أعلنت الخارجية الأميركية أمس انه تم الاتفاق مع روسيا على توسيع نطاق اتفاق وقف الاقتتال في سورية ليشمل محافظة حلب، وأنهما سينسقان لتعزيز سبل مراقبة الترتيبات الجديدة.
وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية مارك تونر في بيان: إن من المهم للغاية أن تضاعف روسيا جهودها للضغط على الرئيس السوري بشار الأسد للالتزام بالترتيبات الجديدة بينما ستقوم الولايات المتحدة بدورها مع فصائل المعارضة السورية.
وأضاف تونر «لايزال هدفنا مثلما كان دائما هو التوصل لاتفاق واحد لوقف الأعمال القتالية يغطي سورية كلها وليس سلسلة من اتفاقات الهدنة المحلية».
وتابع «إنه منذ بدء سريان اتفاق وقف الأعمال القتالية في سورية شهدنا تراجعا في العنف بوجه عام في تلك المناطق رغم ورود تقارير عن استمرار القتال في بعض المواقع».
هذا، واعلن الجيش السوري أن موعد بدء «نظام التهدئة» في مدينة حلب هو صباح اليوم الخميس ولمدة 48 ساعة.
ميدانيا، ظلت حلب تئن تحت وطأة القصف المتواصل والمجازر التي نفذتها الغارت والقذائف وأسطوانات الغاز المتفجرة امس لليوم الثالث عشر على التوالي، تلك الأسلحة التي تستهدف مناطق سيطرة الفصائل في المدينة، ليرتفع عدد القتلى من المدنيين إلى 279 بينهم نساء وأطفال، بحسب المرصد السوري. وجاءت هذه التطورات للأوضاع في حلب إثر استهداف قوات النظام والميليشيات الموالية لها منطقة الراموسة بعشرات القذائف تمهيدا لاقتحامها بغطاء جوي، فيما أحبط ثوار حلب هجوما على جبهتي البحوث العلمية وحي الراشدين غربي مدينة حلب.
وردت المعارضة في حلب عبر هجوم معاكس على مواقع قوات النظام، حيث أحرز الثوار تقدما على جبهة ثكنة الفاملي هاوس وضهرة مهنا ومزارع الأوبري، بعد اشتباكات عنيفة أسفرت عن مقتل وجرح العشرات من قوات النظام، إضافة إلى تدمير عدد من آلياتهم العسكرية.
واستهدفت قوات النظام حيي السكري وكرم البيك بصواريخ أرض أرض، تسببت بوقوع عدد من القتلى والمصابين، بينما تعرض حيا طريق الباب والفردوس لقصف مدفعي.
وشن الطيران غارات جوية استهدفت أحياء العريان وأقيول والمواصلات، بينما ألقى الطيران المروحي براميل متفجرة على حيي الهلك وضهرة عواد، ما تسبب بسقوط جرحى.
كما تعرضت بلدتا الليرمون وحريتان وقرية البويضة الصغيرة لغارات جوية تسببت بمقتل 10 مدنيين وإصابة آخرين بجروح. فيما أفاد ناشطون بتعثر الحوار بين قوات الأسد والمعتقلين في سجن حماة المركزي الذين طالبوا بالإفراج عن 100 سجين سياسي، وإعادة 30 سجينا نقلوا إلى دمشق في وقت سابق مقابل إطلاق سراح شرطي واحد، في حين عرضت قوات الأسد الإفراج عن 30 فقط مهددة باقتحام السجن. من جانبها، نقلت وكالات أنباء روسية عن إيجور كوناشينكوف المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية قوله امس إنه كان من المزمع بدء سريان «نظام تهدئة» في حلب بسوريا في الثالث من مايو إلا أن هجمات شنها متشددو جبهة النصرة عطلته.
وأضاف أنه كان من المزمع أن يسري «نظام التهدئة» في حلب وضواحيها لمدة 24 ساعة ويجري تمديده بعد ذلك لمدة يومين. هذا، واعلنت وزارة الدفاع الروسية انها سحبت كل طائرات سوخوي 24 من سورية. الى ذلك، تتكثف الجهود الديبلوماسية سعيا لاحياء اتفاق وقف الاعمال القتالية في سورية مع عقد الموفد الدولي الخاص الى سوري ستافان ديمستورا محادثات في برلين مع كل من وزيري خارجية المانيا وفرنسا، ومع المعارضة السورية في اجتماع منفصل، قبل انعقاد اجتماع لمجلس الامن الدولي في نيويورك. واعلنت موسكو، حليفة دمشق الرئيسية، انها تأمل باعلان وشيك لوقف للاعمال القتالية «في الساعات القليلة المقبلة» في مدينة حلب قال مصدر ديبلوماسي اوروبي معلقا على المحادثات المقررة «نسعى لاعادة تحفيز مختلف الاطراف. وهي فرصة جيدة للاستماع الى المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات الممثلة لاطياف واسعة من المعارضة السورية رياض حجاب، وتقديم دعمنا له»، لكن المصدر اضاف ان «وقف اطلاق النار مسالة تتوقف فعلا على الروس».
كما دعت وزارة الخارجية الفرنسية امس وزراء الخارجية السعودي والقطري والاماراتي والتركي الى عقد اجتماع في باريس الاثنين لبحث الوضع في سورية، بحسب ما اعلن المتحدث باسم الحكومة الفرنسية ستيفان لوفول. ويمكن ان تنضم دول اخرى الى هذا اللقاء.
وقال السفير الفرنسي لدى الامم المتحدة فرنسوا دولاتر للصحافيين ان حلب «تمثل بالنسبة لسورية ما مثلته سراييڤو للبوسنة».
واكد مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبدالرحمن ان هذه المعارك الاخيرة «هي الاعنف في حلب منذ أكثر من سنة».