بعد تزايد مساعي المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا باتجاه الولايات المتحدة للاعتراف به كممثل شرعي ووحيد لليبيين، أعلن مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط جيفري فيلتمان امس في بنغازي، معقل الثوار في شرق ليبيا، انه سلم المجلس الوطني الانتقالي الذي شكله الثوار «دعوة» رسمية لفتح مكتب تمثيلي في واشنطن.
وقال فيلتمان خلال مؤتمر صحافي «لقد سلمت باسم الرئيس باراك اوباما المجلس الوطني الانتقالي دعوة رسمية لفتح ممثلية في واشنطن». وأضاف «نحن مسرورون بانهم قبلوا الدعوة».
وفي خطوة تثبت اقدام الثوار، أعلن وزير الخارجية الألماني جيدو فيسترفيله امس أن مكتب الاتصال الذي افتتحته برلين في ليبيا أمس سيباشر مهام عمله من خلال مقر مؤقت، وأن فريق العمل الذي يترأسه ديبلوماسيون يتمتعون بالخبرة قد بدأ عمله بالفعل.
وكانت الخارجية الألمانية قد أعلنت في وقت سابق من هذا الشهر أن الهدف من هذا المكتب هو إقامة اتصال دائم مع المجلس الوطني الانتقالي ودعم المواطنين شرق ليبيا.
في هذا الوقت قالت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية ان طائرات حلف شمال الأطلسي (الناتو)، شنت اعنف هجوم على مجمع العقيد الليبي معمر القذافي منذ بدء حملتها الجوية على نظامه.
وأشارت الصحيفة، في تقرير بثته امس على موقعها الالكتروني بشبكة الانترنت، إلى أن مقاتلات الناتو استهدفت أمس الأول 15 هدفا على الأقل، تركزت جميعها حول محيط مجمع قيادة القذافي.
وأوضحت ان هجمات الناتو أدت إلى انفجارات هائلة وتصاعدت ألسنة اللهب الى السماء، مما أدى الى هروب المدنيين الى مناطق بعيدة عن القصف، حيث وصفها احد شهود العيان بأنه «يوم القيامة».
واعتبرت الصحيفة ان تكثيف الهجمات بهذه الطريقة وتركزها على منطقة باب العزيزية، قرارا من الناتو بتصعيد وتيرة الحرب الجوية على العاصمة الليبية طرابلس، وذلك في خطوة من شأنها الخروج من مأزق امتداد الحرب بعد اكثر من ثلاثة اشهر على بدء العمليات العسكرية.
في غضون ذلك أعلن حلف شمال الأطلسي امس انه قصف ليلا مستودع آليات عسكرية في طرابلس قرب مقر الزعيم الليبي معمر القذافي فيما أعلنت السلطات الليبية ان الغارات استهدفت ثكنة وأوقعت ثلاثة قتلى على الأقل و150 جريحا.
وقال الحلف في بيان «خلال الليل قصفت طائرات حلف الأطلسي مستودعا لآليات النظام ملاصقا لمقر باب العزيزية» حيث يقيم الزعيم الليبي «بواسطة قنابل موجهة».
وأضاف ان «هذا الموقع معروف بانه استخدم في بداية القمع ضد الشعب في فبراير 2011 وبقي كذلك منذ ذلك الحين عبر امداده قوات النظام التي تشن هجمات ضد المدنيين الأبرياء».
وقال المسؤول عن عملية حلف الأطلسي في ليبيا الجنرال شارل بوشار في البيان ان «قوات القذافي لاتزال تشكل تهديدا للمدنيين وسنواصل ضرب اهداف تقف وراء هذا العنف».
وكان الناطق باسم الحكومة الليبية موسى إبراهيم اعلن ان ثلاثة أشخاص على الأقل قتلوا وأصيب 150 آخرون في غارات الأطلسي على طرابلس ليل امس الأول.
وأضاف ان الحلف الأطلسي شن «بين 12 و18 غارة على ثكنة للحرس الشعبي»، وحدات متطوعين يساندون الجيش.
وأوضح ان «الثكنة كانت شاغرة، ومعظم الضحايا مدنيون يقطنون بالقرب» من المكان.