- أوغلو يؤكد أن الحكومة التركية لا تسعى إلى إقامة أي اتصال مع المعارضة السورية
اعلن وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه ان فرنسا والدول الغربية مستعدة للمخاطرة بمواجهة الفيتو الروسي في مجلس الامن وأنها ستطلب الاقتراع على مشروع قرار يدين سورية لقمعها الوحشي للاحتجاجات المطالبة بالديموقراطية على الرغم من احتمال ان تستخدم روسيا حق النقض (الفيتو).
وقال جوبيه ان الرئيس السوري بشار الاسد فقد شرعيته للاستمرار في الحكم وانه حان الوقت لأن يجعل مجلس الامن الدولي آراءه معلنة. واضاف قائلا في كلمة القاها في مركز ابحاث في واشنطن بعد يوم من المحادثات مع مسؤولين أميركيين من بينهم وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون «الموقف واضح جدا. في سورية عملية الاصلاح ميتة ونعتقد ان بشار فقد شرعيته لحكم البلاد».
وقال الوزير الفرنسي «نعتقد ـ كلنا معا ـ اننا يتعين علينا الان أن نمضي قدما ونوزع مشروع القرار هذا في مجلس الامن» مضيفا انه يعتقد ان القرار قد يحصل على 11 صوتا مؤيدا على الاقل في المجلس المؤلف من 15 عضوا.
وقال جوبيه ان عروض الاسد الأولية لتنفيذ إصلاحات شجعت الدول الغربية على وقف انتقاداتها له لكن من الواضح الان أن الحكومة السورية لن تسلك طريق التغيير. وصاغت فرنسا وبريطانيا وألمانيا والبرتغال مشروع القرار الذي يدين اعمال العنف التي يقوم بها نظام الرئيس بشار الاسد ويطلب منه فتح المدن السورية امام الفرق الانسانية. واعتبر الوزير الفرنسي الذي كان يتكلم بالإنجليزية امام محللين وديبلوماسيين في معهد بروكينغز للابحاث، ان هذا النص قد يحصل على تأييد 11 صوتا من اصل 15 في مجلس الامن الدولي الذي تتمتع خمس دول فيه بحق النقض وهي الصين والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا.
وأضاف «نعلم ان روسيا ستستعمل على الارجح حق النقض ضد اي قرار حول سورية.. في حال اختاروا الفيتو سوف يتحملون مسؤوليتهم. في حال رأوا ان هناك 11 صوتا مع القرار قد يغيرون رأيهم. هناك اذن مخاطرة ونحن مستعدون لها». هذا وفي وقت ندد الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد في مؤتمر صحافي عقده في طهران بـ «تدخلات» الولايات المتحدة وحلفائها بشؤون سورية، أكد وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو أمس ان الحكومة التركية لا تسعى إلى إقامة أي اتصال مع المعارضة السورية.
ونقلت وكالة «آكي» الإيطالية للأنباء عن داود أوغلو قوله ان حكومة بلاده «تنظر إلى الحكومة السورية على انها نظيرتها الشرعية» لذا فإن أنقرة «لا تسعى إلى الشروع في أي اتصال مع جماعات المعارضة» السورية.
وأوضح «نحن نتابع عن كثب التطورات في سورية فهي بلد مهم في المنطقة وأحد أهم الدول المجاورة التي لدينا معها علاقات متعددة الأبعاد على مر السنين».
وتابع داود أوغلو «هذا هو السبب الذي يجعلنا نعلق أهمية كبيرة على الحفاظ على السلام الاجتماعي والاستقرار في سورية فضلا عن تحقيق التطلعات الشرعية للشعب في الإصلاح وإرساء ديموقراطية أكبر».
في هذه الأثناء، اتجهت ناقلات جند الى جسر الشغور، الأمر الذي اثار مخاوف ناشطين في مجال حقوق الإنسان من ازدياد اعمال القمع قسوة ووحشية.
وفي المقابل، وجه ناشطون ينادون بالديموقراطية عبر موقع فيس بوك للتواصل الاجتماعي دعوة الى تظاهرات تحت مسمى «ثلاثاء النهضة»، مطالبين الجيش بحماية المدنيين من «عملاء» النظام.
