- تجدد القصف على مواقع تابعة للزعيم الليبي في طرابلس
الوضع الميداني في ليبيا على حاله مع دخول العملية العسكرية لقوات التحالف الدولي يومها السابع ضد العقيد معمر القذافي وكتائبه، غارات جوية كثيفة من قبل المسيطر على الأجواء، وعمليات كر وفر على الأرض بين قوات العقيد والثوار ولكن ربما الأبرز أمس كان إسقاط طائرة حربية ليبية فوق مدينة مصراته اذ ذكرت شبكة «إيه.بي.سي نيوز» أمس أن مقاتلة فرنسية أسقطت طائرة حربية ليبية فوق مدينة مصراتة في أول انتهاك لحظر الطيران فوق ليبيا.
وتزامنا مع سماع دوي انفجارات وقصف في طرابلس والمدن الليبية أعلن المتحدث باسم قيادة أركان القوات المسلحة الفرنسية أن الطيران العسكري الفرنسي قام مساء أمس بالهجوم على قاعدة جوية ليبية تقع على بعد 250 كيلومترا جنوب السواحل الليبية. وأوضح الكولونيل تيري بوركار خلال مؤتمر صحافي بمقر وزارة الدفاع الفرنسية، أن هذا الهجوم تم بواسطة صواريخ من طراز «سكالب» أطلقتها دورية من الطائرات «رافال» و«ميراج».
وقال المتحدث ان الهجوم استهدف موقعا غرب المنطقة التي تعمل فيها القوات الفرنسية منذ بداية العمليات وهي مدينة بنغازي الواقعة شرق ليبيا، ومحيطها.
ولم يفصح المتحدث عن الموقع المحدد للقاعدة الجوية التي ضربتها القوات الفرنسية، ولا حجم الخسائر الناتج في القاعدة الليبية جراء هذا الهجوم، معتبرا أن هذه المعلومات تتسم بدرجة من السرية ولا يمكن الإفصاح عنها.
ومن ناحية أخرى، أشار المتحدث إلى أن نحو 15 طائرة فرنسية من 7 طائرات «رافال» وطائرتين «ميراج» واصلت أمس مهامها الجوية في المناطق المحيطة بمدينة بنغازي ولكن دون القيام بضربات جوية.
وقال ان معظم الطائرات الفرنسية المقاتلة المشاركة في العمليات تتمركز حاليا في قاعدة «سولينزارا» بجزيرة كورسيكا، عدا الطائرات الموجودة على متن حاملة الطائرات «شارل ديجول» التي بدأت مهمتها في المنطقة اعتبارا من أول من أمس الثلاثاء.
بدوره دعا وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ امس لتسلم حلف شمال الأطلسي (الناتو) قيادة العمليات في ليبيا «بأسرع وقت ممكن»، مشيرا من جهة أخرى إلى أن قوات العقيد معمر القذافي مستمرة في القيام بأعمال عنف «مروعة».
ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» عن هيغ قوله أمام جلسة لمجلس النواب إن قوات التحالف تخضع حاليا للقيادة الأميركية «ولكننا نريد نقلها إلى قيادة الناتو في أسرع وقت ممكن».
وأشار إلى ان قوات القذافي مستمرة في القيام بأعمال عنف «مروعة» وان ادعاء النظام أنه أوقف إطلاق النار «خدعة كبيرة»، وقال إن الضربات الجوية أدت إلى تعطيل البنية التحتية للدفاع الجوي الليبي. يشار إلى أن قوات التحالف التي تضم الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا ودولا أخرى تشن منذ السبت الماضي عملية عسكرية لفرض حظر جوي على ليبيا بموجب قرار مجلس الأمن رقم «1973» الذي قضى بفرض الحظر واتخاذ كل الإجراءات اللازمة لحماية المدنيين.
على صعيد آخر أعلنت الحكومة الفرنسية أن تدمير قدرة القذافي العسكرية قد يستغرق من التحالف أياما أو أسابيع لكن ليس شهورا، وكان ضابط كبير في الجيش البريطاني، قد أكد اول من امس أن الطيران الحربي الليبي «لم يعد موجودا كقوة قتالية» بعد الضربات التي نفذها التحالف الدولي. وأوضح الجنرال في سلاح الجو البريطاني غريغ باغويل لوسائل إعلام بريطانية أثناء زيارة قاعدة جويا دل كوللي في جنوب إيطاليا «إننا نمارس ضغطا متواصلا وشديدا على القوات المسلحة الليبية، وفي الواقع، فإن قواتهم الجوية لم تعد موجودة كقوة قتالية».
ومن هذه القاعدة يقلع قسم من الطائرات البريطانية التي تشارك في عمليات التحالف في ليبيا وفي فرض منطقة الحظر الجوي، وأضاف أن ضربات التحالف «دمرت غالبية القوات الجوية» التابعة للعقيد القذافي.
ورأى «أن أنظمة الدفاع الجوي بالكامل وشبكات القيادة والرقابة» للجيش الليبي «تضررت كلها» وبات في إمكان التحالف «العمل في المجال الجوي الليبي من دون أي قلق»، وقال «لقد أقتلعنا عيني وأذني» القذافي.