- تضارب معلومات حول تقدم النظام في حلب القديمة
على قدر حدة الاشتباك السياسي الحاصل بين الدول المعنية بالملف السوري لاسيما روسيا وأميركا، كانت حماوة الأوضاع الميدانية في أكثر من موقع وجبهة لاسيما حلب أمس، وسط انباء متضاربة حول تقدم النظام في بعض احيائها، مقابل تقدم مهم للمعارضة السورية في ريف حماه الشمالي.
وما بين عجز دولي عن تحقيق اي خرق سياسي، واستمرار الحملة العسكرية الشرسة التي يخوضها النظام وروسيا على حلب، طالبت منظمة الصحة العالمية بضرورة انشاء ممرات انسانية عاجلة لإجلاء المرضى والجرحى الذين تعجز مشافي الأحياء الشرقية لمدينة حلب عن استيعابهم.
وقالت المتحدثة الإعلامية باسم المنظمة فضيلة الشايب في تصريح اعلامي «لم يتبق في المدينة سوى 35 طبيبا فقط عليهم مداواة عدد هائل من الجرحى والمصابين عبر سبعة مستشفيات تعمل جزئيا نتيجة نقص الإمكانيات والأدوية الأساسية فضلا عن تعرض 25 مرفقا صحيا للتدمير الكامل».
لكن الطائرات الروسية والسورية استأنفت قصفها وسط معلومات متضاربة عن شن النظام عملية عسكرية برية واسعة على حلب.
وقالت وكالة فرانس برس ان جيش النظام استعاد أحد الأحياء الخاضعة لسيطرة المعارضة.
ونقلت عن مصدر عسكري: «استعاد الجيش بالكامل السيطرة على حي الفرافرة الواقع شمال غرب قلعة حلب»، لافتا الى ان الجيش «يعمل على تفكيك الألغام التي زرعها الإرهابيون».
بدوره، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان ان قوات النظام سيطرت لفترة وجيزة على بعض المواقع في منطقة السويقة، ولكنها اضطرت للانسحاب، بحسب ما نقلت عنه رويترز.
وأضاف ان الطائرات الحربية جددت تنفيذها غارات على مناطق في أحياء الشعار والمشهد والهلك والصاخور وتل الزرازير والمشهد بمدينة حلب، ما أسفر عن مقتل 11 شخصا على الأقل في المشهد والشعار، وسقوط عدد آخر من الجرحى في الأحياء التي تعرضت للقصف. ورجح ارتفاع عدد الضحايا لوجود جرحى بحالات خطرة.
ونقلت رويترز عن مسؤول صفوف المعارضة المسلحة إن طائرات حربية سورية وروسية ومدفعية قصفت عددا من المناطق في المدينة ومحيطها في الوقت الذي احتشدت فيه قوات برية لدعم الهجمات.
وأضاف المسؤول أن قوات المعارضة أوقفت أي محاولات حكومية للتقدم على الأرض.
سياسيا، أكد نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، عزم موسكو على مواصلة دعمها للنظام السوري والمساعدة على تسوية الأزمة السورية، بناء على قرار مجلس الأمن الدولي 2254.
وقالت وزارة الخارجية في بيان، إن بوغدانوف أكد خلال لقاء أجراه مع السفير السوري في موسكو رياض حداد، تلبية لطلب من الديبلوماسي السوري على مواصلة دعم بلاده لدمشق في مواجهة الإرهاب.
في المقابل تستمر الإدانة الدولية لتصعيد النظام في حلب بدعم روسي، وبعد أن اعرب الرئيس الأميركي باراك اوباما عن قلقه من تدهور الأوضاع في حلب، اعتبر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ ان الهجمات على المدينة تشكل «انتهاكا فاضحا للقانون الدولي» وحض روسيا على بذل «جهود ذات مصداقية» لإعادة العمل بالهدنة.
بدوره، حمل وزير الخارجية الأميركي جون كيري خلال زيارته لكولومبيا أمس، روسيا والنظام مسؤولية انهيار الهدنة والجهود الديبلوماسية، حيث إنهما يواصلان هجومهما العسكري والبحث عن تحقيق انتصار ميداني، بدلا من التوجه نحو حل سياسي عن طريق المفاوضات الفعالة.
ووعد كيري حسبما ذكرت قناة «العربية الحدث» أنه لن يستسلم وسيواصل مساعيه مع روسيا لإعادة تفعيل وقف النار في سورية.
على جبهة أخرى، أفاد المرصد بأن فصائل المعارضة السورية تواصل تقدمها في ريف حماة بعد سيطرتها على نحو 30 منطقة وبلدة وقرية.
وقال المرصد في بيان أوردته وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن الاشتباكات تركزت في قرية رأس العين التي تقدمت فيها الفصائل بعد سيطرتها على قريتي القاهرة والشعثة ومنطقة تل الأسود منذ فجر أمس، بالإضافة لاشتباكات في محوري كراح والطليسية، في محاولة من المعارضة لتوسيع نطاق سيطرتها بريف حماة.
وفي ريف دمشق، دارت اشتباكات عنيفة على أطراف بلدتي الهامة وقدسيا، بين قوات النظام والمعارضة، بعد اطلاق أول حملة عسكرية على البلدتين اللتين سبق وأن وقعتا اتفاق مصالحة قبل قرابة العام، وسط حصار خانق مفروض على المنطقتين.
ومع بدء الهجوم أمس، على قدسيا والهامة نقلت «روسيا اليوم» عمن وصفتهم بـ «مصادر عسكرية»، أن قوات الأسد انطلقت باتجاه بلدة قدسيا في ريف دمشق عبر محور معمل أدوية الديماس، وذلك «لتطهير المنطقة من المسلحين المتواجدين فيها»، وذلك بعد انهيار المصالحة.