دمشق ـ هدى العبود
رأت شخصيات ثقافية وأكاديمية سورية أن صدور قرار تشكيل هيئة لوضع أسس للحوار الوطني في المرحلة المقبلة بين أطياف المجتمع هو بمثابة خطوة متقدمة لصياغة تصورات لمعالجة الموضوعات والقضايا المطروحة تعترف بحقوق وواجبات متساوية للجميع بما يحقق مصلحة الوطن والمواطنين.
وقال الكاتب وليد اخلاصي عضو هيئة الحوار الوطني ان سقف الطروحات التي عرضها الرئيس بشار الأسد خلال اجتماعه مع أعضاء الهيئة كان مرتفعا جدا ومفتوحا وأعلى مما كنا نتوقع حيث استطاع ان يتحسس أهم المشكلات التي يعاني منها المجتمع والتي ستناقشها الهيئة وتضع تصوراتها حولها قبل عرضها للمناقشة النهائية واتخاذ القرار بشأنها. ويرى إخلاصي أن فكرة الحوار الوطني قائمة على وجود شركاء في وطن واحد يعملون معا على بلورة تصورات مشتركة ومقبولة من الجميع يتم التعاطي من خلالها مع مجمل القضايا المطروحة على المستوى الوطني الأمر الذي يستدعي تحلي الجميع بالوعي الكافي والعقلانية المطلوبة لادارة الحوار وانجاحه وتجنيبه النهايات المغلقة. وأشار اخلاصي الى ان أهم نقطة يجب ان يتركز الحوار حولها هي قانون الانتخابات باعتباره نقطة أساسية تؤثر في بقية النقاط وترتبط به القوانين والإصلاحات التي ستصدر او التي صدرت، موضحا أن محصلة الحوار يجب ان تطرح في النهائية على المجتمع السوري بشكل عام. من جهته قال د.محمد حبش عضو مجلس الشعب إن تشكيل اللجنة أتى في وقت مناسب ولاسيما بعد صدور مرسوم العفو رقم 61 والذي يشمل كل الجرائم السياسية ويخلق فرصة لبناء الثقة بين أبناء الوطن، مشيرا إلى أن المسؤولية الملقاة على عاتق الهيئة كبيرة جدا ويجب أن تتحرك بشكل مفتوح وأن يكون الحوار الوطني مفتوحا مع كل من يحمل الهوية السورية وتحت سقف الوطن. ودعا حبش إلى الابتعاد عن مصطلحات العمالة والخيانة وفتح الأبواب أمام كل أبناء سورية وتبييض السجون عبر تنفيذ مضمون المرسوم ودعوة الجميع إلى مائدة الحوار الوطني.
وأشار أحمد خازم المنسق العام للشبكة السورية لحقوق الإنسان إلى أن تشكيل الهيئة يسهم في معالجة القضايا الوطنية من خلال وضع برامج وآليات عمل تساعد في تجاوز المرحلة والاستناد إلى توصيف الواقع السوري بمصداقية وشفافية لعكس الصورة الحقيقية بالاعتماد على الإعلان العالمي لحقوق الإنسان ومبادئ حقوق الإنسان لكشف الطريقة التي يتم بها تضليل البعض.
وأوضح خازم أن وضع أسس للحوار الوطني يجب أن يستند إلى التنوع السياسي والاجتماعي والطبقي والديني والتركيز على البرامج الإصلاحية التي طرحها الرئيس الأسد وحاجات المواطنين.
بدورها قالت د.نهلة عيسى نائب عميد كلية الإعلام ان تشكيل هذه الهيئة خطوة شديدة الأهمية ويدلل على الجدية في احداث تغييرات وإصلاحات دائمة تنطلق بسورية الى الأمام نحو مزيد من تحقيق طموحات الجماهير. وقال د.ابراهيم الدراجي عضو هيئة الحوار الوطني: إن اللجنة التي شكلت بقرار جمهوري بهدف وضع الأسس للحوار الوطني وتحديد آلية عمله وبرنامجه الزمني ليست إقصائية بل هيئة تعمل على إشراك وتحفيز جميع أبناء الشعب السوري على الحوار الذي يرمي إلى مصلحة الوطن. وأضاف الدراجي: إن الحوار ينبغي أن يكون عملية دائمة ومستمرة، مؤكدا أن اللجنة تفتح الباب أمام الجميع لانها تؤمن بخط وطني عام يجمع أبناء الوطن وستتواصل في كل محافظة مع أشخاص يمثلون جميع شرائحها وتياراتها الفكرية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والدينية لطرح أفكارها وتناقضاتها المحدودة كي يتم التفكير فيها بصوت عال لأننا مقبلون بعد أشهر قليلة في سورية على انتخابات ولذلك نقول بكل بساطة إن الشارع السوري هو من سيحدد كل شيء.