رأت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية الصادرة أمس، أن سيناريو انتصار النظام السوري في حربه ضد معارضيه في حلب وهو ما قد يشهده المجتمع الدولي خلال فترة قصيرة، ربما يحمل للرئيس بشار الأسد مشاكل جديدة ويكبده ثمنا باهظا.
واستهلت الصحيفة تقريرها في هذا الصدد - حسبما نقل موقعها الالكتروني - بتوضيح حقيقة أن الحكومة السورية أحرزت مكاسب إقليمية كبيرة في مدينة حلب أخيرا، ليبدو الرئيس الأسد بذلك وكأنه ينجو بنفسه من ويلات الانتفاضة السورية وذلك حتى وفقا لتقديرات أشرس معارضيه.
وذكرت أن انتصار الأسد مع ذلك وفي حال تحقق بالفعل ربما يكون باهظ الثمن، فعليه إدارة دولة خاوية على عروشها اقتصاديا وتعوقها عناصر مسلحة لا تلوح في الأفق نهاية قريبة لها وذلك حسب تقديرات ديبلوماسيين وخبراء في الشرق الأوسط والعالم.
وأضافت الصحيفة انه في الوقت الذي تستوعب فيه قوات المعارضة في حلب أقسى ضربة وجهت لها منذ أن استحوذت على أكثر من نصف المدينة قبل أربعة أعوام، فإن الحرب أدت في النهاية إلى تدمير المدينة التي كانت يوما ما أهم مركز صناعي وتجاري في سورية.
ويتشكك محللون بأن هذا السيناريو من شأنه أن يكتب نهاية للصراع الذي دام أكثر من خمسة أعوام وتسبب في تشريد أكثر من 12 مليون سوري فضلا عن مقتل ما يقرب من نصف مليون شخص على الأقل.
ونقلت الصحيفة عن ريان كروكر وهو ديبلوماسي محنك عمل في منطقة الشرق الأوسط كسفير أميركي لعدة دول منها لبنان وسورية والكويت والعراق قوله «إن الصراع في سورية ربما يستمر أعواما قادمة لأنه بمجرد أن تستولي حكومة الأسد على المدن المهمة سيلجأ المعارضون للاختباء في القرى».
وقارن كروكر الوضع في سورية بالحرب الأهلية اللبنانية.. وقال «إنها استغرقت 15 عاما حتى انتهت والسبب في ذلك عاد بشكل كبير لدخول السوريين إلى لبنان ووفق هذه الحرب ولكن في سورية مضى خمسة أعوام فقط على الحرب، فضلا عن أنه لا توجد سورية أخرى حتى تتدخل لتنهي هذا الصراع».. على حد قوله.
وفي هذا الصدد.. يقول السفير الأميركي السابق لدى سورية روبرت فورد «إن الجانب القاتم في المشهد بالنسبة للأسد يتمثل في أي دولة ستتبقى له! فليظل الأسد إذن وينتشر الإيرانيون والروس في سورية ولكنه سوف يحكم على جثث أكثر من نصف السكان، وسوف يستمر جرح سورية مفتوحا وعميقا بقدر ما تستطيع العين رؤيته».