أعلن المرصد السوري لحقوق الانسان عن وصول دفعة اولى من قوات البيشمركة الكردية التابعة لاقليم كردستان العراق الى مدينة عين العرب (كوباني) السورية عبر الاراضي التركية، وذلك للانضمام الى القوات المدافعة عن المدينة ضد تنظيم الدولة الاسلامية (داعش).
وجاء ذلك، بعد يوم واحد من دخول 51 عنصرا من الجيش السوري الحر الى كوباني عبر الحدود التركية لمساندة «وحدات حماية الشعب» الكردية، بحسب المرصد السوري.
ونقل المرصد عن مصادر وصفها بأنها «موثوقة» من داخل (كوباني) القول إن عشرة عناصر من قوات البيشمركة دخلت المدينة امس من المعبر الحدودي الواصل بينها وبين الاراضي التركية، بهدف تنسيق عبور العشرات من رفاقهم المدججين بالسلاح مجابهة عناصر «داعش».
وأوضح مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبدالرحمن لوكالة فرانس برس ان «هذا الوفد من البيشمركة سيقوم بمهمة تنسيق دخول القوة» التي وصلت امس الاول برا وجوا من العراق الى تركيا، مضيفا «من المنتظر دخول بقية عناصر البيشمركة إلى المدينة تباعا».
وأكدت وكالة انباء «الفرات» الموالية للاكراد دخول «وفد من عشرة عناصر من البيشمركة» الى كوباني عبر معبر مرشد بينار.
وقال المرصد السوري إن «داعش» أمطر خلال الساعات الماضية «المنطقة الحدودية من عين العرب بالقصف بقذائف الهاون والاسلحة الرشاشة الثقيلة»، كما شنت عناصر التنظيم هجوما جديدا على حي الجمرك في شمال المدينة في اتجاه المعبر الحدودي مع تركيا، قبل ان يحبطه قام المقاتلون الاكراد.
ومن جهتها، اعتبرت دمشق ان سماح تركيا بدخول «قوات أجنبية» عبر أراضيها إلى «كوباني» الحدودية يشكل «انتهاكا سافرا» للسيادة السورية.
وأفاد بيان صادر عن وزارة الخارجية السورية نشرته وكالة الأنباء الرسمية (سانا) «مرة أخرى تؤكد تركيا حقيقة دورها التآمري ونواياها المبيتة وتدخلها السافر في الشأن السوري من خلال خرق الحدود في منطقة عين العرب بالسماح لقوات أجنبية وعناصر إرهابية تقيم على أراضيها بدخول الأراضي السورية».
واعتبرت الوزارة ان ذلك «يشكل انتهاكا سافرا للسيادة السورية». ورأت الخارجية السورية ان تركيا «كشفت عن نواياها العدوانية ضد وحدة وسلامة أراضي الجمهورية العربية السورية من خلال إدخالها عناصر إرهابية تأتمر بأمرها وسعيها لإقامة منطقة عازلة على الأراضي السورية».
وتابعت بالقول «لم يعد خافيا على أحد حقيقة الارتباط القائم بين حكومة حزب العدالة والتنمية التركي والتنظيمات الإرهابية وفي مقدمتها تنظيما داعش وجبهة النصرة».
وعبرت دمشق عن إدانتها ورفضها «هذا السلوك المشين للحكومة التركية والأطراف المتواطئة معها المسؤولة بشكل أساسي عن الأزمة في سورية واستمرار سفك الدم السوري من خلال دعم التنظيمات الإرهابية».
ومن جهته، أبدى رئيس كردستان العراق مسعود البرزاني استعداده لإرسال مزيد من القوات الى كوباني «إن طلب منه ذلك».
وبدوره، أعرب ناجيرفان بارازاني رئيس حكومة كردستان العراق، عن شكره لتركيا، لسماحها بمرور قوات «البيشمركة» من أراضيها، إلى «كوباني»، متمنيا «عودة قوات البيشمركة بالنصر»، مؤكدا أن إقليم شمال العراق سيواصل دعمه العسكري والإنساني للمدينة الواقعة تحت هجمات «داعش».
ولفت إلى أن رئاسة الإقليم في تنسيق متواصل مع التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية، ضد «داعش».
الى ذلك، أكدت مستشارة الأمن القومي الأميركية سوزان رايس أن حرمان تنظيم «داعش» من الملاذ الآمن يعتبر هدفا استراتيجيا.
وقالت رايس - خلال حضورها منتدى «أفكار واشنطن» إن «القضاء على هذا التنظيم الذي يمثل حاليا تهديدا خطيرا ليس فقط للعراق وسورية والدول المجاورة ولكن أيضا للولايات المتحدة وأوروبا، يعني أنه لم يعد له ملاذ آمن في تلك المنطقة الحساسة، ولم يعد قادرا على إرهاب وزعزعة الاستقرار في المنطقة».
وأشارت رايس إلى أنه يجب التوصل إلى تسوية سياسية للأزمة السورية تشمل رحيل نظام الرئيس السورى بشار الأسد، مشددة على أنه أمر ضروري لتحقيق استقرار دائم في سورية.
وشددت على دعم الولايات المتحدة للمعارضة المعتدلة السورية ليس فقط لمواجهة «داعش» بل أيضا لخلق بيئة تسمح بالتوصل إلى تسوية يتم التفاوض عليها، لافتة إلى أن الحدود بين العراق وسورية، التي عانت من الاختراقات، ستتم إعادة السيطرة عليها مجددا.