- عودة خدمة الإنترنت وإطلاق سراح معارض
وسط إضراب عام شل المدينة وافيد عن استمراره ثلاثة أيام، شارك أكثر من 100 ألف شخص أمس في مراسم تشييع عشرات الأشخاص الذين قضوا الجمعة بنيران قوات الأمن في مدينة حماة خلال المظاهرات المناهضة للنظام، على ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وفيما تجددت الدعوات على صفحات المعارضة على الانترنت الى التظاهر أمس تحت عنوان «سبت حماة»، قالت وكالة «يو بي آي» وحدات من الجيش معززة الدبابات تمركزت في مدخل المدينة الشرقي.
وقال شهود عيان «ان مواكب الجنازات انطلقت من عدة أحياء في المدينة باتجاه مقبرتي (الصفا والخضراء)».
وأضاف شهود العيان ان «آلاف النساء خرجن في المظاهرات التي تطالب بالحرية وإسقاط النظام وعمد المتظاهرون الغاضبون إلى إحراق إطارات السيارات في ظل غياب امني كامل عن شوارع المدينة وقطع الطريق الدولي حلب دمشق في موقع جسر المزارب».
وقال شــــهود عيان ان وحدات من الجيش السوري معززة بالدبابات وصلت الى مدخل مدينة حــــماة الشرقي. ونفذت المدينة اليوم اضرابا احتجاجا على قتلى الاحتجاجات.
وقال شهود عيان «ان الحركة التجارية في المدينة معدومة بشكل كامل عدا الصيدليات مع اختفاء كامل للعناصر الأمنية وحتى رجال شرطة المرور».
الى ذلك، افاد مدير المرصد السوري رامي عبدالرحمن عن مواجهات اندلعت لدى محاولة قوى الامن تفريق متظاهرين كانوا يسيرون باعداد كبيرة في مدينة جسر الشغور قرب ادلب وسط أنباء عن سقوط 10 قتلى.
في المقابل قالت وزارة الداخلية السورية ان مجموعات «إجرامية مسلحة» هاجمت ليل أمس الأول وفجر أمس مراكز للشرطة وللجيش الشعبي في منطقة جسر الشغور وأطلقت النار عليها ما أسفر عن مصرع عنصر بالجيش الشعبي وإصابة شرطي بجروح، إضافة إلى مقتل احد المهاجمين.
وأضافت الوزارة في بيان لها نقلته وكالة الأنباء السورية «ان مجموعات من العناصر الإجرامية المسلحة هاجمت مركز الطرق العامة في الزعينية بمنطقة جسر الشغور وجرى تبادل لإطلاق النار بين المسلحين وعناصر المركز ما أدى لإصابة احد أفراد الشرطة بطلق ناري».
من جهتها قالت «رويترز»، نقلا عن نشطاء إن القوات السورية قتلت 70 مدنيا على الأقل في هجمات على عشرات الآلاف من المتظاهرين طالبوا بالإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد امس الأول.
وقالت المنظمة السورية لحقوق الإنسان (سواسية) ان 53 متظاهرا قتلوا في مدينة حماة وواحدا في دمشق واثنين في محافظة ادلب بشمال غرب سورية.
وقتل سبعة ايضا في بلدة الرستن التابعة لمحافظة حمص والتي مازالت تتعرض لهجوم عسكري وتحاصرها الدبابات منذ يوم الاحد. الى ذلك، عادت خدمة الانترنت صباح أمس للعمل بعد 24 ساعة على انقطاعها، كما قال سكان.
وكانت الشبكة قطعت في معظم المناطق السورية الجمعة وخصوصا في العاصمة وفي اللاذقية.
في غضون ذلك، عقد «الائتلاف الوطني لدعم الثورة» السورية أعمال مؤتمره في العاصمة البلجيكية بروكسل أمس وسط حضور مكثف لجماعة الاخوان المسلمين المعارضة المحظورة.
وقال المنظمون إن المؤتمر يهدف إلى «تنسيق جهود العاملين في الخارج ودعم الثورة السورية سياسيا وإعلاميا وحقوقيا ومساندة شباب الثورة في سورية أمام كافة الهيئات والمحافل الدولية».
وابلغ عبيدة نحاس عضو الائتلاف الوطني لدعم الثورة السورية يونايتد برس انترناشونال «أن المؤتمر يأتي لتنسيق جهود العاملين خارج سورية لدعم جهود الثورة السورية على الأرض انطلاقا من اعتقادنا بأن هناك حاجة لتقديم دعم إعلامي وسياسي وقانوني لثوار على الأرض الذين انتزعوا الاعتراف من الجميع».
وحول دور جماعة الاخوان المسلمين في الائتلاف الوطني قال نحاس «إن الائتلاف يتم بين ناشطين داعمين للثورة سواء أكانوا معارضين أو غير معارضين والتي أفرزت مئات الآلاف من الناشطين على الأرض والمنفى وهم أكبر من ثنائية السلطة والمعارضة والمؤتمر الذي عقده الائتلاف في بروكسل وينتهي اليوم تشارك فيه فئات قد لا تستمر في خط المعارضة وتريد فقط أن تدعم أهلها في الداخل».
