بعد إقرار الكونغرس الأميركي خطة الرئيس باراك أوباما أمس الأول، لتسليح وتدريب المعارضة السورية، يطرح السؤال: ما هي الفصائل العسكرية المعارضة التي ستدربها وستزودها الولايات المتحدة بالسلاح؟
ويعد إقرار الخطة تحولا نوعيا في تعاطي الإدارة الأميركية مع الأزمة السورية، ذلك أنها كانت ترفض سابقا، بل وتمنع الدول الراغبة من إرسال أسلحة بصورة مباشرة إلى قوات المعارضة السورية، وخاصة الأسلحة النوعية، رغم أن الأخيرة طلبت من الغرب أكثر من مرة مدها بالذخيرة.
وجاء التصويت على الخطة بعد أن حشدت الولايات المتحدة الأميركية تحالفا دوليا ضد داعش، مكونا من 40 دولة، وربما أكثر، ستتقاسم الأدوار في محاربة داعش في العراق وفي سورية.
وتمتلك الإدارة الأميركية معلومات كافية عن معظم فصائل الجيش الحر، . وقد سبق لها وأن سمحت، مؤخرا لطرف ثالث أن يزود بعض فصائل المعارضة بصواريخ «تاو» المضادة للدروع.
وقد وصلت هذه الصواريخ إلى عدد من الفصائل، منها «حركة حزم»، التي يقودها حمزة الشمال، و«الفرقة 13»، التي يقودها أحمد السعود و«لواء صقور الغاب»، و«لواء الفرسان»، و«الفرقة 101»، و«جبهة الأصالة والتنمية»، وهي فصائل تنشط في مناطق عديدة من محافظتي، إدلب وحلب، وتضم في صفوفها نسبة كبيرة من الضباط المنشقين عن النظام، وتعرف بأنها مهنية، وبالتزامها العسكري، وتوصف من قبل الإدارة الأميركية بأنها «فصائل معتدلة».
وستعمد الإدارة الأميركية، حسبما صرح ضابط سوري منشق من الداخل، رفض الكشف عن اسمه، على انتقاء عناصر من هذه الفصائل، ومن فصائل أخرى، مثل جبهة ثوار سورية التي يقودها جمال معروف، وجيش المجاهدين، ضمن خطة تدريب 5000 عنصر، كمرحلة أولى، حيث ستختارهم من الحرفيين، ومعروف عنهم التزامهم العسكري والسياسي، وبأنهم غير طائفيين وغير متطرفين.
وأفاد مصدر في الائتلاف السوري، بأن تسليح وتدريب فصائل من الجيش الحر، سيجري بالتنسيق مع هيئة أركان الجيش الحر، والقيادات العليا في المعارضة السياسية. وطالب بإنشاء منطقة حظر طيران في الشمال والجنوب السوري، وتزويد المعارضة بالأسلحة النوعية.
وأضاف مصدر في الهيئة السياسية للائتلاف، رفض الكشف عن نفسه، أن أميركا وضعت خططها لوحدها دون العودة إلى أحد، من خلال وكالة المخابرات الأميركية، وأعضاء الكونغرس، الذين سبق أن زاروا سورية، حيث تشير المعلومات شبه المؤكدة إلى أن الدعم متجه إلى عدد من الفصائل.
وكشف المصدر أن هذه الفصائل هي «حركة حزم، وجبهة ثوار سورية، وأجناد الشام، وجيش المجاهدين»، إضافة إلى «حزب الاتحاد الكردي الديموقراطي pyd، ووحدات الحماية الشعبية ypg«، وسيكون الدعم بالتدريب والتمويل والتسليح.
وأوضح أن الولايات المتحدة رفضت خطة الائتلاف، وهي توجيه عمليات مباشرة ضد تنظيم الدولة الإسلامية، والنظام بآن واحد، كما أن الائتلاف لم يقترح الفصائل الكردية للدعم، مكتفيا بالفصائل المعارضة الأخرى، فيما لن يتم التعاون مع هيئة الأركان المشتركة للجيش الحر في أي عملية عسكرية.
وبين أن الولايات المتحدة تستخدم الائتلاف كورقة سياسية، من أجل تمرير قرارات هي اتخذتها، حيث بات من الواضح أن رئيس الائتلاف السابق أحمد الجربا، وفريق عمله، متفقون على إطار معين لتنفيذ الحملة العسكرية الأميركية المقبلة.
وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما، قد ألقى خطابا الأسبوع الماضي، طرح خلاله استراتيجية لمواجهة تنظيم الدولة، مؤلفة من (4) عناصر، تتضمن تنفيذ حملة منهجية من الغارات الجوية، وتوسيع الحملة كي تتجاوز المساعدات الإنسانية، وستستهدف الحملة مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية أينما كانوا، وهذا يعني أنه لن يتردد في توجيه ضربات إلى التنظيم داخل سورية، وليس العراق فقط، فهؤلاء لن يجدوا ملاذا آمنا في أي مكان».