بعد فشل كل الجهود الديبلوماسية التي قادتها الولايات المتحدة في مطلع الأسبوع في تحقيق انفراجة، لا في لوزان ولا في لندن، اجتمع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في لوكسمبورغ للدعوة لإنهاء قصف أحياء حلب الشرقية التي تسيطر عليها المعارضة السورية وفك الحصار عن نحو 275 ألف شخص والإسراع بتوصيل مساعدات إنسانية للمدينة.
وقد دان الاتحاد الاوروبي بشدة روسيا لتسببها في «معاناة لا توصف» من خلال حملة القصف التي تشنها على مدينة حلب السورية، وقال ان الغارات الجوية التي تشنها موسكو ودمشق قد تصل الى مستوى «جرائم الحرب».
وقال وزراء خارجية الاتحاد في بيان عقب محادثات في لوكسمبورغ: «منذ ان بدأ النظام وحلفاؤه، وخاصة روسيا، الهجوم اصبح من الواضح أن حجم وكثافة القصف الجوي على شرق حلب مفرط»، وأضافوا أن «الاستهداف المتعمد للمستشفيات والطواقم الطبية والمدارس والبنى التحتية الأساسية إضافة الى استخدام البراميل المتفجرة والقنابل العنقودية والأسلحة الكيميائية يشكل تصعيدا كارثيا للنزاع (..) وقد يصل الى جرائم حرب».
بدورها، اعلنت موسكو عن وقف القوات الروسية والسورية لإطلاق النار في حلب لمدة 8 ساعات يوم الخميس المقبل.
وكانت الخلافات حول مقاربة الازمة المتفاقمة سبقت الاجتماع خاصة لجهة فرض عقوبات اضافية على روسيا المزود الاول للطاقة لأوروبا، حيث سعت بريطانيا وفرنسا لإقناع الاتحاد الأوروبي بالتنديد بالحملة الجوية المدمرة التي تشنها روسيا في سورية وتمهيد الطريق لفرض مزيد من العقوبات على نظام الرئيس بشار الأسد.
وفي المقابل، رفضت مسؤولة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيدريكا موغيريني اتخاذ قرارات بشأن فرض عقوبات جديدة على روسيا.
وهو الموقف نفسه الذي اتخذه وزير الخارجية الألماني فرانك-فالتر شتاينماير محذرا، من إثارة جدل حول فرض عقوبات جديدة على روسيا، وقال: «لا أرى في اللحظة الراهنة كيف يمكن أن تساهم عقوبات ناجعة هنا على المدى الطويل في تحسين إمداد المدنيين».
وكان نظيره الفرنسي جان-مارك إيرولت قد طالب من قبل باتخاذ خطوات لزيادة الضغط على أطراف النزاع في سورية، كما أعرب نظيره البريطاني بوريس جونسون عن نفس وجهة النظر خلال اجتماع اليوم، واصفا الحكومة الروسية بأنها المتحكمة في نظام الرئيس السوري بشار الأسد.
وقال دبلوماسيون لرويترز إن باريس ولندن أثارتا كذلك احتمال فرض عقوبات على 12 شخصية روسية لها دور في الحرب لتضاف أسماؤهم إلى قائمة تضم 200 شخص من بينهم ثلاثة إيرانيين.