هدى العبود
حل صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، زائرا كبيرا وقائدا مرحبا به من الشعب السوري في بلده الثاني سورية، إذ استفاقت العاصمة السورية على الأعلام الكويتية والسورية تتعانق في سماء الوطن. دمشق التي تستقبل يوميا مسؤولين ورؤساء من مختلف انحاء العالم، اكتست وبكل فخر بحلة عربية بكل معنى الكلمة لأن الزائر كبير القدر والمقام. بدأ الإعلام السوري المرئي والمسموع والمقروء، الترحيب بالقائد الكبير، الذي يحن لرؤيته ولقائه ولابتسامته الحنونة المحبة للشعب بكافة أطيافه. وعلى سبيل الصدفة التقيت بسيدة سورية بسيطة أكاد أجزم بأنها لا تدرك في عالم السياسة ما يقارب الـ 40% سألتني: فعلا صاحب السمو الأمير سيزور سورية؟ هل هذه الاستعدادات في كل مكان، ترحيبا بالزائر الكبير؟ فأجبتها فعلا ان الزائر قائد تمرس بحب وطنه وأمته، قائد عاش حرا كريما وسليل أسرة عريقة أبا عن جد. وقد حل في دمشق.. ترى ماذا تريدين أن تقولي؟ فأجابت: أريد أن أراه مع القائد الذي أحبه شعبه، انه الأسد، بكل عفوية تعرب هذه السيدة البسيطة عن حب واحتفاء وكرم ضيافة لقائد عربي.
والحق يقال ان القائدين الكبيرين صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، والرئيس بشار الأسد، عملا على تعزيز التضامن العربي بمواجهة التحديات التي تواجه المنطقة، إذ كانت مباحثاتهما ناجحة ومثمرة وستشكل منعطفا مهما في تاريخ مسيرة العلاقات الثنائية وتطورها. وهي التي كانت على الدوام علاقات أخوية متميزة، تربط القيادتين والشعبين الشقيقين. وحقيقة أن القمة الكويتية ـ السورية عكست حرص القائدين على تعزيز التضامن العربي، ودفعه إلى الأمام في مواجهة التحديات التي تواجه المنطقة، وخاصة ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من اعتداءات إسرائيلية متكررة في قطاع غزة المحاصر، ومحاولات تهويد القدس الشريف.
وكلنا يعلم ان الأصالة لصاحب السمو عنوان إذ قال سموه: «انه لا ينسى موقف القائد الراحل حافظ الأسد، وحرصه على الكويت، وأهل الكويت، اضافة الى دور الرئيس بشار الأسد في دفع التضامن العربي الى الأمام». ضيف سورية الكبير قلده الرئيس الأسد وشاح «أمية الكبير» وهو ارفع وسام في سورية وقال الأسد: «انه يقدم هذا الوشاح تقديرا لجهود صاحب السمو الأمير في التضامن العربي ولم الشمل العربي، وفي الجهد الذي بذله سموه من اجل تنقية الأجواء العربية ودفع العمل العربي المشترك الى الأمام، لمصلحة البلدين والشعبين الشقيقين، وكل الأقطار العربية». كما قلد سموه الأسد وسام مبارك الكبير وهذا يدل على أسمى معاني الروحانية بين القائدين الكبيرين.
حقيقة لا يستطيع أحد ان ينساها هي ان الأمير صاحب الأيادي البيضاء والخيرة، هو من بدأ جهود المصالحة في القمة الاقتصادية التي عقدت في الكويت، وتوالت هذه الجهود في قمة الدوحة وقمة الرياض ومن ثم قمة ليبيا، نعم أدرك سموه ان أمته العربية بحاجة لقائد كبير في الإصلاح بين الاخوة فكانت مبادرته ليسجلها التاريخ.
قائد يعمل بصمت ودون بهرجة إعلامية، يعمل كأب كبير يخاف على الأوطان سواء أكانت صغيرة أم كبيرة، وهذا بكل تأكيد عمل تراكمي يحتاج الى وقت لكي يثمر، وان قطفنا الثمار كشعوب عربية فهي بفضل جهود زعيمين كبيرين عملا لدفع العمل العربي المشترك.
ألم أقل لكم في العنوان زيارة قائد.