عادت حمص الى عين العاصفة السورية المحتدمة منذ سنتين فيما تتواصل العمليات العسكرية الجوية والصاروخية والمدفعية على باقي المدن الثائرة وتتخللها الاشتباكات بين عناصر الجيش السوري الحر وجيش النظام السوري.
وفي هذه الأثناء أعلن نشطاء ان الجيش الحر تمكن من اسر 20 إيرانيا من جديد بعد أسبوع واحد فقط على إتمام الصفقة التي فرج فيها عن 48 إيرانيا من المتهمين بالانتماء للحرس الثوري الإيراني مقابل إفراج النظام عن أكثر من ألفي معتقل سوري لديه.
وقد أكد المتحدث باسم الثورة السورية في أوروبا بسام جعارة اسر الجيش الحر للإيرانيين ودعا إلى مبادلتهم بالمعتقلين السوريين لدى النظام.
وقال جعارة في تصريح لقناة العربية: «نحن على موعد آخر مع صفقة جديدة نبادر من خلالها الى تبادل الآلاف من الأسرى السوريين، وتابع: وسيبقى شبيحة النظام في المعتقلات، لأن بشار الأسد يرفض مبادلتهم بأي أسير سوري»، في إشارة إلى اتهام المعارضة للنظام بالتخلي عن أنصاره المأسورين لدى المعارضة ورفضه إبرام صفقة مماثلة للإفراج عن معتقلين معارضين لديه مقابل الموالين له.
إلى ذلك وبعد تأكيد المرصد السوري لحقوق الإنسان وقوع مجزرة شنيعة في حي الحصوية في حمص الثلاثاء الماضي راح ضحيتها أكثر من 106 أشخاص معظمهم اطفال ونساء قتلا وذبحا وحرقا، عاد التصعيد العسكري من قبل النظام لليوم الثالث على التوالي امس خاصة في الاحياء المحاصرة منذ سنة على الأقل، وحذر نشطاء من ارتكاب النظام لمجازر اخرى بعد اغلاق مداخل حمص وسط معلومات عن نيته شن عملية عسكرية كبرى للسيطرة على المدينة.
وقال نشطاء ان القصف من كل الأسلحة بدأ ظهر أمس وهزت الانفجارات العنيفة الاحياء المحاصرة بمدينة حمص مع عودة التحليق للطيران المروحي للمرة الخامسة على التوالي فوق سمائها.
وطال قصف راجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة أحياء الخالدية والتركمان والحميدية ومعظم أحياء حمص القديمة المحاصرة.
وبعد استهداف طائرات النظام للمخابز ومحطات توزيع الوقود قصف طيران الميغ تجمعا للأهالي وهم يحاولون جلب الغاز من أحد مراكز التوزيع وقام بتدمير مبنى كامل مؤلف من أربعة طوابق ببلدة الغنطو في ريف حمص الشمالي، بحسب لجان التنسيق.
وامتد قصف الطيران الحربي إلى مدينة الرستن. وفي تفاصيل مجزرة الحصوية، اكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن اكثر من مائة شخص قتلوا في عملية اقتحام للقرية قامت بها القوات النظامية السورية الثلاثاء الماضي واستمرت قرابة 24 ساعة.
وكان نشطاء آخرون اكدوا ان عدد ضحايا المجزرة تجاوز 160 شخصا تم تعذيبهم وقطع رؤوس بعضهم وتعليقها على الاشجار إضافة الى حرق عوائل بكاملها.
وتحدث المرصد في بيان عن «معلومات تفيد بارتكاب النظام السوري مجزرة جديدة يوم الثلاثاء ذهب ضحيتها نحو 106 سوريين بينهم نساء وأطفال»، مشيرا الى انهم سقطوا «اثر اقتحام القوات النظامية لبساتين الحصوية الواقعة بين الكلية الحربية وحاجز ديك الجن والمنطقة الصناعية» الى الشمال من مدينة حمص.
وأوضح ان من بين الضحايا عائلة مؤلفة من 14 شخصا بينهم ثلاثة اطفال، إضافة الى عائلة من 32 فردا «تم توثيق اسماء ثمانية منهم».
واشار الى ان «بعض الشهداء احرقوا داخل منازلهم، وبعضهم قتل بالسلاح الابيض». وأوضح مدير المرصد رامي عبدالرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس ان العملية «استمرت من صباح الثلاثاء حتى صباح الاربعاء»، وان المعلومات تفيد عن «دفن غالبية الشهداء امس» الاول.
