هدى العبود
مع إشراقة كل يوم تطلعنا الصحف على تخطيط إسرائيلي ممنهج ومدروس بدقة متناهية، وآخر صرعاتها سرقة ثروات العالم العربي، بعد أن سرقت فلسطين بأوجه متعددة وبدعم غربي بحت والقصة تدور وتدور، ولكن من يدفع ثمن ما تخطط له إسرائيل؟! العرب مع الأسف وعلى رأسهم الفلسطينيون والدول المجاورة. ونحن اليوم مع الأسف مع سرقة جهارا نهارا دون خجل أو وجل دون أي شعور بأنها أصبحت مكشوفة وبحاجة لأن تستر «عورتها»، ولكن لماذا تستر عورتها؟ ترى من قواها واخذ بيدها؟ مع الأسف هناك من يدعمها، إنها اليوم تسرق «الغاز والنفط اللبناني والفلسطيني» وتبحث عن أسواق للتصدير قبل الإنتاج. ولكن إلى متى؟ وإلى أي مدى يمكن أن يصل مشوار التضليل الإعلامي العالمي؟
وعلينا أن نتذكر أن نبينا الكريم الصادق الأمين صلى الله عليه وسلم قال «المؤمن لا يكذب»، قالها بثقة وقوة، مقرا باحتمال وقوع المؤمن بالعديد من المعاصي إلا معصية الكذب لأنها تتناقض مع حقيقة الإيمان.
ونحن مع الأسف كل يوم نسمع عن مفاوضات مباشرة وغير مباشرة ونستمع الى الرئيس الفلسطيني محمود عباس وهو يضع شروطا فقط للاستهلاك العربي، أما الحقيقة فهو راض ومسترض لما تريده إسرائيل مفاوضات دونما أية شروط هذه هي الحقيقة، وهناك ما يسمى «بالعالم الحر» وفي مقدمتهم زعيمة معسكره، الولايات المتحدة التي ترزح تحت جبال هائلة من الدين العام المغطى بطلاء لماع من الكذب وتضليل الرأي العام المحلي والعالمي على حد سواء.
وتعالوا لنتساءل: هل اليونان هي البلد الوحيد الذي تأثر بالأزمة الاقتصادية العالمية دونما غيرها من دول منطقة اليورو في الاتحاد الأوروبي حتى تنفجر فيها أزمة اجتماعية عاصفة دون غيرها؟ أم أن وراء الأكمة أسرار؟ لتخمد نيران الأزمة بعصا سحرية قبل أن تمتد بلهيبها لبلدان مجاورة تعاني من نفس مستويات العجز في موازناتها العامة وقطاعاتها الإنتاجية والمصرفية كفرنسا وبلجيكا والقائمة تشمل دول الاتحاد الأوروبي الذي يلمع ذهبا مع الأسف في عيون شبابنا ومسؤولينا نحن العرب؟
ولكي نكون أوفياء لأصدقاء لنا نحن العرب، حقيقة لقد اتخذت اليونان منذ العدوان الإسرائيلي على الأمة العربية عام 1967 مواقف أكثر راديكالية من باقي الأوروبيين حيال القضايا العربية خاصة القضية المركزية للعرب التي بكل تأكيد ستشهد تراجعا ملحوظا إثر الزيارة الخاطفة التي قام بها نتنياهو منذ نحو أسبوعين ولم يعلن عن كل المواضيع التي جرى النقاش حولها، لكن ما تسرب من معلومات تفيد بأن السلطات اليونانية قد ضغطت على الحكومة القبرصية إبان إبحار قافلة الحرية التركية كي لا يسمح لها بالرسو في موانئها كاف لإعطاء إشارات عن أن ثمة تحولات حصلت، وكانت نتيجتها إخماد الأزمة المالية ببرنامج مساعدات من الحليف الأوروبي. ثمنا لمواقف لن تصب بعد اليوم في أشرعة القضايا العربية في أروقة الأمم المتحدة.
إسرائيل تتصدر مجلس العزاء في خيمة كل عربي. مطلقة العنان للدعم الذي تحظى به في الترحم على الفقيد وذكر مناقبه؟
وتعالوا معنا لنلقي الضوء على السيد ايفي ليج. هو واحد من حيتان وول ستريت. خرج من المضاربات برصيد أرباح يناهز ما حققه كل من جورج سويروس ومادوف. لكن عز عليه رؤية دول عظمى تتخبط في وحول دينها العام. وعجز قادتها. فابتدع لها تسمية جديدة وغريبة سرعان ما التقطتها صحيفة «فايننشال تايمز» اللندنية وراحت تعزف عليها. إنها الديون السيادية التي تخص دول الغرب دون غيرها. حسب ليج الذي كان كبقية حيتان وول ستريت ضليعا في لعبة المضاربات بأسواق الأسهم والتي جني منها ثروة تفوق الناتج القومي لدولة عربية متوسطة منذ تسعينيات القرن الماضي. يذرف الآن دموعا سخية تأثرا بما آلت إليه الحال بين ضفتي الأطلسي. من نقص وشح في خزائنها، وجفاف في مداخن مصانعها وعاطلين عن العمل قدروا بالملايين يملأون أرصفة مدنها وحدائقها العامة وحتى المترو كان احد مساكنها وفنادقها الرخيصة بعد أن طردت من منازلها بقرارات قضائية.
ربما بدأ يشعر هو وغيره من الحيتان بأنهم كانوا السبب غير المباشر في دفع بلدانهم إلى حافة الهاوية. فكان لابد أن يقدم لتلك الشعوب التي غلبت على أمرها شيئا بمنزلة العزاء، فشرح لها بأنها تعيش في دول ذات سيادة، وبالتالي فإن من يتحمل وزر الحال الذي وصلوا اليه هي أمتهم بخلاف باقي دول العالم التي لا تتمتع بالسيادة الكاملة، كما هي الحال في العالم الحر، ترى هل استفدنا شيئا مما آلت اليه الأوضاع أم أننا مازلنا نطبل لذاك ونعيش ونصلي أن يدوم علينا الحال ونقول مقولتنا نحن العرب الستر يا رب العالمين؟