- تقدم سريع لقوات النظام مدعوم بغطاء جوي روسي لم يتوقف
فقدت فصائل المعارضة السورية أمس السيطرة على كامل القطاع الشمالي من الاحياء الشرقية في حلب، اثر التقدم السريع الذي أحرزته قوات النظام المدعومة بغطاء جوي لم يتوقف منذ نحو 20 يوما، اضافة الى مشاركة الآلاف من مقاتلي حزب الله اللبناني والمقاتلين الاكراد والميليشيات الأخرى، ما تسبب في فرار آلاف السكان المدنيين من منطقة المعارك.
وتشكل سيطرة قوات النظام على عدد من الاحياء الشرقية، واحدا تلو الاخر منذ السبت خسارة هي الاكبر للفصائل المقاتلة المعارضة للنظام منذ سيطرتها على الاحياء الشرقية في 2012.
كما انها ستكون اكبر مكسب ميداني للنظام بعد أكثر من عام على التدخل الروسي لصالحه، وفي ظل عجز دولي كامل إزاء إيجاد حلول للنزاع المستمر منذ نحو ست سنوات.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان بحسب وكالة فرانس برس «خسرت الفصائل المعارضة كامل القسم الشمالي من الاحياء الشرقية بعد سيطرة قوات النظام على احياء الحيدرية والصاخور والشيخ خضر، وسيطرة المقاتلين الاكراد على حي الشيخ فارس».
وبات ثلث الاحياء الشرقية تحت سيطرة قوات النظام، وفق المرصد.
وذكرت وكالة الانباء السورية الرسمية «سانا» نقلا عن مصدر عسكري سيطرة «وحدات من الجيش العربي السوري بالتعاون مع القوات الرديفة والحليفة «على حيي الحيدرية والصاخور»، واستغل المقاتلون الاكراد، وفق المرصد، المعارك للتقدم والاستيلاء على احياء بستان الباشا والهلك التحتاني امس الأول والشيخ فارس أمس، التي كانت ايضا تحت سيطرة المعارضة، حيث يتهم مقاتلو المعارضة الميليشيات الكردية بالوقوف الى جانب النظام في النزاع الجاري.
لكن شبكة «شام» الاخبارية نقلت عن مصدر عسكري معارض قال لمركز حلب الإعلامي أن «الثوار قد اتفقوا مع قوات حماية الشعب الكردية على تسليم أحياء بعيدين، بستان الباشا، عين التل، الهلك، الشيخ فارس، والزيتونات، شرط ضمان حماية المدنيين وتجنيبهم قصف النظام وروسيا».
ودفعت المعارك اكثر من عشرة الاف مدني الى الفرار من شرق حلب، بينهم ستة الاف الى حي الشيخ مقصود واربعة الاف الى مناطق سيطرة قوات النظام، وفق المرصد، كما وصلت مئات العائلات الى جنوب الاحياء الشرقية التي لاتزال تحت سيطرة المعارضة.
وتداولت مواقع كردية مقاطع فيديو تظهر مئات الاشخاص وهم يتجمعون في باحة في الشيخ مقصود بعد وصولهم الى الحي.
وفي صور اخرى، يسير العشرات وبينهم عدد كبير من الاطفال على طريق وهم يحملون حقائب وامتعة احضروها معهم.
ونقلت وكالة فرانس برس ان عشرات العائلات معظم افرادها من النساء والاطفال، تصل تباعا سيرا على الاقدام الى حي جنوبي. ويعاني افرادها من الارهاق والبرد الشديد والجوع، حتى ان بعضهم ليس بحوزته المال لشراء الطعام، وعمل اهالي الحي على ايوائهم في منازل خالية من سكانها وتبرعوا لهم بالاغطية والبطانيات.
وبحسب المرصد، يأتي التقدم السريع لقوات النظام وحلفائها «نتيجة خطة عسكرية اتبعتها في هجومها وتقضي بفتح جبهات عدة في وقت واحد، بهدف اضعاف مقاتلي الفصائل وتشتيت قواهم».
واوضح ياسر اليوسف، عضو المكتب السياسي لحركة نور الدين الزنكي، ابرز الفصائل المقاتلة في حلب، لفرانس برس أمس ان تقدم النظام مرتبط باستقدامه تعزيزات عسكرية كبيرة وبالقصف الجوي العنيف الذي لم يهدأ، واضاف «الوضع اشبه بعين تقاوم مخرز.. طيلة السنوات الماضية كنا نقاوم بما اوتينا من قوة بأساليب بدائية، اما اليوم فنحن نقاوم ايران وروسيا» ابرز داعمي دمشق عسكريا.
ووصفت صحيفة «الوطن» السورية القريبة من دمشق إنجازات الجيش ميدانيا بـ«الاستثنائية»، وذكرت الاثنين انه بعد «تقطيع اوصال الاحياء الشرقية في حلب الى شطرين»، فإنه في الشطر الثاني «جار العمل على تقسيمه إلى قطاعات أمنية يسهل السيطرة عليها تباعا» تمهيدا لدفع المقاتلين «إلى تسليم أنفسهم في زمن بدا أنه أقصر مما كان متوقعا أو القبول بالمصالحات الوطنية وفق شروط الدولة السورية».
وقد استهدف الطيران الحربي الروسي بعدة غارات، حي الشعار بمدينة حلب مستخدما الصواريخ الارتجاجية والقنابل العنقودية، أوقعت قتلى وجرحى، بحسب «شام».
ونقلت الشبكة عن ناشطين «إن أشلاء الضحايا ملأت شوارع حي الشعار، بعد استهداف الحي بعدة غارات بالصواريخ الارتجاجية والقنابل العنقودية، موقعة مجزرة مروعة بحق المدنيين، راح ضحيتها أكثر من 10 شهداء والعشرات من الجرحى» على الأقل.