-
قطيفان: إسطنبول المدينة الأهم والوجهة الأولى للقادمين إلى المنطقة نظراً لمعالمها الفريدة
اسطنبول ـ هدى العبود
دشنت شركة «أجنحة الشام» طائرتها الجديدة «ايرباص 320» برحلة استثنائية إلى اسطنبول لتشكل رونقا جديدا للشركة من حيث ما تقدمه من الأمن والسلامة والراحة لكل من يستقلها. ومن الاستنتاجات المهمة التي يمكن تسجيلها في ملف العلاقات السورية ـ التركية الصاعدة تدريجا منذ 6 سنوات، إقامة علاقات سياحية واقتصادية تساهم في تعزيزها زيارة الرئيس التركي عبدالله غول المقبلة لدمشق والتي تأتي تتويجا لمجهودات مشتركة على غير صعيد، من الاقتصاد إلى السياسة، وما يرتبط بهما من قضايا أمنية مشتركة.
ومن على متن الطائرة قال رئيس مجلس إدارة شركة أجنحة الشام عصام شموط لـ «الأنباء»: من خلال زيارات الرئيس عبدالله غول قرأنا أنه يرى سورية بوابة تركيا إلى الشرق الأوسط، ويراهن على مستقبل واعد للعلاقات الثنائية، والرئيس بشار الأسد يجد في تركيا وسيطا ناجحا لمفاوضات السلام مع إسرائيل، بحيث لا يمكن الاستغناء عن الدور التركي حاضرا ومستقبلا.
ولفت شموط في الوقت نفسه الى أن الرئيس التركي وضع أمامه تجربتي اليابان والولايات المتحدة، داعيا حكومتي البلدين إلى الاقتداء بهما في الشرق الأوسط.
وقال شموط «حقيقة تقال ان الرئيس بشار الأسد التقط المبادرة التركية بذكاء وحب وطن، فدعا بدوره الى مزيد من الانفتاح والتعاون، فالحدود الطويلة بين البلدين والعلاقات الديموغرافية المتداخلة والتعاون السياسي اللافت في ملف التسوية السلمية للصراع العربي «الإسرائيلي» من الأسباب المهمة والأساسية والمشجعة، والتي تقف وراء هذا الانفتاح والتعاون الصاعد.
وأمل شموط تحديث التشريعات السورية الجاذبة للاستثمار، بعدما طبقت هي هذه القاعدة في ثمانينيات القرن الماضي في إطار تشجيع الاستثمارات الخارجية.
وكشف شموط عن ان شركة أجنحة الشام للطيران تعتزم توسيع أسطولها بزيادة طائرة ركاب جديدة وطائرة خاصة سعة 12 راكبا مخصصة لرجال الأعمال مجهزة بأحدث التجهيزات التي تتطلبها طبيعة عمل رجال الأعمال.
وقال إن شركات السياحة والطيران «تعمل على توسيع خطوط الشركة ويأتي ذلك في إطار تعزيز حضورها كناقل وطني خاص يدعم حضور مؤسسة الطيران العربية السورية ويكون رديفا لها مع تزايد المنافسة في سوق «النقل الجوي»، لافتا إلى «وجود أكثر من 40 شركة عربية وعالمية تعمل في سورية إضافة إلى تلبية رغبة رجال الأعمال بتقديم خدمة خاصة تتناسب مع عملهم وتنقلاتهم».
وكانت الشركة أدخلت أوائل اغسطس الماضي طائرة ثانية في الخدمة ضمن أسطول الشركة بسعة 160 راكبا وذلك في إطار خطة الشركة لتوسيع عملها وزيادة رحلاتها.
وأشار رئيس مجلس إدارة شركة أجنحة الشام إلى أن «الشركة بصدد إنشاء مركز صيانة للطائرات في مطار دمشق الدولي إضافة إلى قيامها مؤخرا بافتتاح دورة تدريبية لـ 30 مضيفا ومضيفة من كادرها الوطني».
يذكر أن شركة أجنحة الشام بدأت عملها في يناير عام 2008 بطائرة من طراز إم دي 83 التي تتسع لـ 139 راكبا درجة سياحية و12 راكبا درجة أولى. وهي أول شركة طيران سورية خاصة، أنشئت عام 2007، وتعود ملكيتها إلى عدد من رجال الأعمال السوريين.
«الأنباء» التقت العديد من رجال الأعمال الذين رافقوا الطائرة في رحلتها الاولى الى اسطنبول، حيث قال رجل الأعمال د.طارق شلاح المختص في مجال السياحة والسفر: ما ان تطأ حقيقة ارض اسطنبول حتى يخيل لك انك أصبحت في عالم مختلف، عالم مليء بتراث من الحضارة الأبدية، تعكسه حيوية ذات نكهة فريدة امتزجت فيها أصالة حضارة عريقة مع روح العصر المتطورة.
