عواصم ـ هدى العبودوالوكالات
دانت سورية امس العدوان الاسرائيلي الصارخ على المتظاهرين السوريين والفلسطينيين الذين حاولوا الوصول الى هضبة الجولان المحتلة.
واعلنت وزارة الخارجية السورية في بيان ان سورية «تدين بشدة العدوان الصارخ الذي شنته اسرائيل على مدنيين عزل ـ سوريين وفلسطينيين ـ احتشدوا على خط فصل القوات في الجولان السوري المحتل».
واضاف البيان ان «هذا العدوان ادى الى سقوط عدد كبير من الشهداء والجرحى الامر الذي يؤكد حقيقة ارهاب الدولة الذي تمارسه اسرائيل».
وقالت الوزارة «نضع ما تقوم به اسرائيل برسم المجتمع الدولي وبرسم جميع الجهات المنادية بحقوق الانسان وبحرمة الحياة الانسانية والتي درجت على محاولة تبرير ما تقوم به اسرائيل من انتهاكات وخروقات على حساب الحقوق العربية المشروعة».
من جهتها، استنكرت دول مجلس التعاون الخليجي الاعتداءات الإسرائيلية ضد المتظاهرين في مرتفعات الجولان.
وندد الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي د.عبد اللطيف بن راشد الزياني، في بيان صحافي صادر امس باستخدام العنف واستخدام القوات الإسرائيلية الرصاص الحي ضد المتظاهرين السلميين، مشيرا إلى أن العنف الإسرائيلي لن يؤدي سوى إلى مزيد من سفك الدماء وزيادة حدة التوتر في المنطقة.
ودعا الزياني المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي إلى إدانة ممارسات إسرائيل الوحشية ضد المواطنين في الأراضي العربية المحتلة ، وما ترتكبه من جرائم ضد الإنسانية، مطالبا إسرائيل بالكف عن انتهاك القوانين والمواثيق الدولية، على حد قوله.
وكانت دمشق أعلنت ارتفاع عدد قتلى يوم النكسة على تراب الجولان المحتل الى 23 قتيلا وأكثر من 350 جريحا، حيث استخدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي استخدمت الرصاص الحي لمواجهة مئات الشبان السوريين والفلسطينيين المتظاهرين الذين أرادوا العودة إلى أرضهم المحتلة وأطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع والقنابل الفسفورية ونشرت قناصين على الشريط الشائك كما أشعلت النيران بالقرب منه لمنع الشبان من الاقتراب.
كما أطلق جنود الاحتلال الرصاص الحي على طواقم الإطفاء والإسعاف وتجمعات الشبان في محاولة منها لمنعهم من الوصول إلى الجولان المحتل إلا أن ذلك لم يمنع المتظاهرين من تكرار محاولاتهم في أكثر من مكان لتجاوز الشريط الشائك والدخول إلى الجولان المحتل من عدة مناطق في موقع عين التينة مقابل قرية مجدل شمس المحتلة ومدينة القنيطرة.
وقد أكد د.علي كنعان مدير مشفى الشهيد ممدوح أباظة في القنيطرة الذي لم يهدأ وطاقم المشفى الطبي لعلاج المصابين برصاص جيش الاحتلال الاسرائيلي الحي عليهم قال: إن الإصابات تركزت في الصدر والوجهة الامامية للجسم ما يدل على تعمد جنود الاحتلال الإسرائيلي قتل المواطنين العزل، مشيرا إلى أن 52 عملا جراحيا أجري للمصابين تحت التخدير العام و42 عملية في قسم الاسعاف وأن حالة 8 من المصابين خطرة.
من جهته قال وزير الصحة السوري وائل الحلقي أمس إن عدد الشهداء الذين سقطوا نتيجة الاعتداء الاسرائيلي على المتظاهرين من الشبان السوريين والفلسطينيين على مشارف الجولان السوري المحتل وصل إلى 23 شهيدا بينهم طفلة وامرأة وصحافي.
وكشف وزير الصحة أن عدد الجرحى بطلق ناري بلغ 350 مصابا وعدد المصابين باستنشاق الغاز ورضوض متعددة 256، مشيرا إلى معالجة أغلب الحالات في مشفى ممدوح أباظة بالقنيطرة ونقل 74 جريحا إلى مشافي دمشق منهم 34 جريحا في مشفى دمشق و16 إلى مشفى المواساة و24 إلى مشفى داريا.
