- اجتماع لمجموعة الاتصال حول ليبيا اليوم في أبوظبي يبحث تطبيق القرارات الدولية
تحول المجمع الرئاسي الضخم حيث مقر الزعيم الليبي معمر القذافي بوسط طرابلس الى حطام يتصاعد منه الدخان وقد هدمت جميع مبانيه تقريبا بعد القصف المركز الذي شنه عليه الحلف الاطلسي بانتظام منذ اسابيع.
وبعد تجدد القصف العنيف من الحلف الاطلسي على طرابلس، نقلت السلطات مراسلي الصحافة الدولية الى باب العزيزية في قلب طرابلس للقيام بجولة في مقر القذافي ومعاينة الاضرار.
وخلف الاسوار العالية المحيطة بالمجمع والمطلية بالاخضر يخيم دمار كامل وقد شاهد الصحافيون انقاضا وجدرانا هشة تهدد بالانهيار في اي لحظة وتسرب مياه من قساطل محطمة وفرش ممزقة منثورة اجزاؤها وركام مبعثر في جميع انحاء المقر جراء الانفجارات.
وعلى مقربة من انقاض احد المباني تظهر فجوة قطرها ستة امتار وعمقها اكثر من مترين احدثتها قنبلة اخفقت هدفها، فيما تم تشغيل نظام رش المياه للحد من الغبار المنتشر.
وقال احد اعضاء الحرس المقرب للقذافي الذي كان يرافق الصحافيين «الجبناء، انهم يتدربون، يستمتعون»، مشيرا الى جثة مغطاة بالعلم الليبي الاخضر وهو يوضح انه سقط ضحية احدى القنابل التي القيت على المقر.
وتابع في وسط المقر شبه المهجور الذي لم يبق فيه سوى عدد ضئيل من الجنود يقفون لالتقاط صور لهم «امل ان تنقلوا الحقيقة، مع اننا لا ننتظر خيرا منكم»، فيما كانت المقاتلات تواصل تحليقها فوق القطاع.
ووسط هذا الدمار الكبير، يستعد ثوار ليبيا للزحف إلى العاصمة طرابلس عقب الغارات المكثفة التي شنها حلف شمال الأطلسي (الناتو) على العاصمة خلال الأيام الماضية.
وقال جمعة القماطي، المتحدث باسم الثوار، ليلة امس الاول على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» إن تدمير أسوار وبوابات باب العزيزية، مقر الزعيم الليبي معمر القذافي، يعني أن القذافي أصبح في موقف خطير.
وأضاف القماطي أن الضربة القاضية سيوجهها الليبيون بأنفسهم قريبا للقذافي في طرابلس.
وذكرت وسائل إعلام تابعة للثوار أن مقاتلي الثوار صادروا في مدينة يفرن جنوبي طرابلس العديد من أسلحة قوات القذافي، ويعتزمون استخدامها خلال المعارك في طرابلس. ويتوقع الثوار دعما من أنصار الثورة في أربعة أحياء في طرابلس.
وقال الثوار إن العديد من أبناء القذافي غادروا البلاد في تلك الأثناء، وأضافوا أن السعدي، وهو أحد أبناء القذافي الذي كان يعمل من قبل لاعب كرة قدم في إيطاليا، غادر البلاد.
وذكر الثوار أن ابنة القذافي تقيم مع عائلتها في أحد الفنادق بالمغرب.
في هذا الوقت اعلنت وزيرة الخارجية الاسبانية ترينيداد خيمينيث امس في بنغازي، معقل الثوار، ان الحكومة الاسبانية تعترف بالمجلس الوطني الانتقالي على انه «الممثل الشرعي الوحيد للشعب الليبي».
وقالت الوزيرة للصحافيين في ختام لقائها مع مسؤولي المجلس وبينهم رئيسه مصطفى عبد الجليل ان «الحكومة الاسبانية تعترف بالمجلس الوطني الانتقالي ممثلا شرعيا وحيدا للشعب الليبي».
واضافت ان «اسبانيا تريد مساعدة الشعب الليبي، ونريد دولة ديموقراطية، دولة قانون وحريات».
وفي السياق الديبلوماسي، غادرت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون امس واشنطن متوجهة الى ابوظبي للتشاور مع دول مجموعة الاتصال حول ليبيا وبحث سبل تقديم مساعدة اضافية للمعارضة الليبية.
وتأتي المحادثات التي تنظم اليوم في العاصمة الاماراتية بعدما اكد الرئيس الاميركي باراك اوباما ان مهمة حلف شمال الاطلسي في ليبيا تحقق تقدما «ثابتا» ما يعني ان رحيل الزعيم الليبي معمر القذافي بات مسالة وقت.
عائشة القذافي تتقدم بشكوى الى القضاء البلجيكي ضد «الناتو»
في سياق متصل قدمت عائشة القذافي، ابنة الزعيم الليبي معمر القذافي، امس الاول شكوى الى القضاء البلجيكي تتهم حلف شمال الاطلسي بارتكاب «جرائم حرب» وجرائم «اغتيال» كما افاد محاموها الذين سيسعون ايضا الى الغاء قرار الاتحاد الاوروبي بتجميد ارصدة النظام الليبي.
وقال المحامي الفرنسي لوك بروسوليه ان شكوى اولى باسم عائشة القذافي قدمت الى نيابة بروكسل والنيابة الفدرالية البلجيكية تتهم الاطلسي بـ «جرائم حرب». وقال المحامي الاخر دومينيك اتجيان ان شكوى ثانية قدمت الى نيابة باريس تتهم الحلف بجرائم «اغتيال». وتتعلق الشكويان اللتان قدمتا في وقت متزامن بغارة شنها الحلف الاطلسي في 30 ابريل الماضي وقتل خلالها، وفقا لطرابلس، اصغر ابناء القذافي، سيف العرب (29 عاما) وثلاثة من احفاد الزعيم الليبي هم سيف (عامان) وقرطاج (عامان) ومستورة (اربعة اشهر) اضافة الى اصدقاء وجيران. وجاء في نص الشكوى انه في المقابل «كان الهدف بناية مدنية يسكنها مدنيون (...) ولم يكن لا مركز قيادة ولا مركز رقابة عسكرية» للنظام الليبي.
واضاف البيان ان «السيدة عائشة القذافي بصفتها ام (مستورة) وعمة (سيف وقرطاج) واخت (سيف العرب) اصيبت بضرر بالغ مرتبط بالوقائع موضع التنديد». ويرى المحامون ان مسؤولي الحلف الاطلسي خططوا بعناية شديدة لعملياتهم بما لا يجوز الحديث معه عن «خطأ» وانه يجب وصف هذه الغارة بانها فعل عمدي يشكل «جريمة حرب».
وفنيا قدمت الشكوى «ضد مجهول» لكنها تستهدف الحلف الاطلسي الذي يتخذ من بروكسل مقرا ما يمنح القضاء البلجيكي اختصاصا بنظر الدعوى.