واشنطن ـ أحمد عبدالله
قدم استاذ الطب النفسي في جامعة ييل الاميركية العريقة هيث كينغ مداخلة حول التكوين النفسي للزعيم الليبي معمر القذافي قال فيها ان فهم طبيعة «اللحظة النفسية» التي يمر بها القذافي يكتسب اهمية كبيرة في الوقت الراهن لأنه يمكن ان يحدد مسار المواجهة التي يخوضها الآن للدفاع عن حكمه.
وقال كينغ في مداخلته التي قدمها اول من امس بنادي الصحافة الوطنية بواشنطن «القذافي ليس مجنونا وان كان يتعرض لنوبات من التشوش الذهني الشديد بسبب تضخم الأنا الذاتية عنده. لقد كانت ردة فعله الأساسية لثورة الليبيين هي عدم التصديق وتفسير الأمر بأن الثوار واقعون تحت تأثير حبوب الهلوسة. ونراه في كل مقابلة إعلامية تجري معه يؤكد ان الليبيين يحبونه. انه يرفض تصديق انه بات منبوذا اذ ينال ذلك بصورة مباشرة من إعجابه الشديد بذاته وهو بهذا يفقده الصواب في لحظات متكررة. ان القذافي لا يدافع الآن عن نظامه. انه يدافع عن ذاته المتضخمة الى حد يصعب تصديقه حتى في عياداتنا النفسية في الجامعة، انه مريض اكلينيكيا». وتابع «كان تكوين القذافي النفسي مهيئا لذلك، فهو يحتاج الى رعاية نسوية بسبب صعوبة علاقته مع والدته. وسنرى انعكاسا لذلك في قيامه بإحاطة نفسه بحارسات نذرن أنفسهن لحمايته. وأعتقد انه يتصرف برقة مع حارساته ولكن بغلظة مع الرجال لاسيما أولئك الذين لا يبدون إعجابا واضحا به».
ولفت كينغ الانظار الى ان القذافي وصف نفسه في مؤتمر القمة العربية في الدوحة عام 2009 بأنه «ملك الملوك». وتابع «لا يطيق القذافي ان يشعر بأنه يحتل الموقع الثاني في أي مكان. انه يعتقد بعمق انه اكثر جدارة من الجميع. لقد حاول ان يمد فترة رئاسته لمنظمة الوحدة الافريقية دون نجاح».
وأضاف «يعكس هذا في واقع الأمر إحساسا عميقا بفقدان الثقة في الذات. فحين يركز الأمر على هذه الأمور يبدو كمن يسعى الى شيء يفتقده وهو الإحساس الدائم بالأهمية. وقد اكتسب من خلفيته البدوية قناعة بضرورة الثأر الا انه اخرج هذه القناعة من إطارها ووجهها الى الانتقام ممن ينال من ذاته. ان السبب الأول في كراهيته العميقة للثوار ليس تهديدهم لنظامه وإنما هو خروجهم عن دائرة الخضوع لذاته التي وضعها في الشعارات بعد الذات الإلهية مباشرة».