عواصم ـ وكالات: أكدت الاستخبارات البريطانية لرئيس الوزراء ديفيد كاميرون ان الزعيم الليبي مذعور وهارب، يختبئ في المستشفيات ليلا، وان قادة آلته العسكرية لا يستطيعون الاتصال فيما بينهم.
وقدم جهاز الاستخبارات الخارجية البريطانية «أم6» تقارير بهذا المعنى الى مجلس الأمن القومي المرتبط بحكومة كاميرون الذي تشجع بهذه المعلومات للتخويل بتصعيد الهجمات من خلال الموافقة على استخدام اربع مروحيات من طراز اباتشي في ليبيا، كما اصدر اوامر باستهداف قادة نظام القذافي ومعداته العسكرية المخفية في مناطق مبنية.
ونقلت صحيفة «الغارديان» عن مصادر ديبلوماسية ان هناك علاقة بين تصعيد الضغط العسكري وحالة القذافي في ضوء التقارير الاستخباراتية، واضافت المصادر ان صورة تتبلور يتضح منها ان القذافي رجل مذعور جدا ونظامه يشعر بوطأة الضغط الواقع عليه والتصدع بدأ في اركانه، وبالتالي فان الوقت مناسب لمثل هذه الخطوة التصعيدية.
وقالت المصادر ان ما يفعله القذافي هو التنقل من مكان لن تقصفه القوات الأطلسية الى مكان آخر مثله. وحقيقة انه دائم التنقل تبين انه قلق من ان يعرف الآخرون مكان وجوده.
واللافت، بحسب المصادر نفسها، ان القذافي على ما يبدو يتنقل من مستشفى الى آخر ويبيت كل ليلة في مستشفى مغاير. «ولدينا معلومات بأن العديد من القادة العسكريين توقفوا عن استخدم هواتفهم، ومن الواضح انهم قلقون من التنصت عليهم وان هذا يؤثر في قدرتهم على الاتصال فيما بينهم».
وقال مراقبون ان تشديد الضغط البريطاني قد يهدف في جانب منه الى انتزاع عرض أكثر جدية لوقف اطلاق النار لأن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي وكاميرون والرئيس الاميركي باراك اوباما لم يرو حتى الآن مصداقية في عروض القذافي المتكررة لوقف اطلاق النار.
في هذا الوقت أعلن محافظ البنك المركزي الليبي السابق فرحات عمر بن قدارة امس انضمامه لصفوف المعارضين لحكم العقيد معمر القذافي.
وقال بن قدارة لقناة العربية من لندن «أنا غادرت ليبيا في 21 فبراير، ومنذ أول مارس انشقيت عن النظام ولكن لطبيعة العمل لم أقم بتصريحات إعلامية».
وأضاف «قمت بإعلان استقالتي وأنا أدعم في الوقت الحاضر الجهود التي تدعو إلى استقرار ووحدة ليبيا وتأكيد وترسيخ الحرية والديموقراطية في ليبيا وأدعم جهود المجلس الانتقالي في توفير الظروف الحياتية المناسبة للمناطق التي تقع فيها الاضطرابات».
ميدانيا افاد مراسل لوكالة «فرانس برس» بان خمسة انفجارات عنيفة هزت مساء امس الاول مقر الزعيم الليبي معمر القذافي بالقرب من وسط العاصمة طرابلس.
وسمع هدير طائرات مقاتلة قبل ان يقع انفجار عنيف في المنطقة تلته اربعة انفجارات اخرى بعد دقائق، في غضون ذلك، قال قائد عملية حلف شمال الاطلسي في ليبيا امس ان طائرات هيليكوبتر فرنسية وبريطانية ستشارك في العملية الجارية في ليبيا تحت قيادة الحلف فور ان تكون جاهزة.
وقال اللفتنانت جنرال تشالز بوتشارد في افادة صحافية «طائرات الهيليكوبتر هذه ستعمل بموجب تفويض الامم المتحدة وستشارك في العملية فور ان تكون مستعدة».
وأضاف أن الطائرات ستقوم بمهمة «نشطة، تركز بالطبع على مهاجمة بعض القوات التي تكرس لاعمال العنف»، وقال مسؤولون في حلف شمال الأطلسي إن أربع طائرات اباتشي هجومية بريطانية ستكون موجودة على متن السفينة الهجومية (اتش.ام.اس اوشين) في البحر المتوسط إلى جانب أربع طائرات فرنسية من طراز تايجر على متن حاملة طائرات الهيليكوبتر الفرنسية تونير. وأعطى وزراء بريطانيون أمس الاول موافقتهم المبدئية على استخدام طائرات الأباتشي وقالوا إن حلف شمال الأطلسي يمكنه الان ان يستدعيها.