وقال ناشط ان «13 ناقلة تتجه الى مدينة جسر الشغور» التي يقوم الجيش بعمليات تمشيط فيها منذ السبت. واضاف «لقد انطلقت من حلب» الواقعة شمال شرق جسر الشغور التي «حلقت فوقها مروحيات طوال الليل».
من جهتها، ذكرت صحيفة الوطن القريبة من السلطة ان «عملية امنية وعسكرية واسعة النطاق ستشن في قرى منطقة جسر الشغور، بعد معلومات عن وجود مئات الرجال المسلحين».
لكن اثنين من الناشطين في المنطقة اتصلت بهما وكالة فرانس برس من نيقوسيا، نفيا المعلومات عن «عصابات مسلحة»، مؤكدين ان عناصر الشرطة قتلوا خلال عصيان في مقر قيادة الأمن في المدينة الواقعة في محافظة إدلب.
كذلك أكد بيان نشر على موقع فيس بوك ويحمل توقيع «سكان جسر الشغور» ان مقتل الشرطيين والجنود هو نتيجة الانشقاقات في الجيش، وانه لا وجود للعصابات المسلحة في المنطقة.
في مكان آخر، قال عدد من الفلسطينيين اللاجئين في سورية إن مسلحين من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القيادة العامة التي يتزعمها أحمد جبريل فتحوا النار مساء أمس الاول في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين على حشود من الجماهير كانت تشيع قتلى الشريط الحدودي للجولان السوري الذين سقطوا بنيران القوات الإسرائيلية أمس الأول.
وأكد عدد من الأهالي أن 4 أشخاص على الأقل قتلوا برصاص حرس «مجمع الخالصة» التابع للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القيادة العامة، وأصيب أكثر من 25 شخصا وأضرمت النيران في سيارات وإطارات وسط حالة من الفوضى وذلك بعد مراسم تشييع جثامين عدد من الأشخاص الذين سقطوا برصاص القوات الإسرائيلية على خط وقف إطلاق النار في الجولان السوري المحتل، عندما حاولت مجموعة من الشبان اجتياز الشريط الشائك في ذكرى النكسة مطالبين بالالتزام بحق العودة المنصوص عليه في قرارات الأمم المتحدة ولاسيما القرار رقم 194. ويملك جبريل آلاف المقاتلين المسلحين بأسلحة ثقيلة في لبنان، كما أن تنظيمه المسلح له مقرات مهمة في سورية وهو من بين المنظمات الفلسطينية التي تتلقى دعما ماليا وسياسيا من إيران بحسب رويترز.
من جهة أخرى، اتهمت الولايات المتحدة الحكومة السورية بالوقوف وراء محاولات اقتحام محتجين لخطوط الفصل بين القوات الإسرائيلية والسورية في الجولان المحتل. وأكد المتحدث باسم الخارجية الأميركية مارك تونر أن هذه المحاولات لن تصرف انتباه العالم عما يرتكبه النظام السوري ضد شعبه في الداخل.
وقال تونر: «بالطبع شعرنا بانزعاج شديد إزاء محاولات اختراق خطوط الفصل بين القوات، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى، ونحن ندين ما يبدو أنه محاولة من قبل الحكومة السورية للتحريض على هذه المحاولات وتشتيت الانتباه عن أمورها الداخلية».
في غضون ذلك، أعلن مصدر ديبلوماسي تركي لفرانس برس ان نحو اربعين سوريا لجأوا الى تركيا نهاية الاسبوع الماضي هربا من القمع مشيرا الى وفاة احدهم متأثرا بجروحه خلال نقله.
وأوضح المصدر طالبا عدم كشف هويته ان «رجلا مصابا بالرصاص فارق الحياة في سيارة الاسعاف التي كانت تنقله نحو مستشفى في تركيا بعد عبوره الحدود في حالة خطيرة» في محافظة هطاي (جنوب).
وأضاف ان بين الأشخاص الواحد والأربعين الذين عبروا الحدود تمت معالجة نحو عشرين منهم بإصابات مختلفة لمشاركتهم على ما يبدو في حركة الاحتجاج ضد النظام السوري شمال غرب سورية. وقد وصلت دفعة اولى من اكثر من 200 لاجئ سوري الى تركيا في ابريل. ونقلوا الى مخيم اقامه الهلال الاحمر التركي في يايلاداجي في محافظة هطاي.
واكد المصدر «اليوم هناك في المجموع 259 لاجئا سوريا في تركيا 35 منهم في المستشفى».