يلاحظ المار في شوارع دمشق في هذه الفترة شغف الناس الكبير بأحداث مباريات كأس العالم المقامة في جنوب أفريقيا حاليا وذلك من خلال الأعلام المتنوعة للدول المشاركة والمنتشرة في كل مكان فمنها ما وضع على شرفات المنازل ومنها ما علق على السيارات عدا ما يعرضه الباعة الذين وجدوا فرصة لترويج منتجاتهم في هذا الاحتفال العالمي.
ورصدت «سانا» انتشار شاشات التلفزة في كثير من المحلات. وقد وضعت في أحد المحال التجارية بشكل موجه نحو المارة لتعرض إحدى مباريات المونديال ما يجعل الناس يتجمهرون أمام واجهة المحل لمتابعة هذه المباراة.
وفي خطوة ذكية من القائمين على مشروع «موسيقى على الطريق» الذي أطلقته جمعية صدى الثقافية عام 2008 استطاع المشروع حشد أعداد كبيرة من الجمهور الرياضي في حفلاته التي تزامنت مع أحداث المونديال.
وجهز القائمون على المشروع الموسيقي ساحة كبيرة في أرض معرض دمشق الدولي القديم بالتعاون مع إحدى شركتي الاتصالات الخليوية في سورية من خلال إعداد مسرح ضخم ووضع أعداد كبيرة من الكراسي وصلت لخمسة آلاف كرسي إضافة الى شاشة عملاقة لعرض إحدى مباريات المونديال بعد الانتهاء من الحفلة الموسيقية وذلك مساء كل يوم جمعة.
ويمكن لمن حضر إحدى تلك الحفلات ومن بعدها المباراة الرياضية أن يلاحظ مدى نجاح هذه الفكرة غير المسبوقة في الشوارع الدمشقية بما حققته من حضور ثقافي ورياضي جماعي راق ومنظم لم يكن موجودا سابقا في مكان كبير ومفتوح دون الحاجة لشراء البطاقات وضمن أجواء أهلية وعائلية جميلة.
ورغم تعدد الساحات التي خصصتها جمعية صدى لمشروعها الثقافي ضمن دمشق مثل حديقة القشلة وحديقة الجاحظ وحديقة المنشية إلى جانب تعدد الساحات المخصصة لمشاهدة مباريات المونديال من قبل شركة الاتصالات الخليوية إلا أن الإقبال الجماهيري على أرض مدينة المعرض القديم كان الأكبر والأجمل نظرا لتمازج حب الموسيقى مع الحماس الرياضي.
وعن هذه الفكرة قال مدير مشروع «موسيقى على الطريق» العازف شربل أصفهان لـ«سانا»: إن فكرة التعاون مع شركة الاتصالات الخليوية في تقديم الحفلات قبل عرض المباريات بشكل مجاني للجمهور السوري في أرض معرض دمشق الدولي القديم حولت هذا المكان إلى كرنفال رياضي ثقافي موسيقي أيام الجمعة وإلى حالة احتفال تداخلت فيها الموسيقى بشغف وعشق كرة القدم.
وكانت لهذه الحفلات ميزة عن غيرها من الحفلات قالت عنها المغنية السورية لينا شماميان التي أحيت إحداها: إن الاستفادة من جماهيرية الرياضة لطرح الموسيقى الأكاديمية في المناطق الشعبية مثل الحدائق والساحات العامة هو نقطة إيجابية لمشروع موسيقى على الطريق.
ورأت المغنية شماميان التي كانت تشجع المنتخب الكوري قبل خروجه من المونديال أن الفرصة الحقيقية التي قدمها مشروع «موسيقى على الطريق» هي عدم بقاء الموسيقى حكرا على رواد المسارح ودور الأوبرا. وقالت: إن الموسيقى والغناء وسط الأماكن والساحات الواسعة بحضور حشد كبير من الجمهور له نكهة خاصة بالنسبة لي إلى جانب أهمية تثقيف الجمهور السوري فنيا بشكل مباشر في أماكن وجوده.
أما الشابــة أحــلام غانــم التــي حضــرت حفــلا لفرقــة إطــار شمــع ضمن المشروع ذاته فعبرت عن حماسهــا الشديــد للأجواء الممتعة والجميلة فهي تحب الموسيقى وتحب كرة القدم وهذا المكان أتاح لها الاستمتاع بهذين الأمرين معا برفقة أصدقائها والناس جميعا.
كما قال الشاب وسام إبراهيم الذي حضر كل حفلات «موسيقى على الطريق» في ساحة معرض دمشــق الدولــي القديــم: ان أكثر ما أعجبنــي فــي هذه الحفلات المميزة والنوعيــة الأجواء الحماسية وتنــوع المشجعيــن للفــرق المتنوعة وبروح رياضية خالية من التعصب الرياضي وضمن أجواء أقرب ما تكون لجو العائلة الواحدة.
ويهدف مشروع موسيقى على الطريق الذي يقام بالتعاون مع محافظة دمشق وللعام الثالث على التوالي إلى نشر الموسيقى الجادة بين أوساط الجمهور السوري من خلال نقل الموسيقى من قاعات المسارح ودور الأوبرا إلى مكان وجود الناس اليومي في الحدائق والأماكن العامة.