وصلتني عشرات الرسائل من دولة الكويت الشقيقة عبر البريد الالكتروني الخاص يطلبون ان أناقش حالات تسودها الأحاسيس الدافئة، استغربت بادئ الأمر، ما القصد وماذا يريدون من تلك الزاوية المخصصة لأبنائنا السوريين في دولة حبيبة عاملتهم كأبنائها؟ ولكنني والحق يقال وجدت أن الحق معهم، ترى هل الحياة وقسوتها من كوارث طبيعية الى كوارث نفسية وإنسانية نعيشها جميعنا الثري والفقير على حد سواء، لم تعد تحتمل وليس باستطاعة أي كان منا إلا ان يتكلم، وفعلا جاءت صرخة أهالي ذوي الاحتياجات الخاصة بقوة فاستجابت لها السيدة أسماء عقيلة الرئيس السوري د.بشار الأسد. ذهبت إليهم حيث يعيشون وقدمت لهم العناية الصحية والرعاية الاجتماعية، ووقفت على مشاكل أسرهم مخففة عنهم ومخصصة ميزانية مالية لا يستهان بها، فكلنا يدرك أنهم يعانون ولكن بالنهاية هم من صلب المجتمعات العربية والعالمية على حد سواء. والآن تعالوا معنا لنقول للأصحاء ان جميعنا بحاجة للكلمة الحلوة التي تحمل الأحاسيس النبيلة والتي تشعرنا أننا بشر أسوياء نحب ونحب.
من مفارقات الحياة ان تزدهر صناعة الجنازات الفخمة في جنوب شرق آسيا لتزايد أعداد الأثرياء بالمنطقة، فالنعوش مطلية بالذهب قيمة الواحد منها 100 ألف دولار ومواقع دفن يصل سعرها الى مليون دولار ينتقل عدد متزايد من الأثرياء الى الحياة الأخرى بأفضل ما يستطيع المال شراؤه.
حتى الأموات لهم سعر غال وسعر رخيص، وهذا ما نراه في أبنائنا بفلسطين يقتلون بالقنابل والرصاص والسيارات والحرق دون رحمة حتى المقابر أزالوها، ترى ألا يحق لهم ان يعيشوا متحابين متآلفين في وطنهم وان يدفنوا باحترام وان نطالب لهم بالرفاهية ان الأمر سيان؟
هدى العبود