رفيق الصبايا.. يزين أطباق الضيافة في المناسبات العامة والخاصة.. ترنو إليه العين قبل أن تمتد إليه الأيدي.. صوت طقطقته تعرفه الآذان.. وملمسه المميز تعرفه الأنامل.. يزين أطباق الحلويات بل يرفع ثمنها ولا بأس من رشة منه فوق طبق شهي من الأرز على مائدة إفطار رمضاني وعندما نولم للأحباب.
إنه الفستق الحلبي.. مجرد الاسم يثير في الأنوف رائحة الحلويات العربية في حلب عاصمة سيف الدولة الحمداني كالمبرومة والبلورية وحلاوة الجبن إضافة إلى البوظة العربية والراحة والسكاكر الفاخرة. وتدخل ثمار الفستق الحلبي في الصناعات الطبية والعطرية والغذائية وتعد ذات مردودية اقتصادية كبيرة لوجود أسواق داخلية وخارجية لثمارها إضافة إلى قلة تكاليف خدمتها وتأقلمها الجيد مع المناطق ذات درجات الحرارة المرتفعة لذلك يلقبها المزارعون بالشجرة الذهبية.
وتحتل هذه الشجرة بحسب «سانا» حوالي 6% من مجمل مساحات الأشجار المثمرة في سورية بمساحة تقدر بحوالي 56 ألف هكتار تتركز في ست محافظات هي حلب 44% وحماة 35% وإدلب 13% وريف دمشق 6% والرقة 1% والسويداء 1%.
وتشير تقديرات مكتب الفستق الحلبي التابع لوزارة الزراعة ومقره حماة الى أن انتاج سورية من ثمار الفستق للموسم الحالي سيتجاوز 61 ألف طن بعدد أشجار اجمالي يقدر بحوالي 10 ملايين شجرة أكثر من 6.5 ملايين شجرة منها مثمرة.
وعن مؤشرات انتاج هذا العام قال المهندس حسن إبراهيم مدير مكتب الفستق الحلبي انها جيدة رغم الظروف الجوية والمناخية، مستعرضا ما تعرضت لها شجرة الفستق الحلبي من صقيع وتقلبات في درجات الحرارة وانحباس الأمطار الموسمية خلال فترة الإزهار والعقد وما بعدهما الأمر الذي أدى إلى تفريد العناقيد الثمرية لأشجار الفستق وتناقصها من 200 حبة للعنقود الواحد إلى ما دون 100 حبة. كما أدى منع جمعيات المزارعين من حفر الآبار إلى تناقص كمية الإنتاج نظرا لعدم حصول مساحات من الحقول على حاجتها من المياه.
ولفت ابراهيم الى أن سورية تحتل المرتبة الرابعة على مستوى العالم بعد إيران وأميركا وتركيا في إنتاجه وتحتل المرتبة الثانية في جودة ثماره مبينا أن حلب وحماة تحتلان الصدارة في زراعة وإنتاج الفستق حيث يصل إنتاج حلب إلى 32 ألفا و200 طن والمساحة المزروعة فيها تبلغ 23 ألف هكتار أما حماة فيصل انتاجها إلى 23 ألف طن ومجمل المساحات المزروعة يصل إلى 19.5 الف هكتار. ونظرا لأهمية هذه الشجرة اقتصاديا وتنمويا وبيئيا شكلت لجنة على مستوى رئاسة مجلس الوزراء لوضع أولويات تطوير زراعة الفستق الحلبي في سورية كما ستحدد آليات تصديره خارجيا لاسيما أن هذه الزراعة تتنامى بشكل واسع لافتا الى ان المساحة المستثمرة بأشجار الفستق الحلبي هذا العام تقدر بحوالي 400 هكتار. ويقول المهندس عبد الغني طيفور معاون رئيس مكتب الفستق الحلبي ان العائد الاقتصادي للدونم الواحد حوالي 400 كيلوغرام وسطيا بما يعادل 30 كيلوغرام للشجرة الواحدة. ويتراوح سعر الكيلو الغرام الواحد بين 150 و250 ليرة أي بما يعادل 6 آلاف ليرة كحد أدنى لإنتاج الشجرة الواحدة و60 ألفا إنتاج الدونم الواحد سنويا ولهذا يلقبها المزارعون بالشجرة الذهبية.
وهناك خمسة وعشرون نوعا لثمار الفستق الحلبي أهمها العاشوري ولونه أحمر وهو الصنف الأكثر تسويقا والأكثر زراعة ويحتل 85% من المساحات المزروعة بالفستق الحلبي بينما بقية الأصناف تأخذ 15% من المساحات المزروعة.
وعن القيمة الغذائية لثمار الفستق الحلبي قال م.جهاد المحمد المختص في هذا المجال ان الثمار تتكون من 54% دهونا و23% بروتينا و7% كربوهيدرات و2% أليافا و3% أملاحا معدنية مختلفة من حديد وكالسيوم وفوسفور. وأشار إلى أن العطارين يستخرجون من ثمار الفستق الحلبي زيتا يستخدم في صناعات عطرية وطبية ما رفع الطلب العالمي عليه.