أعلنت وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية أن عدد مقاتلي داعش (الدولة الإسلامية) في سورية والعراق يتراوح بين 20 ألفا و31 ألفا و500 مقاتل، في تقديرات جديدة تزيد بأضعاف عن تقديراتها السابقة البالغة 10 آلاف مقاتل.
ويعكس التضارب الهائل، جزئيا، شكوكا كبيرة لدى أجهزة الاستخبارات الأميركية حول حجم عدو أميركا الجديد والخطر الذي يشكله لها، لكن تصاعد الأرقام والقلق الذي سببه بين مسؤولي مكافحة الإرهاب والعسكريين الأميركيين يساعد أيضا على تفسير قرار أوباما الذهاب إلى الحرب ضد تنظيم متطرف لا صلة له بأي مخطط يستهدف الولايات المتحدة.
ليزا موناكو، مساعدة الرئيس لشؤون الأمن الداخلي ومكافحة الإرهاب، أوضحت أن السرعة التي ينمو بها «داعش» ويحشد بها الموارد، ومساعيه لتجنيد مقاتلين غربيين، دفعت المسؤولين للرد بصورة مختلفة عن تلك التي يواجهون بها جماعات إرهابية في مناطق أخرى.
وأضافت: «على الأقل في المرحلة الحالية، إنه يمثل تهديدا من نوع مختلف بالفعل».
ووصف السيناتور دايان فينشتاين «داعش» بأنه أكثر جماعة إرهابية مسلحة شريرة تلقى تمويلا جيدا نواجهها على الإطلاق.
ويرى محللون أن عوامل عدة ساعدت على تغذية المخاوف الأميركية، فقد أثار استيلاء «داعش» على مساحات شاسعة من الأراضي في العراق وسورية، على وجه خاص، انزعاج المسؤولين الأميركيين الذين مازالوا يتذكرون إلى أي درجة أصبح فيها ملاذ في أفغانستان مقرا احتضن «القاعدة» ومخططي هجمات 11 سبتمبر.
كما استشهد مسؤولون أميركيون بالخطر الذي يشكله التدفق الهائل للمقاتلين الأجانب إلى سورية، ومنهم ألفان على الأقل يحملون جوازات سفر أجنبية، تسمح لهم بالخروج من الحرب الأهلية السورية باتصالات مع متشددين وتدريبات قتالية والقدرة على السفر والتنقل في جميع أنحاء أوروبا وأميركا الشمالية من دون معوقات.
وبعيدا عن تزايد أعداد المقاتلين في صفوفه، استطاع التنظيم حشد موارد كبيرة بمعدل سريع. كما سمح له استيلاؤه على مدن في العراق في العام الحالي بإقامة ترسانة تتضمن أسلحة أميركية. ويجني التنظيم، علاوة على ذلك، ما يقدر بمليون دولار يوميا من مبيعات النفط في السوق السوداء وعمليات الاختطاف ومشروعات إجرامية أخرى.
ووفقا لما صرح به مات أولسن، مدير المركز القومي لمكافحة الإرهاب، يتفوق تنظيم داعش على «القاعدة» بكثير في استخدامه للإنترنت في نشر الدعاية واجتذاب المجندين.
ربما هناك أيضا عنصر عاطفي مهم، فقد صدرت أوامر بشن غارات أميركية بعد أسبوعين من تعرف معظم الأميركيين على «داعش» بأجلى صوره الوحشية: عندما نشر التنظيم مقطعي فيديو لعمليتي ذبح صحافيين أميركيين على يد مقاتل ملثم يتحدث بلكنة بريطانية. ومؤخرا نشر مقطع فيديو يظهر عملية قتل «داعش» لموظف إغاثة بريطاني يدعى ديفيد هاينز.
بينما تتسارع الخطى لحشد التأييد الدولي لتوجيه ضربات عسكرية لتنظيم «الدولة الإسلامية»، بدأ مراقبون في تحديد التكلفة التي ستتحملها الولايات المتحدة في الحرب التي لم يحدد لها مدى زمني حتى الآن.
وصرح خبراء أميركيون لقناة «ان بي سي نيوز» بأن تعهد أوباما ملاحقة «إرهابيي داعش أينما كانوا»، قد يكلف الحكومة الأميركية 100 مليون دولار في الأسبوع، أو أكثر إذا مددت الغارات الجوية إلى سورية.
من جهة أخرى، أشار تقرير لمركز التقويمات الاستراتيجية والميزانية، إلى أنه يتوقع أن تبدأ تكاليف الحرب ضد «داعش» منخفضة ثم تتزايد.
وهذا من شأنه أن يرفع التكلفة السنوية إلى ما بين 5 و10 مليارات دولار.
في وقت قدر جوردون أدامز، الذي عمل سابقا مساعدا لمدير شؤون الأمن القومي والدولي في مكتب الإدارة والموازنة، تكلفة الحملة ضد داعش بنحو 15 الى 20 مليار دولار سنويا.