جذبني خبر مثير للدهشة بعض الشيء وهو أن هناك قلقا من قبل العلماء في الدول المتقدمة ومفاده أنهم قلقون وحائرون في أمرهم من ظهور علامات البلوغ على الفتيات في سن مبكرة، إذ يبدو أن الأجيال الجديدة من الفتيات تبلغ مرحلة النضج الجنسي بشكل أسرع ممن سبقهن، ما يعرضهن لمجموعة من الأمراض الخطيرة، إلى جانب خطر التحرش الجنسي.
وتشير الدراسات في الولايات المتحدة مثلا الى ان 10% من الفتيات البيضاوات سجلن حالات بلوغ اعتبارا من سن السابعة، مقارنة بـ 5% عام 1990، أما لدى الأعراق الأخرى فالنسبة أكبر، إذ تبلغ 25% لدى الفتيات في سن السابعة من أصول أفريقية، و15% لدى ذوات الأصول اللاتينية.
وكانت إحصائيات عام 1990 قد أظهرت أن نسبة الفتيات الأفريقيات الأصل اللواتي يبلغن في سن السابعة لم تتجاوز 15%، ما يدل على تزايد الظاهرة لدى جميع الأعراق.
كما لفتوا إلى أن البلوغ المبكر يزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي وسرطان المسالك البولية، كما يرفع فرص حصول النشاط الجنسي في سن مبكرة، وقد يدفع الفتيات إلى التدخين وشرب الكحول أو قد يتسبب لهن بأمراض نفسية مثل الاكتئاب وضعف الثقة بالنفس.
وقال فرانك بيرو، اخصائي طب الأطفال في جامعة سينسيناتي وأحد أبرز العاملين على دراسات تتناول هذه الظاهرة: «إذا بلغت الفتيات في وقت مبكر فإنهن سيظهرن بمظهر الناضجات، وهذا قد يدفعهن أو يدفع الناس للتعامل معهن وكأنهن ناضجات فعلا».
وتشير إحدى النظريات إلى إمكانية وجود رابط بين زيادة الوزن والبلوغ المبكر، إذ يمكن لمستويات الدهون المرتفعة في الجسم أن تؤدي إلى خلل في عمل الهرمونات.
بينما يرجح غاري بيرزوفتنش، البروفسور في كلية ميامي للطب نظرية أخرى أن تكون مادة «بسفينول a» التي تدخل في صناعة المواد البلاستيكية، بما فيها قوارير حليب الأطفال، هي السبب في تفاقم الظاهرة بسبب تأثيرها المعروف على الهرمونات.
وقد يكون لبعض الممارسات خلال الحمل دور في إنجاب فتيات يبلغن في أعمار مبكرة، وفق دراسة بريطانية أظهرت أن التدخين أثناء الحمل وكذلك الحمل المبكر قد يؤدي لإنجاب فتيات يبلغن قبل نظيراتهن.
هذه الدراسة بين أيدينا كانت قد ألقت الضوء على فتيات افريقيات وأميركيات، ولم يذكر التقرير أن الدراسة قد ألقت الضوء على الفتيات الخليجيات اللاتي يعانين في بلادهن من الحرارة الزائدة أو الآسيويات «وتحديدا العربيات» ترى لماذا؟ ألا تستحق الفتاة العربية إلقاء الضوء على حالتها وحال نضوجها سواء أكان مبكرا أو متأخرا؟ أم أن علماءنا وأطباءنا في غفلة من أمرهم، وهمهم الوحيد هو اللافتات الكبيرة التي تذكر أكثر من عشر جامعات أوروبية درس صاحب اللافتة فيها أو انه عضو وزميل في كلية بريطانية أو أميركية أو.. أو..؟ وقس كم يؤلفون كي تصدم اليافطة المريض قبل أن يفكر هذا المريض في مناقشة هذا الطبيب.. لأنه حسبما حملت يافطته يحيي العظام وهي رميم.
نعم نحن عالم ثالث ولكننا لسنا اغبياء، ولنا حق على حكوماتنا وعلى المعنيين بالأمر أن يقوموا بدراسات علمية تضع النقاط على الحروف من اجل الوصول لوضع إنساني لمواطنينا سواء أكانوا من الجنس اللطيف أم من الجنس الآخر.
نأمل أن يقرأوا ويفكروا فينا ولو قليلا.