وأضاف نحاس «من يقف وراء المؤتمر هم أبناء البلد ومن بينهم جماعة الاخوان المسلمين ويشاركون بهدف محدد جدا وهو مساندة الثورة الشبابية في سورية ومهمتنا كسوريين مقيمين في الخارج في هذه المرحلة هي الدعم وليس إفراز التمثيل السياسي وهناك مشاركون يمثلون مختلف الفصائل السياسية ومن بينهم شخصيات بعثية بارزة سابقة».
ويأتي مؤتمر الائتلاف الوطني لدعم الثورة السورية بعد يوم واحد من المؤتمر الذي عقده معارضون سوريون في مدينة انطاليا التركية ودعوا في بيانهم الختامي الرئيس بشار الأسد إلى الاستقالة وتسليم السلطة إلى نائبه.
وقال نحاس «إن كثافة الزخم على الأرض في هذه المرحلة افرزت حاجة حقيقية لمثل هذه التحركات لذلك من الطبيعي أن يكون هناك أكثر من مؤتمر نتيجة شعور السوريين في الخارج بحالة من الاستنفار لدعم الثورة وتقديم كل ما بوسعهم لمساندتها وتوقيت انعقاد مؤتمرنا جاء لأسباب فنية لا علاقة لها بمؤتمر انطاليا».
وأضاف «إن سقف مطالب المؤتمر تمثل مطالب الداخل والذي يدعو إلى اسقاط النظام لكن الائتلاف الوطني يرفض إسقاط الدولة ونرى أن من يطالب بإسقاط الدولة في سورية يرتكب جريمة بحقها وشعبها وفي حال كان النظام ضد الجمهورية وضد الدولة فيجب أن يسقط غير أننا نعتقد أن هناك شرفاء وأحرارا في السلطة وعليهم أن يتخذوا موقفا الآن لأننا لا نتصور بأي شكل من الأشكال أن كل من هو في السلطة الآن يعتبر أن ما يجري هو أمر مقبول».
وقال نحاس «إن مؤتمر الائتلاف الوطني سيشكل لجانا قانونية لملاحقة المجرمين الذين أصدروا أوامر اطلاق النار على المتظاهرين أو الذين نفذوها ويعتبر أن جهوده تنصب في خدمة أهداف الثورة وتمهد لقيام الإطار الوطني المنشود ويلتزم بسقف المطالب التي حددها شباب الثورة سعيا نحو استعادة سورية لحريتها وكرامتها ودورها المنشود».
إلى ذلك، قال رديف مصطفى رئيس اللجنة الكردية لحقوق الإنسان في دمشق إن الأحزاب الكردية لم تحسم أمرها بعد من دعوة الرئيس السوري بشار الأسد للحوار.
وقال مصطفى في تصريحات لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) أمس إن الأحزاب الكردية تؤيد الحوار الوطني لكنه يجب أن يكون شاملا، مشددا على أن الحوار يحتاج إلى أجواء مناسبة وإلى وقف المعالجة الأمنية فورا. في المواقف الدولية اعتبرت شبكة «سي إن إن» الاخبارية الأميركية أمس الأول ان سورية هي القضية الأصعب بالنسبة الى الولايات المتحدة الأميركية خلال تعاملها مع الثورات في العالم العربي.
وأشارت الشبكة الأميركية في تقرير بثته على موقعها الالكتروني بشبكة الانترنت الى ان واشنطن تتعامل بمرونة شديدة مع سورية، مشيرة الى انه من مصلحة الولايات المتحدة ان تظل سورية مشغولة بشأنها الداخلي وان تستمر بداخلها التظاهرات والاضطرابات.
وأوضحت ان واشنطن تتعامل مع سورية بمنطق «ان قليلا من عدم الاستقرار شيء جيد، وإذا جاءت الحرية بعد الفوضى، فلا مانع».
وأرجعت «سي إن إن» الموقف الأميركي تجاه سورية الى انها تقع في منطقة الشرق الأوسط والتي تعتبر اخطر منطقة في العالم، وكذلك وقوع سورية بوسط الشرق الأوسط، وتعتبرها واشنطن بمثابة نقطة الارتكاز الأخطر في المنقطة.
وأشارت الشبكة الى نظرة الولايات المتحدة الأميركية تجاه سورية من الناحية الجغرافية والناحية التاريخية، فمن الناحية الجغرافية تقع سورية بجانب لبنان ومن الناحية التاريخية لدى سورية هيمنة وتدخلات في السياسة اللبنانية.
ومضت تقول ان الجزء التاريخي حول سورية انها تمثل دائما نوعا من الاستقرار القمعي، حيث انها المكان الذي شهد تنفيذ خطة الرئيس الراحل حافظ الأسد والتي تم اعدادها للتأكد من القضاء على حركة الأصولية الإسلامية في مدينة حماة، وقتل خلال تنفيذ هذه الخطة نحو 20 ألف شخص، وذلك ليتأكد الرئيس الراحل من كسر شوكة وقتل الحركة الأصولية الإسلامية.