هدى العبود
رغم سوداوية المشهد السياسي الذي يلف القضية الفلسطينية على مستوى الانقسام الداخلي الفتحاوي ـ الحمساوي، ورغم السواد الأشد الذي يغشى مستقبل ملف المفاوضات المتهاوية.
إلا أن الأيام القليلة الماضية شهدت ما يمكن تسميته ببقع ضوء كسرت ذاك السواد الشديد القتامة. ولعل أكبر تلك البقع وأكثرها سطوعا قافلة «آسيا 1» التي استطاعت أن تصل غزة رغم الصعوبات.. ولا تكمن أهمية تلك القافلة بما تحمله من مؤن، بل لأهمية دخول القارة الأكبر بكل تناقضاتها على خط القضية الفلسطينية.. فليس أهم من أن يتحد الباكستاني والهندي متناسين ما بينهم من دماء وأرض في سبيل القضية الفلسطينية.
البقعة الأخرى، والتي لا تقل أهمية عن الأولى، وإن كانت أقل صدى على شاشات التلفزة هي تظاهرة المتضامنين الأوروبيين أمام حاجز قلنديا الفاصل بين رام الله والقدس، وما رافقها من اشتباكات مع الشرطة الإسرائيلية التي اعتقلت مجموعة من الناشطين الفرنسيين الآتين من بلادهم البعيدة لينددوا بالاحتلال وبالنازية الجديدة.
أما ثالثة الإضاءات فكانت في اسطنبول حيث كان الاستقبال الشعبي التركي الضخم لسفينة «مافي مرمرة» التي هاجمتها إسرائيل واغتالت 9 من روادها الأتراك، إذ ارتفعت أعلام فلسطين جنبا إلى جنب مع الأعلام التركية، فيما بدا وكأنه مؤشر على أن المجتمع التركي مستمر في نصرة فلسطين، لاسيما أن نشاط الاستقبال ترافق مع الإعلان عن انطلاق أسطول «الحرية 2».
ورغم البعد عن آسيا وأوربا إلا أن ضوء المواقف الشجاعة لدول أميركا اللاتينية كان جليا بإعلان الاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 1967 وهذا الاعتراف يعد نقلة نوعية في نظرة المجتمع الدولي للقضية الفلسطينية.
كل تلك الإضاءات لا يمكن لها أن تزداد بريقا مادامت ظلمة الانقسام الفلسطيني قائمة.. وللحديث صلة.