رغم ازدياد الضربات الجوية على طرابلس وباب العزيزية، والاعتقاد بأن نظام العقيد معمر القذافي اقترب من النهاية، خصوصا مع انضمام، الرئيس الموريتاني محمد ولد عبدالعزيز الى هذا المعسكر، اكد القذافي في رسالة صوتية بثها التلفزيون الليبي ان «الشعب لن يخضع وان الرجال والنساء في مواجهة معركة الحياة»، مشيرا الى انه «الآن لا يهمنا الحياة او الموت، بل ما يهمنا ان نقوم بواجبنا تجاه التاريخ وتجاه الاجيال القادمة».
وشدد القذافي على انه «نحن لم نعتد على احد والمعركة فرضت علينا وقررنا ان نقوم بواجبنا ولا نخاف الموت»، مؤكدا انه «لن اغادر طرابلس وسأبقى فيها حيا أو ميتا».
واشار القذافي الى ان الشعب الليبي يعيش الآن الساعات المجيدة التي ستفتخر بها الاجيال القادمة، مؤكدا «نحن اقوى من طائراتكم وصوت الشعب الليبي اقوى من صوت الانفجارات».
ودعا القذافي في الرسالة الصوتية مناصريه الى التوجه الى مقره في باب العزيزية بالرغم من هجمات الناتو عليه، مشددا على انه «لن نتخاذل او نخون تاريخنا، وتحرير الارض من الاحتلال واجب وطني».
من جهة اخرى اعلنت البعثة الليبية لدى الامم المتحدة لوكالة فرانس برس ان وزير العمل الليبي الامين منفور انشق عن نظام معمر القذافي اثناء وجوده في جنيف لحضور اجتماع منظمة العمل الدولية، مؤكدة بذلك معلومات صحافية في هذا الصدد.
وكان ولد عبدالعزيز اكد امس في مقابلة مع «فرانس برس» في نواكشوط ان الزعيم الليبي معمر القذافي «لم يعد بامكانه حكم ليبيا» و«رحيله بات ضرورة».
وقال «مهما حصل سيكون هناك حل تفاوضي مع الوقت. في مجمل الاحوال لم يعد بامكان القذافي حكم ليبيا. ورحيله بات ضرورة».
لكن الرئيس الموريتاني شكك في فاعلية الضربات التي يشنها الحلف الاطلسي في ليبيا، وخصوصا على العاصمة طرابلس.
واضاف «ان ضربات الحلف الاطلسي ربما سمحت بخفض كثافة العمليات التي قامت بها القوات الحكومية حينها لكن في مجمل الاحوال لا يبدو ان ذلك يحل المشكلة، ولا يمكن ان يحلها».
وتابع «ان الدولة والشعب الليبي هما اللذان يعانيان. لذلك لابد من دفع (القذافي) على الرحيل بدون التسبب بمزيد من الاضرار. في كل الاحوال ان المستقبل سيكون ملكا لشعبه». في هذا الوقت، هزت ثمانية انفجارات قوية على الاقل امس وسط العاصمة الليبية طرابلس وارتفعت سحابة دخان كثيفة فوق قطاع مقر اقامة الزعيم معمر القذافي في باب العزيزية، كما ذكر مراسل لوكالة «فرانس برس». وتصاعدت سحابة دخان كثيفة فوق ثكنة للحرس الشعبي تقع قبالة مقر اقامة القذافي.
وقال المتحدث باسم الحكومة موسى ابراهيم للصحافيين ان هذه الثكنة «استهدفت مجددا بالغارات الجوية للحلف الاطلسي»، مشيرا الى سقوط «ضحايا» من دون مزيد من التفاصيل.
وسمع دوي الانفجارات بقوة في الفندق الذي ينزل فيه مراسلو الصحافة الدولية في طرابلس، والذي يبعد مئات الامتار عن مقر اقامة العقيد القذافي الذي تعرض مرارا لغارات الحلف الاطلسي.
في هذا الاطار، كشفت صحيفة «ديلي ميل» امس أن بريطانيا تنفق 6 ملايين جنيه إسترليني في الأسبوع على القنابل والصواريخ في حرب ليبيا.
وقالت الصحيفة إن القوات البريطانية استخدمت ما قيمته 66 مليون جنيه إسترليني من الذخائر الموجهة بدقة، بما في ذلك 20 صاروخ توماهوك التي تطلق من الغواصات ضد كتائب العقيد معمر القذافي خلال 11 أسبوعا من القتال.
وأضافت أن بريطانيا تنفق أيضا 285 ألف جنيه إسترليني في الأسبوع على سكن طواقم سلاحها الجوي بما في ذلك سكنها في قاعدة جيويا ديل كولي الجوية في جنوب إيطاليا، أي ما مجموعه 3.1 ملايين جنيه إسترليني، فضلا عن 300 ألف جنيه إسترليني في الأسبوع على وقود الطائرات الحربية و131 ألف جنيه إسترليني في الأسبوع على علاوات الجنود منذ مشاركتها في العمليات الجوية في ليبيا.
وأشارت إلى أن مجموع ما أنفقته بريطانيا على عمليات قواتها في ليبيا بلغ نحو 75 مليون جنيه إسترليني أي ما يعادل 123 مليون دولار حتى الآن، وهو رقم يفوق بكثير المبلغ الذي خصصه وزير الخزانة (المالية) البريطاني جورج أوزبورن في مارس الماضي لعمليات القوات البريطانية في ليبيا.
وتحدث وزير الدولة البريطاني لشؤون القوات المسلحة نك هارفي عن الكلفة التقديرية لمساهمة بلاده في عمليات منظمة حلف شمال الأطلسي (ناتو) في ليبيا ردا على سؤال برلماني.
ونسبت الصحيفة إلى الوزير هارفي قوله «إن التكاليف الحقيقية لمشاركة المملكة المتحدة في عمليات حلف الناتو في ليبيا متواضعة بالمقارنة مع عمليات أخرى مثل أفغانستان».