أرسل النظام السوري العميد عصام زهر الدين وهو ضابط درزي رفيع المستوى في الحرس الجمهوري لمع نجمه في معارك عدة قادها في حمص وحلب، إلى السويداء التي تقطنها الطائفة الدرزية لتخفيف التوتر الذي نشب في أوساط الدروز وبين مشايخهم ومرجعياتهم الدينية و«النظام».
القصة بدأت، حسب مصادر معارضة، عندما أجبر عدد من المشايخ دورية تابعة للأمن على الانسحاب من ساحة المحافظة على خلفية قيامهم بتوظيف الزي الديني الدرزي ضمن الحملة الانتخابية لبشار الأسد، عبر جلب امرأة من قرية قنوات المجاورة وإجبارها على حمل صورة الأسد في ساحة المحافظة حيث يقع أحد مراكز الحملة الانتخابية للأسد، بعد إلباسها الزي الدرزي، وسارع جهاز الأمن العسكري في السويداء، الذي يرأسه العميد وفيق الناصر، بالرد على تدخل المشايخ في هذه الحادثة، فاعتقل الشيخ لورانس سلام وأخاه اللذين كانا على رأس المشايخ الذين طردوا دورية الأمن، ما أدى إلى حالة من الغضب في الأوساط الدينية الدرزية ودفع عددا من المشايخ إلى إعلان اعتصامهم أمام مقرهم الديني لحين الإفراج عن الشيخين، النظام السوري استجاب لطلب المشايخ وأطلق سراح سلام وشقيقه، كما تلقى المشايخ الدروز وعدا بإقالة رئيس فرع الأمن العسكري كي لا تتكرر تجربة شرارة الحراك السوري التي انطلقت في مدينة درعا لدى مطالبة الأهالي بإقالة رئيس فرع الأمن السياسي العميد عاطف نجيب، بالتزامن حذر ثلاثة من شيوخ العقل لدى الدروز حمود الحناوي ويوسف جربوع وحكمت الهجري من «فتنة» قد تجر إليها السويداء التي بقيت موالية للنظام على عكس درعا المجاورة قرب حدود الأردن جنوب سورية، وسعى الدروز منذ بداية النزاع في سورية إلى اتخاذ موقف محايد، فبقيت مناطقهم تحت سيطرة النظام السوري، لكنهم في الوقت نفسه لم ينخرطوا في أي معارك عسكرية للدفاع عنه.