وأضاف شلاح قائلا: لا تقتصر شهرة بلاد السلاطين على موقعها في قارتي آسيا وأوروبا، بل تعرف كذلك بأنها العاصمة الاقتصادية والسياحية لبلادها، والمدينة التي شهدت تعاقب أهم الإمبراطوريات التي عرفتها البشرية حيث كانت العاصمة الشرقية للإمبراطورية الرومانية ثم أصبحت عاصمة الإمبراطورية البيزنطية قبل ان تقع في يدي السلطان العثماني المسلم محمد الثاني، لتظل لأكثر من 4 قرون عاصمة للإمبراطورية العثمانية حتى عام 1923.
الفنان حسام تحسين بك اعتبر أن الخطوة «جديدة وهي إحدى ثمار العلاقات السورية ـ التركية ونأمل ان تكون علاقاتنا في ازدياد، خاصة ان الدولتين عازمتان على أفضل العلاقات بينهما، كما ان الانفتاح الكبير بين الدولتين بدأ بإلغاء التأشيرات، ولأن الدولتين كلوحة واحدة إذا اجتمعت الحكومتان، إضافة الى التمازج والتآخي بين الشعبين الجارين والمسلمين أصبح أمرا رائدا وراجحا. كما ان الطائرة الجديدة ايرباص 320 أضافت جوا من الألفة لكل من كان على متنها إذ تميزت بتقديم كل وسائل الراحة والأمان للمسافرين على متن الركب الطائر.
الفنان عبد الحكيم قطيفان قال: أحب ان اتحدث عن مدينة اسطنبول السياحية والمعجب جدا بحضارتها ونظافة بيئتها معلقا في أكثر من مرة على ان كل من يزور اسطنبول سيشعر بداية بألم في رأسه وعندما استغربنا أجابته وتعليقاته قال: لأننا مع الأسف «نفتقد لنظافة بيئتنا التي نحبها ونتمنى ان تكون كأي بلد يؤمه السياح للاطلاع على حضارته الغارقة في القدم. وحقيقة تقال ان مدينة اسطنبول ظلت المدينة الأهم في تركيا والوجهة الأولى لكل القادمين إليها نظرا لمعالمها التاريخية والدينية والسياحية التي تحتوي عليها والأسواق القديمة التي يباع فيها كل ما يخطر على البال من ملابس وتحف ومأكولات والكترونيات.
وعقب الوصول جال ضيوف «أجنحة الشام» في الرحلة السياحية بين أرجاء عاصمة الامبراطوريات الثلاث، رافقهم خلالها عدة أدلّاء سياحيين أتقنوا العربية وباللهجة العامية كما اتقنوا شرح معالم اسطنبول. وشملت الجولة مسجد السلطان احمد الأول المعروف باسم «المسجد الأزرق» وهو من أكثر معالم اسطنبول والمحطة الرئيسية للزوار العرب والمسلمين: بني المسجد ذو المآذن الست في الفترة الممتدة بين عامي 1609 و1616 على يد المهندس التركي محمد آغا ويقع جنوبي متحف آيا صوفيا وشرقي ميدان السباق البيزنطي القديم، كما شملت قصر يلدز الشهير وبعض المعالم التجارية الحديثة.
تمازج حضاري
قبل ان تختتم الرحلة السياحية القصيرة قال الدليل عدنان اوغلو حسن وهو من مدينة انطاكية: إنني من حدود سورية من مدينة ساحلية جميلة جدا تعانق بلادكم بحبها لأنها في الأصل هي بلادكم «السويدية». والآن أصبحنا بلدا واحدا وقال بتأثر لاحظناه على وجهه، ان اللغة التركية تمتزج بـ 20% من اللغة العربية في المفردات والتعاملات بين الناس ولما لا فاللغة العربية هي لغة القرآن ونحن بالطبع مسلمون.
أتمنى ان تكونوا قضيتم رحلة سياحية ممتعة في بلدكم اسطنبول تحياتي لأسركم ولذويكم وآمل أن التقي بكم فأجبناه جميعنا سنكون أدلاء سياحيين لك ولأمثالك عندما تحضر بلدكم الأول والثاني سورية. ودعنا واتجهت بنا الحافلة الى مطار أتاتورك الدولي لنعود على متن الطائرة المحتفى بها على الخطوط التركية ولتقدم لزبائنها كل وسائل الراحة والأمن والأمان والسلامة.