من جهة أخرى، استمر تواجد العشرات من السوريين والفلسطينيين بالقرب من الحدود الفاصلة مع اسرائيل في هضبة الجولان المحتل أمس، اكد متحدث باسم الجيش الاسرائيلي مؤكدا في الوقت ذاته ان قواته هناك في اعلى درجات التأهب.
وعبر مسؤولون أمنيون وسياسيون إسرائيليون عن تخوفهم من أن تتحول التظاهرات في الجانب السوري من الحدود في هضبة الجولان إلى أحداث دائمة على غرار المسيرات المناهضة للجدار العازل في قرية بلعين قرب رام الله بالضفة الغربية فيما اتهم مسؤولون الرئيس السوري بشار الأسد بتحريض المتظاهرين بالجولان لصرف الأنظار عن الوضع الداخلي في بلاده.
وقال وزير حماية الجبهة الداخلية الإسرائيلي متان فيلنائي لإذاعة الجيش اليوم الاثنين إن «الوضع كان يمكن أن يتحول إلى مجزرة لكن الجنود عملوا بصورة جديرة وهذا يخفف علينا في الحلبة الدولية».
من جهتها، نقلت الاذاعة الاسرائيلية عن متحدث باسم الجيش القول «ان المتظاهرين امضوا الليلة قبل الماضية في قرية (مجدل شمس) الدرزية التي تجاور معبر (القنيطرة) لافتا الى انه لم تحدث اي اضطرابات هناك.
واشار المتحدث الى ان الدروز في قرية (مجدل شمس) المحتلة والذين يحملون الجنسية السورية منعوا اطفالهم من التوجه الى المدارس امس.
من جهتها، ذكرت صحيفة يديعوت احرنوت الاسرائيلية ان الجيش الاسرائيلي ظل متأهبا خشية من امكانية تواصل الاحتجاجات التي جرت يوم امس الأول بالقرب من الحدود مع سورية.
واشارت «يديعوت احرنوت» الى ان القلق الذي ابدته اسرائيل يأتي من امكانية تحول هذه المظاهرات من اعمال احتجاج عادية ومتواصلة الى نحو يشابه الاعمال الاحتجاجية التي ينظمها الفلسطينيون وانصارهم من قوى اليسار الاسرائيلي كل اسبوع في قرى الضفة الغربية.
ووفقا للصحيفة رأى المسؤولون في الجيش انه اذا ما تواصلت هذه المظاهرات بالقرب من الحدود مع سورية فستصبح منظمة واعتيادية وهو ما سيحتم عندها اعادة تغيير انتشار قواته في المنطقة لتصبح اكثر كثافة.
وذكروا ان عددا كبيرا من الوحدات والكتائب التابعة للجيش الاسرائيلي تنتشر حاليا في منطقة الحدود بسبب المظاهرات بدلا من ان تقوم بتنفيذ خططها العسكرية الاعتيادية.
وقد اعلنت، اسرائيل أمس أنها ستقدم شكوى ضد سورية في الامم المتحدة بعد ان اتهمتها باستخدام المتظاهرين في محاولاتها انتهاك ما اسمته «السيادة الاسرائيلية في الحدود الشمالية لها».
وذكرت الاذاعة الاسرائيلية أمس «ان وزير الخارجية الاسرائيلي افيغدور ليبرمان اصدر الليلة قبل الماضية تعليماته الى البعثة الاسرائيلية لدى الامم المتحدة لتقدم هذه الشكوى ضد سورية».
حملت اسرائيل اليوم السلطات السورية مسؤولية الاحداث التي جرت في هضبة الجولان بين الحدود الاسرائيلية - السورية.
وقال بيان صادر عن ديوان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم ان «اسرائيل تحمل النظام السوري كامل المسؤولية عن احداث العنف على الحدود في شمال هضبة الجولان».
واضاف ان «النظام السوري يحاول من خلال ممارساته الاخيرة صرف الانظار عن المجازر والجرائم التي يرتكبها بحق ابناء الشعب السوري» على حد قول البيان. وتابع البيان ان «اسرائيل مثلها مثل اي دولة اخرى في العالم تدافع عن حدودها وسيادتها بوجه اي محاولة لاقتحام اراضيها».