- ديمستورا: لا أستطيع تحديد مدة صمود الأحياء الشرقية
وصفت الأمم المتحدة الوضع في شرق مدينة حلب السورية بـ «المخيف» بعدما دفع التقدم السريع لقوات النظام السوري داخل مناطق سيطرة الفصائل المعارضة نحو 16 الف مدني الى الفرار نحو مناطق اخرى تسيطر عليها المعارضة.
ومع استمرار عمليات الفرار من مناطق الاشتباك بين قوات النظام والفصائل في حلب، اعرب رئيس العمليات الانسانية في الامم المتحدة ستيفن اوبراين عن «غاية القلق على مصير المدنيين بسبب الوضع المقلق والمخيف في مدينة حلب».
وقال اوبراين ان «كثافة الهجمات على احياء شرق حلب في الايام الاخيرة» اجبرت حوالى 16 الف شخص على «الفرار الى مناطق اخرى من المدينة».
وأضاف في بيان عبر البريد الإلكتروني انه ليست هناك مستشفيات عاملة في المنطقة وان مخزون الطعام أوشك على النفاد ورجح أن يفر آلاف آخرون من منازلهم إذا استمر القتال في الأيام المقبلة.
وقال مسعف مقيم بالمنطقة عرف نفسه باسم أبو العباس «الوضع سيئ للغاية. هناك مخاوف شديدة من إبادة جماعية». وأضاف متحدثا عن طريق موقع للتواصل الاجتماعي «هذا الأسبوع غيرت مكاني ثلاث مرات. في المخبأ كان هناك أموات لم نستطع إخراجهم بسبب كثافة القصف».
وبحسب المرصد السوري لحقوق الانسان فر أكثر من سبعة آلاف مدني إلى حي الشيخ مقصود ذي الأغلبية الكردية واكثر من خمسة آلاف إلى مناطق سيطرت عليها قوات النظام، وارتفعت الحصيلة لاحقا إلى أكثر من ٣٠ ألف نازح بحسب المرصد.
وهي المرة الاولى، بحسب المرصد، التي ينزح فيها هذا العدد من السكان من شرق حلب منذ 2012 حين سيطرت المعارضة على الاحياء الشرقية.
ووجهت الامم المتحدة نداء عاجلا الى الاطراف المتحاربة ليتوقفوا عن قصف المدنيين في شرق حلب، معربة عن «قلقها البالغ» حيال مصير المدنيين الواقعين بين نارين «في ظروف مروعة».
وأعلن جهاز الدفاع المدني في شرق حلب أمس الأول نفاد كامل مخزونه من الوقود، ودعا جميع «المنظمات الإنسانية والإغاثية والطبية التدخل السريع لوقف الكارثة الإنسانية التي يعيشها المدنيون».
وأفادت مصادر ميدانية والمرصد بمقتل واصابة عشرات المدنيين جراء غارات جديدة شنتها طائرات روسية على حي باب النيرب الذي تسيطر عليه المعارضة. وقال الدفاع المدني وهو جهاز إنقاذ يعمل في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة: إن طائرات النظام قصفت حي باب النيرب أثناء محاولة الناس الفرار من الحي سيرا على الأقدام، ما أدى إلى سقوط 25 قتيلا.
وقال ديمستورا أمام البرلمان الأوروبي في إشارة إلى المناطق التي تسيطر عليها المعارضة السورية وتعمل قوات النظام والميليشيات التي تدعمها حاليا على اقتحامها «بوضوح لا يمكنني أن أنكر.. هذا تصعيد عسكري ولا يمكنني أن أحدد لكم إلى متى سيظل شرق حلب باقيا».