بروين إبراهيم
أظهرت الدراسة التي نشرتها الهيئة السورية لشؤون الاسرة في اطار مشروع دعم الاستراتيجية الوطنية للشباب في سورية جملة من المؤشرات حول «التمكين الاقتصادي للشباب في سورية».
واعتمدت الدراسة التحليلية المعمقة على نتائج المسح الميداني الكمي والكيفي عام 2007، حيث قامت الهيئة السورية لشؤون الاسرة بالتعاون مع صندوق الامم المتحدة للسكان باجراء هذه الدراسة للتعرف على أوضاع الشباب الاقتصادية وأثرها في استقرارهم المعيشي والاسري والاجتماعي، ومعرفة مدى تمكينهم الاقتصادي على حالتهم التعليمية والصحية ومدى مساهمتهم في الحياة العامة.
ويقصد بالتمكين الاقتصادي للشباب زيادة قدرة الشباب على الوصول الى مصادر الدخل والثروة.
ووفق النتائج المستخلصة من الدراسة، تبين أن أهم المشكلات الاقتصادية التي يعاني منها الشباب هي عدم كفاية دخل الاسرة بنسبة تتراوح بين 21.4% لفئة العمر من 15 الى 18 سنة، و33.4% لفئة العمر من 19 الى 24 سنة، وتعد هذه النسبة الاعلى بين الشباب العاملين. وأشارت الدراسة الى أن النتيجة أمر منطقي، نظرا لما أظهرته النتائج من توسط وانخفاض المستوى المعيشي لاسر الشباب التي رافقها انخفاض دخل الشباب العاملين، حيث ظهرت هذه النتائج بين الذكور بشكل أوضح منها عند الاناث في جميع المحافظات. كما أوردت الدراسة مؤشرات حول تطلعات الشباب الى الهجرة، فبلغت نسبة من يرغبون بالهجرة بين فئة الشباب المبحوثة 34.3% مقابل 65.7% لا يفكرون بالهجرة، وتزداد نسبة الذكور الراغبين بالهجرة مقابل الاناث وكانت 26.12% للذكور مقابل 8.15 للاناث.
واشارت الدراسة الى أن انخفاض نسب الاناث الراغبات بالهجرة يعود الى العادات والتقاليد التي لا تشجع الاناث على التفكير بالهجرة وحدهن انما بصحبة أزواجهن، ولا يفكرن بالسفر لمتابعة الدراسة لاكتساب شهادات واختصاصات متقدمة مقارنة بالذكور، وهو ما يؤكد ارتفاع نسبة الاناث غير الراغبات بالهجرة الى 35.46% وبتحليل النتيجة يتبين أن 31.42% من الاناث هن من غير العاملات.
وتتركز نسب الراغبين بالهجرة عند شرائح الدخل الشهري «بين أربعة الى ثمانية آلاف ليرة» وتصل نسبتهم الى 6.76%، وبلغت أقصاها عند الشباب غير العاملين لتصل الى 17.72%. وتعني الهجرة وفق الدراسة العيش الدائم في موقع أو بلد غير الموطن الاصلي للانسان بهدف الدراسة أو العمل، وليس بدافع اكتساب الدرجات التعليمية لفترة زمنية محددة، يعود بعدها الفرد الى وطنه يفيده بما حصل عليه من علوم ومهارات حديثة.
وحول أهم الاسباب التي تدفع الشباب للتفكير بالهجرة، ذكرت الدراسة أن البحث عن فرصة عمل وتحسين مستوى الدخل جاءت في المرتبة الاولى، كون معظم الراغبين بالهجرة من ذوي الدخل المنخفض، وبلغت نسبة الراغبين بالهجرة من الشباب لفئة عمر 15 - 18 سنة: 21% ذكور مقابل 2.6% اناث، وارتفعت النسبة بين الاعمار من 19 - 24 سنة لتصل الى 38.7% ذكور مقابل 6.5 اناث، فيما انخفضت نسبة طالبي الهجرة لاسباب أخرى كمتابعة الدارسة والاحساس بالعجز عن تحقيق الطموحات العلمية أو المهنية، وهو ما يدل على تراجع الرغبة بالتحصيل العلمي وتنمية القدرات الذاتية.