قال الرئيس السوري بشار الأسد ان الغارات الجوية بقيادة الولايات المتحدة على مقاتلي تنظيم «داعش» الدولة الإسلامية في بلاده يجب أن تكون بموجب اتفاق مع دمشق وان القوات السورية يجب أن يكون لها دور على الأرض.
جاءت تصريحات الأسد في مقابلة مع مجلة «فورين افيرز» الأميركية نشرت أمس بعد نحو خمسة اشهر من انطلاق غارات التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن على «داعش» في العراق وبعدها بنحو شهر في سورية.
وردا على سؤال بشأن استعداده لاتخاذ خطوات لتسهيل التعاون مع واشنطن، قال الأسد «نحن مستعدون للتعاون مع أي دولة تظهر جدية في محاربة الإرهاب».
وتساءل الاسد عن مدى فاعلية حملة التحالف، وقال «ما رأيناه حتى الآن هو مجرد ذر رماد في العيون، لا شيء حقيقيا فيه»، مضيفا «هل مارست الولايات المتحدة اي ضغوط على تركيا لوقف دعم القاعدة؟ لم تفعل»، في اشارة الى الاتهامات السورية الموجهة الى تركيا بدعم المقاتلين المتطرفين.
وأضاف الرئيس السوري ردا على سؤال حول ما يريده من الولايات المتحدة قائلا «ان واشنطن يجب أن تضغط على تركيا لعدم السماح بنقل الأموال والأسلحة إلى شمال سورية والتعاون القانوني مع سورية»، وأشار إلى أن هذا التعاون «يبدأ بالحصول على إذن من حكومتنا لشن هذه الهجمات ويمكن مناقشة الصيغة لاحقا. لكني أتحدث عن أنه ينبغي الحصول على إذن منذ البداية. سواء من خلال اتفاقية أو معاهدة أو أي شكل آخر. فهذه قضية أخرى».
وبعد اعلان واشنطن ارسال نحو 100 عسكري خلال ايام لتدريب مقاتلي المعارضة السورية المعتدلة وتزويدهم بالعتاد لمحاربة «داعش» في إطار استراتيجية لاستعادة المكاسب التي حققها التنظيم في سورية، رأى الرئيس السوري ان الولايات المتحدة «واهمة» في خططها لتدريب
5 آلاف من هؤلاء المقاتلين، معتبرا ان هؤلاء المقاتلين سينضمون لاحقا الى تنظيمات جهادية متطرفة، وأضاف ان هؤلاء المقاتلين المعارضين سيكونون عبارة عن «دمى في ايدي دولة اخرى»، مضيفا «ستجري محاربتهم كما تجري محاربة اي ميليشيا اخرى غير شرعية تقاتل الجيش السوري».
واضاف ان «جلب 5 آلاف من الخارج سيجعل معظمهم ينضمون الى تنظيم الدولة الاسلامية وجماعات اخرى، وهو ما حدث العام الماضي»، مشددا على ان «الفكرة بحد ذاتها واهمة».
وبخصوص المحادثات التي تستضيفها موسكو ابتداء من امس بين وفد حكومي سوري وشخصيات معارضة، وشدد الرئيس السوري على ان النزاع في سورية لن ينتهي الا بحل سياسي، مشيرا الى ان اللقاءات في موسكو بين النظام وشخصيات معارضة تهدف الى تعبيد الطريق امام محادثات اكثر جدية في المستقبل.
وقال «ما يجري في موسكو ليس مفاوضات حول الحل، انها مجرد تحضيرات لعقد مؤتمر. اي كيفية التحضير للمحادثات».
من جهة اخرى، انتقد الاسد اسرائيل على خلفية الغارة التي شنتها على منطقة في الجولان قبل نحو اسبوع وقتل فيها ستة من عناصر حزب الله بينهم قيادي، الى جانب جنرال ايراني.
وذكرت مصادر اسرائيلية حينها ان هدف الغارة كان منع هجوم على اسرائيل، وقال الاسد «لم تحدث عملية ضد اسرائيل في مرتفعات الجولان منذ وقف النار في 1974، لذا فإن ادعاء اسرائيل انه كانت هناك خطة لشن عملية امر بعيد عن الحقيقة، ومجرد عذر، لأنهم ارادوا اغتيال شخص في حزب الله».