على الرغم من نفي الخارجية الاسرائيلية لأي علاقة اسرائيلية بتجنيد المرتزقة الافارقة للقتال الى جانب معمر القذافي، فإن طوابير الافارقة مازالت تقف امام السفارة الاسرائيلية في السنغال بهدف الفوز بعقد عمل في القتال الدائر في ليبيا. وبحسب موقع صحيفة «يديعوت احرونوت» امس، فإن الانباء التي نشرت عبر وسائل الاعلام المختلفة، عن اجتماع جمع رئيس الوزراء الاسرائيلي نتنياهو ووزير الدفاع باراك بالاضافة الى رئيس جهاز الاستخبارات وكذلك «الموساد»، والذي جرى من خلاله بحث التطورات في ليبيا اتخذ قرارا بمساعدة نظام القذافي بتجنيد المرتزقة الافارقة للقتال لصالح القذافي ومنع سقوط نظامه.
ورغم نفي وزارة الخارجية الاسرائيلية لهذا الخبر فإن العديد من الافارقة في العديد من الدول مازالوا يتعاملون مع دور اسرائيل في تجنيد المرتزقة، وهو ما يدفع اعدادا كبيرة من السنغاليين للتوجه الى السفارة الاسرائيلية طلبا للقتال مع القذافي مقابل مبالغ كبيرة من الدولارات.
واضاف الموقع وفقا للعديد من المصادر، خاصة رئيس طواقم العمل لشؤون المرتزقة التابع للجنة حقوق الانسان التابعة للامم المتحدة، انه توجد معلومات مهمة تفيد بوجود مرتزقة يقاتلون مع نظام القذافي، ولا يوجد حتى الآن تأكيدات مطلقة بوجود المرتزقة وذلك لصعوبة تشخيصهم لوجود البشرة السوداء اصلا بين الشعب الليبي.
واضاف الموقع استنادا الى تقديرات مختلفة بوجود اعداد من المرتزقة في ليبيا خصوصا من الدول التي كانت لها علاقات جيدة مع معمر القذافي، والدعم الذي كان يقدمه لبعض الاطراف الافريقية اثناء الحروب الاهلية، حيث تشير بعض التقديرات وجود 6000 مقاتل من المرتزقة في ليبيا من بينهم 3000 فقط داخل العاصمة الليبية طرابلس.
واشار الموقع إلى أن معظم المرتزقة من تشاد ومالي والنيجر، حيث ضخ القذافي ملايين الدولارات من اجل تجنيد مزيد منهم، وقد اشارت بعض الانباء لنشاط اسرائيلي في هذه الدول لتجنيد المرتزقة والتي نفتها الخارجية الاسرائيلية. ونقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن المصادر نفسها قولها، ان ليبيا حسنت علاقاتها مع تل ابيب في الآونة الأخيرة وان وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان اقام شبكة علاقات مميزة مع النظام ومدح القذافي عدة مرات في عدة جلسات لحكومته، معتبرا اياه زعيما ذا مصداقية. وتحدثت المصادر، بحسب إذاعة الاحتلال، عن علاقات سرية بين تل ابيب وطرابلس تطورت بعد انتهاء قضية المفاعل النووي الليبي، والموقف العدائي الذي يتخذه القذافي من الحركات الإسلامية، حيث بذلت جهود أوروبية ليبية أمنية اطلعت عليها وساهمت بها اسرائيل من أجل صد المد الاسلامي في المنطقة العربية، على حد تعبير الاوساط في تل أبيب. وأضافت المصادر عينها قائلة ان الاجهزة الامنية في اسرائيل تعيد قراءة الواقع الجديد في ظل التحولات الاستراتيجية على الحدود الجنوبية.
وبحسب المصادر الرسمية فإن الجيش المصري هو أكبر الجيوش، وأكثرها تسلحا في المنطقة، حيث يمتلك أكثر من 400 طائرة حربية، و100 مروحية حربية، و3600 دبابة من طرازات مختلفة، تشتمل على دبابة «ابرامز» الاميركية المتقدمة التي يتم انتاجها في مصر، ولديه ما يقرب من 1600 انبوب من انابيب المدافع، وصواريخ أرض ـ أرض. لكن ما يطمئن العسكريين الاسرائيليين، بحسب الصحيفة، انه لو حدث في مصر تحول يفضي الى نقض اتفاقات السلام، وإعادة السفراء، فإن الإدارة الاميركية ستقطع عنه التزود بالمعدات، وأردفت الصحيفة، نقلا عن المصادر عينها، ان الخبراء العسكريين في الغرب المتابعين للجيش المصري في السنين الاخيرة يتحدثون بيقين عن ان اسرائيل تمثل التهديد الواقع الذي يقوم في اساس بناء القوة العسكرية في مصر، بعد شكاوى قدمها عاموس جلعاد على مسامع المصريين بأنهم يجرون تدريبات تعرف فيها إسرائيل بأنها عدو، خاصة أن الليبيين والسودانيين ليسوا تهديدا حقيقيا للمصريين.