد كبير من العناصر الأمنية».
وأشار المصدر الى أن «الأمناء لم يخرجوا من باب العزيزية منذ حوالي 20 يوما، مضيفا ان معظمهم لا يستطيعون أن يشاهدوا أهلهم» وأن القذافي «أعطى تعليمات للكتائب الأمنية بعدم خروج أي منهم إلا بأمره».
في هذا الوقت حذر ابراهيم دباشي مساعد السفير الليبي في الامم المتحدة من ان معمر القذافي يستعد لارتكاب «ابادة» في ليبيا، داعيا الى تدخل سريع للمجتمع الدولي في هذا البلد.