طالبت حكومات الدول المجاورة لسورية والحاضنة للاجئين السوريين المجتمع الدولي بتقديم مزيد من المساعدات الفورية من اجل التغلب على تحديات تفرضها موجات الهجرة من سورية الى هذه الدول لاسيما الى لبنان والاردن وتركيا.
وقال وزير الخارجية الأردني ناصر جودة إن طاقة الأردن والدول الأخرى المجاورة لسورية على استضافة اللاجئين كادت أن تصل إلى مداها جراء احتياجاتهم الضخمة من اسكان ومدارس ووظائف ورعاية صحية في الوقت الذي تندر فيه الموارد مثل المياه.
واضاف أمام مؤتمر دولي في برلين ان بلاده وحدها تستضيف 1.5 مليون لاجئ ومهاجر سوري إما بسبب الأوضاع السياسية أو الاقتصادية.
وكررت الرسالة نفسها دول أخرى تستضيف لاجئين سوريين مثل لبنان وتركيا كما كررها أنطونيو غوتيريس مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين الذي وصف الأمر بأنه «أكبر أزمة إنسانية يواجهها العالم منذ فترة طويلة».
من جهته، قال وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير في الجلسة الافتتاحية لمؤتمر «اللجوء والاستقرار» بمشاركة اكثر من 40 دولة ومنظمة: ان اللقاء يعتبر حدثا مهما ليس للاجئين الذي أجبروا على مغادرة بلادهم في السنوات الماضية فحسب ولكن ايضا للدول التي تستقبل هؤلاء اللاجئين.
وخص شتاينماير في كلمة ألقاها امام المشاركين في المؤتمر لبنان قائلا «فكرة عقد هذا المؤتمر نضجت في لبنان خلال الزيارة الاخيرة التي قمت بها إلى بيروت فلقد رأيت بأم عيني الظروف التي يعيش في ظلها اللاجئون السوريون في لبنان والاردن وتركيا وتأكدت انه من الضروري تقديم المساعدات لهؤلاء اللاجئين الذي فروا من بلادهم تحت وطأة أعمال القتال والعنف».
واشار الى اهمية مؤتمر برلين بالقول «في هذا المؤتمر لا نحتاج إلى تغيير الاتجاه بل الى توسيع نظرتنا لمشكلة اللاجئين في الدول المجاورة لسورية فمواجهة هذه التحديات لا تتطلب تقديم المساعدات الانسانية فحسب بل ايضا ضمان استقرار البلدان التي تحتضن هؤلاء اللاجئين».
واضاف وزير الخارجية الألماني «من رأى التحديات التي تواجه الحكومة اللبنانية نتيجة هجرة مليون ونصف مليون مواطن سوري الى اراضيها والظروف في مخيمات اللجوء والاكتظاظ في هذه المخيمات يعرف ان هذه التحديات تحمل في طياتها خوفا من انفجارات محتملة قد تلحق الضرر بالتركيبة الاجتماعية في لبنان».
وأضاف شتاينماير «لهذه الاسباب يجب ان يرسل مؤتمر برلين اشارة تضامنية مع اللاجئين السوريين ومع الدول التي تحتضنهم أيضا».