الرواية الرسمية للهجوم قدمتها صحيفة «الوطن» القريبة من نظام الرئيس بشار الاسد أمس واعتبرت ان «وحدات الجيش (النظامي) حققت تقدما ملحوظا في الريف الحمصي، حيث طهرت قريتي الحصوية والدوير وبساتينهما الممتدة من مطعم ديك الجن وحتى تحويلة حمص حماة من المسلحين».
وأوضح عبدالرحمن ان المنطقة تضم نحو ألف نازح من المدينة التي تفرض القوات النظامية حصارا على عدد من احيائها منذ اشهر، ناقلا عن ناشطين في المنطقة قولهم انها «خالية من المقاتلين المعارضين».
وانتقد المرصد «الصمت الدولي على ما يجري في حمص من حصار وتدمير لأحيائها منذ أشهر وارتكاب المجازر فيها بشكل مستمر ونزوح معظم سكانها والقصف المستمر لريفها».
ودعا المفوضية العليا لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة الى إرسال «فريق تحقيق دولي في شكل عاجل الى مدينة حمص للتحقيق فيما يجري فيها من مجازر وتهجير لأهلها».
على صعيد آخر، شنت قوات النظام حملات دهم واعتقالات في مناطق القنوات وقبر عاتكة وشويكة بدمشق وسط انتشار أمني كثيف كما تجدد القصف بالمدفعية الثقيلة على حي مخيم اليرموك وأحياء دمشق الجنوبية، بحسب شبكة شام الاخبارية.
هذا وقال نشطاء ان سيارة مفخخة انفجرت في منطقة الزاهرة وقد تبين أنه بالقرب من مدرسة حسان بن ثابت في الزاهرة القديمة.
وقصف الطيران الحربي مدن وبلدات عربين ويبرود ومعضمية الشام وداريا والمليحة وعدة مناطق بالغوطة الشرقية كما تجدد القصف بالمدفعية على بلدات بيت سحم وعقربا ويلدا وسط اشتباكات عنيفة في محيط إدارة الدفاع الجوي بالمليحة وأطراف مدينة داريا وبلدات بيت سحم وعقربا.
واتهم النشطــــــاء والتنسيقيات القوات النظامية بارتكاب مجزرة جديدة في مخيم الحسينية في ريف دمشق جراء القصف بطيران الميغ على منازل المدنيين.
وبث ناشطون تسجيلات تظهر «حجم الدمار وانتشال جثث الشهداء من تحت الانقاض». وفي الغضون قصف الطيران الحربي بالقنابل العنقودية على مدينة اللطامنة بريف حماة.
هذا ووقعت اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر وقوات النظام في حي الليرمون بحلب ومحيط مبنى فرع الأمن الجوي بجمعية الزهراء. بحسب «شام» وفي ريف حلب قصفت المدفعية الثقيلة مدينة السفيرة وبلدة الدويرينة. وبث ناشطون صورا لجثث مدنيين قتلوا في القصف على مدينة السفيرة.
أما في درعا فقد تجدد القصف العنيف من الطيران الحربي على مدينة بصر الحرير التي شهدت أطرافها اشتباكات عنيفة. كما شنت قوات النظام حملات اعتقالات في بلدة سحم الجولان.
وفي ريف إدلب قصف الطيران الحربي قرية سرجة بجبل الزاوية وعلى المنطقة الواقعة بين معرة النعمان وقرية حنتوتين وعلى قرية جديدة بريف جسر الشغور وفي دير الزور قصفت راجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة معظم أحياء مدينة دير الزور وسط اشتباكات عنيفة في شارع بورسعيد وعدة أحياء بالمدنية.
وقصف الطيران الحربي على مدينة البوكمال وقصف بالمدفعية الثقيلة على بلدة الخريطة. من جهة أخرى وقعت اشتباكات بين الجيش الحر وميليشيات كردية تابعة لجزب العمال الـ «بي كي كي» في راس العين.
وقال نشطاء ان الجيش الحر تمكن من تدمير مبنى مدرسة الشمالية الجديدة الذي كان يتجمع فيه اكثر من 100 عنصر من الحزب في حي الخزان في راس العين وتم قتلهم جميعا.
وقال النشطاء ان تعزيزات من ميليشيات كردية وصلت لمساندة عناصر الـ «بي كي كي» من القامشلي. واتهموا المخابرات السورية بالانضمام إليهم ضد مقاتلي الجيش الحر.