اعلن التلفزيون السوري الرسمي ان أكثر من 120 من رجال الامن والشرطة قتلوا فجر امس «في كمين نصبته عصابات مسلحة» في جسر الشغور بشمال غرب سورية حيث يقوم الجيش منذ السبت الماضي بعمليات.
وقال التلفزيون «ارتفع عدد الشهداء الذين قتلتهم العصابات المسلحة في جسر الشغور الى 80»، مشيرا الى ان «تعزيزات امنية توجهت الى حيث نصب كمين لقوات الشرطة والامن التي كانت في طريقها لحماية المدنيين في جسر الشغور».
وكانت حصيلة سابقة اعلنها التلفزيون السوري الرسمي اشارت الى مقتل 20 شرطيا في «الكمين» الذين نصبته «عصابات مسلحة» في جسر الشغور، قرب مدينة ادلب. واضاف التلفزيون ان «مسلحين في جسر الشغور مدججين بالاسلحة المتوسطة والقنابل اليدوية يستخدمون الاهالي دروعا بشرية»، مؤكدا ان «القوات الامنية والشرطة تحاصر المسلحين الذين تحصنوا في عدد من المنازل وبدأوا باطلاق النار على العسكريين والمدنيين».
واعلن التلفزيون «استشهاد 8 من حرس مبنى البريد الذي فجره المسلحون بأنابيب الغاز» في جسر الشغور.
واشار التلفزيون ايضا الى صدامات مسلحة بين قوات الشرطة والامن من جهة والجماعات المسلحة من جهة اخرى.
واوضح التلفزيون «ان قوات الشرطة والامن واجهت مئات المسلحين وتمكنت من تحرير احد الاحياء من المسلحين».
وقال ان سكان جسر الشغور «يطلقون نداءات استغاثة لتدخل سريع للجيش».
وفيما أعلنت الداخلية السورية امس ان دمشق ستتعامل مع أي عمل مسلح يستهدف أمن البلاد بحزم.
من ناحية أخرى قال رامي عبدالرحمن مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره لندن ان 40 شخصا على الاقل قتلوا في محافظة إدلب اول من أمس أثناء مواصلة قوات الأمن حملاتها ضد المحتجين في المنطقة.
وألقت الحكومة باللائمة مرارا على متسللين وإرهابيين أجانب في الاضطرابات التي تشهدها البلاد.
وشهدت عدة اجزاء بالبلاد امس مظاهرات تطالب برحيل الأسد ووقف الحملات العنيفة التي تشنها الحكومة ضد المحتجين.
وفي مدينة حماة استمر إضراب عام لليوم الثالث أمس.
كما قامت القوات الحكومية بمحاصرة واقتحام عدة بلدات وباعتقالات جماعية مستهدفة الصحافيين والمنشقين ونشطاء حقوق الإنسان في العملية.
في غضون ذلك، أدانت فرنسا مجددا أعمال القمع والترهيب المتواصلة من قبل النظام السوري ضد السكان المدنيين، مؤكدة أن هذا العنف يجب أن يتوقف فورا.
وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية بيرنار فاليرو، في بيان امس، أن إنهاء العنف سيكون المعيار لقياس مدى مصداقية السلطات في دمشق.
واعتبر المتحدث أن حجم عمليات الاعتقال التعسفية التي تجرى منذ مارس الماضي، والتعذيب والعنف المنهجي الذي يمارس ضد السجناء وإفلات قوات الجيش وقوات الأمن التي تمارس القمع من العقاب، كلها أمور تجعل الإعلانات السياسية الصادرة عن السلطات السورية بلا معنى.
وشدد فاليرو على أن الإصلاحات السريعة والطموحة والعميقة، أصبحت اليوم ضرورة، لا تستجيب لها الإعلانات الأخيرة الصادرة عن السلطات السورية.
الى ذلك، ذكرت مصادر تركية امس أن 7 جرحى سوريين وصلوا الى مدينة هطاي التركية لتلقي العلاج.
وذكرت وكالة أنباء الاناضول التركية أن 7 مصابين سوريين نقلوا الى تركيا بعدما حضرت عائلاتهم الى الحدود التركية ـ السورية وطلبت من السلطات التركية الاذن لمعالجتهم.
وقالت الوكالة أن السلطات التركية نقلت الجرحى الى المستشفيات القريبة من الحدود التركية ـ السورية لتلقي العلاج.
واضافت أن جمعية الهلال الأحمر التركية زارت عددا من الخيام في مدينة هطاي الحدودية مع سورية عقب وصول 41 لاجئا سوريا الى الاراضي التركية.
في سياق مواز، ذكرت صحيفة «ديلي تليغراف» امس أن تقارير الاستخبارات البريطانية كشفت أن إيران تساعد النظام السوري على قمع الاحتجاجات المؤيدة للديموقراطية.
وقالت الصحيفة إن مصادر بارزة بوزارة الخارجية البريطانية «أكدت أن هناك معلومات موثوقة بأن طهران تقدم معدات مكافحة الشغب وتدريبات شبه عسكرية لقوات الأمن السورية، كما قام أعضاء من الحرس الثوري الإيراني بتقديم المشورة الفنية والمعدات».
وأضافت «من غير الواضح ما إذا كان أفراد إيرانيون سافروا إلى سورية لمساعدة نظام الأسد، غير أن أعضاء من حزب الله المدعوم من طهران تردد أنهم يشاركون في القتال إلى جانب قوات الأسد».
وذكرت الصحيفة «أفيد أيضا بأن الإيرانيين زودوا دمشق بمعدات إلكترونية متطورة لإغلاق الوصول إلى شبكة الانترنت ومنع انتشار الأخبار عن الهجمات على المدنيين، وستقوم المملكة المتحدة في معرض ردها على هذه الممارسات بدفع الاتحاد الأوروبي لفرض عقوبات جديدة ضد أفراد من الحرس الثوري الإيراني».
ونسبت إلى وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ قوله «إن سلوك إيران غير مقبول ويجب السماح للمتظاهرين في سورية وفي أماكن أخرى في المنطقة بالتعبير عن تطلعاتهم المشروعة والدعوة سلميا للتغيير دون خوف من القمع الوحشي».
واعتبر هيغ تصرفات إيران بأنها تمثل «تناقضا صارخا مع إرادة الشعب السوري».
وقالت الصحيفة إن قرار بريطانيا التحدث علنا عن الدور الإيراني في سورية «يمثل الآن جزءا من محاولة أوسع لتشويه سمعة إيران بين أوساط الشبان المؤيدين لحركات الربيع العربي».
وأضافت أن هذا الكشف يأتي مع استمرار سياسة نظام الأسد في فتح النار على المتظاهرين في شوارع المدن الرئيسية في سورية، حيث ذكرت جماعات حقوق الإنسان أن عدد القتلى تجاوز 1200 شخص منذ اندلاع الاحتجاجات المطالبة بالحرية في منتصف مارس الماضي.
يشار الى ان السلطات السورية تتهم مجموعات مسلحة مدعومة من الخارج بإطلاق النار على المتظاهرين وقوات الأمن.