خرجت نحو 34 حافلة حاملة الدفعة الثانية من المدنيين ومقاتلي المعارضة المهجرين من داريا بعد حصار 5 سنوات، ظهر أمس باتجاه الشمال السوري وريف دمشق القريب تزامنا مع وصول الدفعة الأولى التي خرجت قبلها بيوم إلى إدلب فجر أمس.
وقامت سيارات الهلال الأحمر السوري بمرافقة الحافلات المخصصة لنقل الدفعة الثانية من أهالي المدينة الذين توجه قسم منهم الى منطقة الكسوة مؤقتا وقسم آخر الى ادلب في الشمال السوري، في وقت دعت الأمم المتحدة لحماية المدنيين المهجرين من داريا، بحسب شبكة «شام» والمرصد السوري لحقوق الانسان.
وانتقدت المعارضة السورية الممثلة بالائتلاف الوطني الاتفاق الذي وقع بين ممثلين عن النظام السوري وأهالي داريا، باعتباره مخططا للتغيير الديموغرافي. واتهمت الأمم المتحدة بالتغاضي عن عمليات إفراغ المدينة ومنطقة ريف دمشق برمتها من المكون السني الذي يشكل الغالبية العظمى فيها.
لكن المبعوث الخاص للأمم المتحدة ستافان ديمستورا، اكتفى بالأسف لعدم الاستجابة للدعوات المتكررة لرفع الحصار عن داريا.
وذكر بيان صادر عن مكتبه أنه أحيط علما بالتوصل إلى اتفاق لإجلاء السكان المدنيين والمقاتلين، وأضاف أن: «الأمم المتحدة لم تشارك في المفاوضات ولم يتم التشاور معها بشأن الاتفاق». وأكد «ضرورة حماية سكان داريا في سياق أي عملية إجلاء، وأن تتم تلك العملية بشكل طوعي».
وتحظى داريا برمزية خاصة لدى المعارضة السورية، إذ كانت في طليعة حركة الاحتجاج ضد نظام الرئيس بشار الأسد في مارس 2011.
وكونها تقع على بعد نحو 10 كيلومترات جنوب غرب دمشق. وهي مجاورة لمطار المزة العسكري، حيث سجن المزة الشهير ومركز المخابرات الجوية.
وقريبة جدا من القصر الجمهوري. وقد تعرضت لمحاولات اقتحام من النظام عشرات المرات، منذ بدء حصارها في نوفمبر 2012 لكن باءت جميعها بالفشل.
وتنص بنود الاتفاق على إخلاء جميع سكان الضاحية البالغ عددهم 8 آلاف و300 شخص منهم 6 آلاف و500 مدني، على مدى 4 أيام، ما يعني تسليمها بالكامل للنظام.
وشهدت خلال السنوات الـ 4 الماضية، دمارا بنسبة 80%، ونزح نحو 90% من سكانها، وتم قصفها بأكثر من 6 آلاف برميل متفجر، بحسب «مركز داريا الإعلامي» التابع للمعارضة.
وفي حمص، وبعد قرابة العامين على غيابه اثر اتفاق هدنة، عاد طيران النظام السوري للإغارة على حي الوعر الذي يضم أكثر من 100 ألف مدني محاصرين منذ نحو 3 أعوام.
ونفذ الطيران السوري سلسلة من الغارات الجوية تجاوز عددها العشر غارات، خلفت أضرار بالمباني والممتلكات الى جانب خسائر بشرية عديدة بين جريح وقتيل.
كما ألقى الطيران المروحي، براميل متفجرة على حي المعادي بمدينة حلب، أسفرت عن سقوط العشرات من المدنيين بين قتيل وجريح.
وقال ناشطون بحسب شبكة «شام»، إن القصف استهدف مجلس عزاء في الحي، أثناء تواجد عشرات المدنيين في المكان، ما أسفر عن سقوط أكثر من 7 قتلى كحصيلة أولية وجرح العشرات.