حذر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ أمس من أن هناك تقارير تتحدث عن حشد عسكري روسي كبير في سورية يتضمن نشر قوات برية وسفن في شرق البحر المتوسط، وسط معلومات عن استعدادها للقيام بعمليات برية الى جانب قوات تابعة للنظام وأخرى ايرانية وتابعة لحزب الله خاصة في ريف حمص الشمالي.
وقال ستولتنبرغ «يمكنني أن أؤكد أننا شهدنا حشدا كبيرا للقوات الروسية في سورية، قوات جوية ودفاعات جوية وأيضا قوات برية فيما يتصل بقاعدتهم الجوية وشهدنا أيضا زيادة في الوجود البحري». في اشارة الى مطار حميميم العسكري الذي تحول الى قاعدة عسكرية روسية في اللاذقية.
لكن وسائل الاعلام الروسية نقلت عن الاميرال فلاديمير كومويدوف رئيس لجنة الدفاع في مجلس الدوما في البرلمان الروسي قوله أمس ان روسيا لا تنفذ ولن تنفذ عمليات بمشاركة قوات برية في سورية.
ونقلت الوكالة عن النائب قوله أيضا ان روسيا تعطل محاولات سفر مواطنين روس الى سورية للمشاركة في القتال مع جانبي الصراع.
من جهة أخرى، شنت الطائرات الروسية للمرة الاولى منذ بدء غاراتها في سورية ضربات جوية استهدفت مدينة تدمر الاثرية التي يسيطر عليها تنظيم الدولة الاسلامية (داعش)، وفق ما اعلن التلفزيون السوري الرسمي.
ونقل التلفزيون عن مصدر عسكري ان «القوات الجوية لروسيا الاتحادية بالتعاون مع القوات الجوية السورية استهدفت اوكار تنظيم داعش في مدينة تدمر ومحيطها، ما ادى الى تدمير 20 عربة مصفحة وثلاثة مستودعات ذخيرة وثلاث منصات صواريخ».
وافاد المرصد السوري لحقوق الانسان بدوره عن شن الطيران الروسي «30 غارة على الاقل الاثنين وبعد منتصف ليل اول من امس استهدفت مدينة تدمر، وادت الى مقتل 15 مقاتلا من التنظيم واصابة العشرات بجروح». واعلن كذلك عن شن الطائرات الروسية اربع غارات استهدفت محافظة الرقة، معقل التنظيم في شمال سورية، ادت الى مقتل 4 من عناصر التنظيم.
وفي محافظة حلب، قال ناشطون ان الطائرات الروسية استهدفت للمرة الثانية في أقل من اسبوع سوقا شعبيا في مدينة الباب واسفر الهجوم عن مقتل 20 شخصا واصابة آخرين. لكن وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) نقلت عن مصدر عسكري ان الطائرات الروسية نفذت «سلسلة من الضربات الجوية الدقيقة على مجموعة أهداف لتنظيم داعش الارهابي في منطقة دير حافر والباب»، ادت الى تدمير مقر قيادي للتنظيم.
واوضح مصدر عسكري سوري لوكالة «فرانس برس» ان «العمليات الروسية لاتزال في مرحلتها الاولى ولن تقتصر على هذه المناطق»، مضيفا انها «ستتوسع لتشمل مناطق اخرى في الاشهر المقبلة».
واعتبر انه من المبكر الحديث عن عملية عسكرية برية انطلاقا من ان «المجال مفتوح اليوم امام الضربات الجوية التي يشنها الطيران الروسي»، لكن مصادر في المعارضة السورية تحدثت عن حشود ضخمة لقوات النظام المدعومة بقوات من الحرس الثوري وحزب الله في بلدة المختارية بريف حمص الشمالي.