عواصم ـ رويترز ـ أ.ف.پ: وسع الاتحاد الأوروبي أمس مجموعة عقوباته أمس لتشمل الرئيس السوري بشار الأسد ومسؤولين كبار آخرين من بينهم نائبه فاروق الشرع وأصف شوكت نائب رئيس الأركان، لزيادة الضغط على حكومته لإنهاء أسابيع من العنف ضد المحتجين.
في المقابل، نددت دمشق بالعقوبات، متهمة الاتحاد الاوروبي بالتدخل في شؤونها والسعي «الى زعزعة استقرارها».
وقال مصدر رسمي سوري ان «سورية تستنكر وتدين القرارات التي صدرت عن الاتحاد الأوروبي ضدها وضد شعبها في وقت تسعى فيه لحفظ أمن البلاد والانخراط في حوار وطني شامل يؤدي لاستكمال خطط الإصلاحات في المجالات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية وفق البرنامج الزمني الوطني المحدد لها».
وأضاف المصدر في تصريح لوكالة الانباء الرسمية «سانا»: «ان قرارات الاتحاد الأوروبي شأنها شأن القرارات التي أصدرتها الولايات المتحدة تستهدف بوضوح التدخل السافر بشؤون سورية الداخلية ومحاولة زعزعة أمنها والهيمنة على قرارات ومقدرات شعبها في حاضره ومستقبله»
واتفق وزراء خارجية الدول الأعضاء بالاتحاد أثناء اجتماع في بروكسل على توسيع العقوبات المفروضة على سورية بإضافة مسؤولين سوريين بينهم الأسد لقائمة من تشملهم القيود التي يفرضها الاتحاد على السفر وتجميد الأصول.
وقال وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في بيان إنهم «قرروا تشديد هذه الإجراءات التقييدية من خلال تحديد المزيد من الأشخاص حتى من هم ضمن أعلى مستوى في القيادة»، وأضافوا «الاتحاد الأوروبي عاقد العزم على اتخاذ المزيد من الإجراءات دون تأجيل في حالة اختيار القيادة السورية عدم تغيير مسارها الحالي».
من جهته، صرح وزير الخارجية الالماني غيدو فسترفيله بأن من الضروري التحرك ضد كبار الزعماء السوريين، وقال «اذا قمع شخص مواطنيه بهذا الشكل ورد على المظاهرات السلمية بالقوة يجب الا يترك الاتحاد الأوروبي هذا دون رد».
وجاءت قرارات الامس بعد جدل محتدم بين دول الاتحاد الأوروبي بشأن مدى فاعلية فرض عقوبات على الأسد وتساءل البعض عما إذا كان يمكن للاتحاد الأوروبي أن يكون فعالا في حرمان الرئيس السوري من الحصول على المال من خلال تجميد الأرصدة.
لكن حكومات الاتحاد الأوروبي اتفقت فيما يبدو على أن تصعيد الضغط على الأسد لازم بشكل عاجل، ومن جانبه قال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ ان توسيع العقوبات لتشمل الاسد هو القرار الصائب.
وقال هيغ «القمع في سورية مستمر ومن المهم ان نشهد الحق في عملية سلمية والافراج عن السجناء السياسيين ومسار الاصلاح لا القمع»: وجاء في البيان: «الاتحاد الأوروبي قلق جدا إزاء استمرار الاعتقالات الجماعية والترويع وحالات التعذيب ويدعو إلى وقف كامل لها». وتابع «يدعو الاتحاد الأوروبي للإفراج الفوري عن كل من ألقي القبض عليهم لمشاركتهم في احتجاجات سلمية وكذلك كل السجناء السياسيين والمدافعين عن حقوق الإنسان».
من جهتها، دعت منظمة هيومن رايتس ووتش الدول الاعضاء في مجلس الامن الدولي وخصوصا جنوب افريقيا الى تبني قرار ضد الرئيس السوري بشار الاسد لحمله على وضع حد للعنف بحق المدنيين.
وقال فيليب بولوبيون ممثل هيومن رايتس ووتش في الامم المتحدة ان «الوقت حان لمعاقبة بشار الاسد والمقربين منه المسؤولين عن انتهاكات حقوق الانسان بحق مدنيين»، واضاف ان على مجلس الامن «اقله» المطالبة بوقف العنف والسماح بدخول المنظمات الانسانية وتعاون السلطات مع المحققين في مفوضية حقوق الانسان.
في غضون ذلك أعلنت مجموعة من الشباب أمس إلغاء «وقفة الحداد» على أرواح شهداء سورية التي كان من المقرر إقامتها بعد ظهر أمس في العاصمة السورية رغم حصولها على الترخيص من السلطات المختصة.
وكانت صفحة «وقفة حداد على ارواح شهداء سورية» التي أنشأتها «مجموعة من الشباب الجامعي» على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» دعت الى وقفة صامتة بالشموع والأعلام السورية في حديقة عامة وسط العاصمة السورية.
وكان المنظمون أعلنوا عبر صفحتهم عن حصولهم على الترخيص اللازم بحسب قانون حق التظاهر الذي صدر الشهر الماضي ونشرت الصفحة صورة عن الطلب الرسمي الذي قدمه المنظمون كما أرفقت صورة عن الموافقة الرسمية على الطلب. الا انه تم الاعلان لاحقا على الصفحة عن تغيير في مكان الاعتصام «لأسباب أمنية» قبل ان يجري الاعلان عن الغاء الاعتصام.
من جانبه، دعا الناشط الحقوقي البارز انور البني الى اطلاق سراح جميع معتقلي الراي في السجون السورية، معتبرا ان ما تشهده سورية «مرحلة مفصلية وهناك مخاطر كبيرة تهدد البلد».
واكد البني في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس ان «اطلاق سراح جميع معتقلي الراي والضمير واغلاق ملف الاعتقال السياسي هو مطلب ملح وضروري»، واعتبر الحقوقي البارز غداة الافراج عنه ان «حريتي منقوصة ما دام بقي معتقل واحد في السجن»، مضيفا «سيعبر قرار اطلاق سراح المعتقلين عن مصداقية وجدية الحكومة في اجراء اصلاحات».
وحول الاحداث التي تشهدها سورية منذ منتصف مارس، اشار البني الى انه من المبكر بالنسبة اليه تكوين فكرة شاملة عما حدث وخصوصا ان وجوده في السجن لم يسمح له بمتابعة الاحداث بشكل شامل، الا انه اعتبر ان «سورية تعيش مرحلة مفصلية وهناك مخاطر كبيرة تهدد البلد».